عار على بيت آل سعود والوهابيين.. عمليات هدم واسعة للمعالم التراثية في المدينة ومكة

 عار على بيت آل سعود" كيف أتت مشاريع التنمية والتطوير الحديثة في مكة على معظم المعالم العمرانية والتراثية الإسلامية في المدينة.. والفكر الوهابي هو وراء عمليات هدم المعالم التراثية الإسلامية في المدينة..

هذا ما كتبه دانيال هاودن في تقريره المفصل المنشور في صحيفة الإندبندنت الصادرة صباح الأربعاء.

ويقول التقرير: تظهر صور لمكة لم تنشر من قبل مدى التواطؤ بين المتدينين المتعصبين الذين يسيطر عليهم هاجس أن يروا الناس متعلقين بشيء إلى درجة الحب الأعمى وبين طبقة رجال الأعمال والمقاولين الذين دمروا التراث الإسلامي المتنوع للمدينة.

وقد أفردت الصحيفة صفحتين كاملتين للتحقيق المصور عن التراث الإسلامي في مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

ويصف التحقيق الذي جاء تحت عنوان فرعي يقول "عار على بيت آل سعود" كيف أتت مشاريع التنمية والتطوير الحديثة في مكة على معظم المعالم العمرانية والتراثية الإسلامية في المدينة.

ويقول التحقيق: "إن هناك شبحا قاتما من الحزن والكآبة يخيم على المكان الأكثر قدسية في الإسلام. فعلى بعد أمتار فقط من جدران المسجد الكبير(الحرم المكي) في مكة تشمخ ناطحات السحاب لتعانق السماء ولتحجب النور عن المكان رويدا رويدا".

ويضيف التقرير: "لقد قزمت تلك الأبراج المبهرجة الوافدة على المكان الحجر الأسود الأنيق الذي تشخص إليه أنظار الملايين الأربعة من المسلمين الذين يئمون الموقع سنويا لأداء مناسك الحج".

وتقول الصحيفة إن المجمعات البرجية في مكة تشكل الدليل الأحدث والأكبر على تدمير التراث الإسلامي للمدينة حيث أصبحت المواقع التاريخية القديمة أثرا بعد عين بسبب تلك الأبراج.

يذكر أن صحيفة الإندبندنت كانت نشرت في شهر أوغسطس/ آب الماضي تحقيقا مشابها ذكرت فيه أن "المدن التاريخية لمكة والمدينة تتعرضان الآن لاعتداء غير مسبوق من قبل المتشددين الدينيين وأنصارهم من التجار".

وفي معرض رده عل ذلك التحقيق كتب الأمير تركي الفيصل، السفير السعودي الحالي في واشنطن والذي كان يشغل حينذاك منصب سفير بلاده في لندن:

"إن السعودية أنفقت مبلغ 19 مليار دولار أمريكي لترميم وصيانة المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة".

ولكن الصحيفة تقول إن الصور الجديدة التي يفرج عنها للمرة الأولى تظهر بوضوح وتوثق عملية هدم مواقع أثرية هامة في المدينة وكيف أنها تستبدل بناطحات سحاب جديدة هي الآن قيد الإنشاء.

وتقول السعودية إنها أنفقت مليارات الدولارات على توسعة الحرم المكي وصيانة تراث مكة  وتعتقد الصحيفة أن القوة الدافعة التي تقف وراء عمليات هدم المعالم التراثية الإسلامية في المدينة هي الفكر الوهابي، "وهو عقيدة الدولة التي جلبها معهم آل سعود عندما غزا ابن سعود شبه الجزيرة العربية عام 1920".

وينقل الكاتب عن الدكتور عرفان أحمد العلوي، رئيس مؤسسة التراث الإسلامي، قوله إن قبر آمنة بنت وهب أم الرسول محمد، والمكتشف عام 1998 هو مثال حي لما يحدث في المدينة.

"لقد تم هدم القبر الواقع في أبوا بالبلدوزر وصب عليه زيت البنزين. ورغم تقدم آلاف المسلمين عبر العالم بالتماسات إلى الحكومة السعودية لاتخاذ إجراءات عاجلة إلا أنه ما من شيء استطاع الحؤول دون هدم القبر".

ويعدد التحقيق بعض المعالم البارزة التي تم هدمها في مكة ومنها: منزل خديجة زوج الرسول، الذي هدم ليفسح المجال لبناء مراحيض ومغاسل عامة، ومنزل أبو بكر الذي يقوم مكانه الآن فندق هيلتون، ومنزل علي العريض ومسجد أبو قبيس وغيرها.

ويقتبس الكاتب عن الدكتور سامي العنقاوي، وهو مهندس معماري من منطقة الحجاز سخر حياته للمحافظة على ما تبقى من تراث مكة، قوله إن الوداع الأخير لمكة قد أزف.

ويضيف الدكتور العنقاوي:"إن ما نشهده اليوم هو الأيام الأخيرة لمكة والمدينة".

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 20/نيسان/2006 -21/ربيع الاول/1427