مسلحون يذبحون معلمين اثنين امام طلابهما في مدرسة ابتدائية واغتيال اساتذة جامعيين

كان يوم الاربعاء يوم الانتقام من العِلم، بعد ان تمت عملية ذبح معلمين فقد قالت وزارة الامن القومي العراقية ان أفراد مجموعتين من المسلحين دخلوا مدرستين ابتدائيتين في العاصمة العراقية بغداد وذبحوا اثنين من المدرسين أمام أعين التلاميذ.

وجاء في بيان لوزارة الأمن العراقية أمس اقتحام مجموعتين مسلحتين «مجهولتين» مدرستي «آمنة» و «الشهيد حمدي» في منطقة الشعب (شرق بغداد) وذبح مدرس أمام تلاميذه الصغار، وقتل حارس الأخرى. وأكد شهود أن حال الذعر انتابت التلاميذ الذين لا تزيد أعمار أكبرهم عن 12 سنة، حين اقتحم مسلحون مدرسة «آمنة» الابتدائية بحثاً عن مديرها الذي نحروه أمام تلاميذه المذعورين.

وأكدت وزارة الدولة لشؤون الأمن الوطني لـ «الحياة» ان تفاصيل الحادث او اسماء المعلمين الذين تم اغتيالهما مازالت مجهولة وسط حال من الفوضى انتشرت في المكان، وهرب المعلمون والتلاميذ خوفاً.

وكان وزير التربية عبد الفلاح السوداني أعلن أمس ان وزارته اعتبرت 12 نيسان (ابريل) «يوماً للطالب الشهيد» فخصص الساعات الاولى لاستنكار عمليات قتل الطلاب والأساتذة.

ولفت السوداني خلال كلمة ألقاها في المناسبة الى «ان الاحتفال بيوم الطلبة الشهداء هو لتذكر تضحياتهم وتكريم عائلاتهم»، وقال إن عدد المعلمين الذين لقوا حتفهم جراء اعمال العنف بلغ أكثر من 400 معلم ومن الطلاب اكثر من 100 قتيل.

وقالت أم أحمد، التي شهدت حادث اغتيال مدير مدرسة «آمنة» الابتدائية إنها كانت تمر قرب باب المدرسة عندما وقفت سيارة «اوبل» سوداء اللون ترجل منها أربعة مسلحين «غير ملثمين»، وقتلوا المدير وهو يهم بمغادرة المدرسة وسط عدد كبير من تلاميذه. وأكدت أن عملية قتل المدير تمت بإطلاق الرصاص وليست بالذبح وان المسلحين حملوا جثته معهم وغادروا مكان الحادث.

وتقع منطقة الشعب شرق بغداد، الى شمال مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية التي تعد امتداداً جغرافياً لها فيما تقع «مدرسة آمنة» في الاطراف الشرقية من الشعب التي تحاذيها محافظة ديالى.

ويقول أبو علي، إن مدرسة «الشهيد حمدي» التي شهدت الحادثة الثانية «اقتحمها مسلحون بحثاً عن معلم ودخلوا قاعة الدرس التي كان فيها وذبحوه امام طلابه قبل ان يطلقوا النار عليه ويغادروا المكان».

وكانت حادثة من هذا النوع وقعت في الأنبار عندما ذبح مدرس أمام تلاميذه في ثانوية للبنين قبل اسابيع.

يذكر أن الشرطة العراقية والجيش الأميركي نفيا حادث ذبح المدرسين، على رغم تأكيد وزارة الأمن للحادث، بعد تغيير روايتها، إذ أعلن مصدر فيها أن العمليتين في المدرستين أسفرتا عن ذبح مدرس وقتل حارس المدرسة.

وقالت متحدثة باسم وزارة الامن الوطني العراقية لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان مجموعة مسلحة اقدمت اليوم على اقتحام مدرستين ابتدائيتين وقام افرادها بذبح معلمين فيها امام مرأى من التلاميذ من صغار السن الذين هالهم الحادث واصيب العديد منهم بحالات ذعر شديدة.

وهذا هو الحادث الثاني الذي تشهده المدارس العراقية حيث سبق واقدمت مجموعة مسلحة على ذبح مدرس ثانوية البصرة في احدى ضواحي الرمادي الاستاذ نافع الفهداوي ولاذ افرادها بالفرار اخذين معهم راس الضحية قبل ان يعثر عليه في منزل فارغ باطراف الضاحية.

وأكد مسؤول بالمكتب الاعلامي التابع للوزارة أيضا هذا التقرير.

غير أن الجيش الامريكي قال انه تقرير كاذب.

وقال اللفتنانت كولونيل باري جونسون المتحدث باسم الجيش الامريكي "لا أساس لهذا التقرير. لم يقع مثل هذا الحادث. لكننا ما زلنا نتحرى الامر مع الشرطة العراقية ومصادر أخرى."

وقال الرائد قاسم أحمد الضابط بالشرطة العراقية لمراسل لرويترز ذهب الى الموقع ان ذلك النبأ ليس صحيحا وانه ملفق.

وقال سكان في منطقة الشعب ببغداد أيضا انهم ليسوا على علم بوقوع أي هجمات من هذا القبيل.

من جهة اخرى أعلنت مصادر الشرطة يوم الاربعاء أن مسلحين «مجهولين» فتحوا النار على سيارة يستقلها أربعة أساتذة جامعيين فقتلوا ثلاثة منهم، بينهم امرأة، بينما اصيب الرابع بجروح خطيرة جنوب بعقوبة. وأوضحت المصادر أن «الحادث وقع في منطقة خان بني سعد» (51 كيلومتراً جنوب بعقوبة). وبين الضحايا رئيس قسم اللغة العربية في كلية التربية في جامعة ديالى وزوجته التي تعمل هي الأخرى أستاذة جامعية.

وكانت رابطة الاساتذة الجامعيين في بغداد قد أعلنت الشهر الماضي أن عدد الاساتذة الجامعيين الذين اغتيلوا في العراق ومنذ نيسان ابريل من العام 2003 بلغ أكثر من 150 شخصا اكثرهم من حملة شهادة الدكتوراه.

شبكة النبأ المعلوماتية-االجمعة 21/نيسان/2006 -22/ربيع الاول/1427