ممارسة الصحافة في العراق كالمشي بين حقول الالغام

شبه تقرير لمنظمة يديرها مثقفون عراقيون في الخارج ممارسة مهنة الصحافة في العراق حاليا "بالمشي بين حقول الالغام" ، فيما طالب اكاديميون عراقيون في لندن بتوفير الحماية اللازمة للأكاديميين والعلماء في العراق من أجل الحفاظ على حياتهم وصيانة كرامتهم.

وأشار التقرير الذي صدر بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على الغزو الامريكي للعراق الى إستهداف أكثر من مئة من الكفاءات العلمية وعشرات الاعلاميين الذين يعملون في ظروف لا تختلف كثيرا عن عهد الرئيس السابق صدام حسين.

وقال التقرير الصادر عن منظمة "كتاب بلا حدود" التي تعمل من ألمانيا ويديرها العراقي اياد الزاملي إن "عمليات استهداف العقول العراقية أدت الى اغتيال 65 اعلاميا و106 أساتذة جامعيين وصفهم التقرير بأنهم من أبرز الكفاءات النووية والفيزيائية والطبية والبيولوجية."

وأضاف التقرير ان "طغيان المد الديني والطائفي والقومي في الاعلام العراقي فتح مجال العمل لمراسلين وصحفيين واعلاميين ذوي ميول عرقية وطائفية عملوا على تكريس مصطلحات ومسميات طغت على الخيارات الوطنية ووحدة العراق في حين تخلت بعض الفئات في مكونات الساحة العراقية كالعلمانيين والليبراليين والشيوعيين وغيرهم عن الاعلان عن أفكارهم المرتبطة بالمصلحة الوطنية وليس بالمعتقدات والانتماء خشية اتهامهم بالكفر والالحاد."

وحمل التقرير عنوان "واقع الثقافة والاعلام في العراق بعد الاحتلال الامريكي للبلاد في التاسع من نيسان ابريل 2003 " وشارك في اعداده من خارج العراق ناصر السهلي وعبد الفتاح الشهاري وخضر عواركة ونادر الملاح في حين خلا من أسماء عراقيين في الداخل "حرصا على سلامتهم."

وأوضح التقرير الى أن "الكثير من الصحف العراقية لا تعلن عن مصادر تمويلها وعلى الصحفي أن يعمل فيها مغمض العينين واذا حدث أن اختلف سياسي أو زعيم مع الصحيفة فان أول الخيارات تكون المقاطعة وأول ضحايا تلك المقاطعة هو الصحفي."

وأضاف أنه "في المقابل قامت بعض المؤسسات الصحفية باقالة بعض الصحفيين بسبب انتماءاتهم السياسية واختلافهم مع بعض الزعامات السياسية ،وبذلك أصبح موقع الصحفي في العراق بين المطرقة والسندان وأصبحت الصحافة أشبه بالمشي بين حقلي ألغام.. الاول حقل الجريدة وارتباطاتها ومشاكلها والصراعات الكثيرة بين رؤساء تحرير الصحف والاحزاب والكيانات السياسية والمذهبية..والثاني تمثله ساحة العمل التي يعمل فيها الصحفي الذي يجب أن يكون في أشد درجات الحذر."

وبين التقرير أنه "لهذه الاسباب تتجنب الصحافة انتقاد الدوائر والمؤسسات الحكومية وتكتفي فقط بالاخبار الرسمية...ولهذا لقد فقدت الصحافة العراقية جرأتها التي كانت قد مارستها لاشهر قليلة بعد سقوط النظام العراقي."

وحث التقرير الادارة الامريكية على "إحترام حقوق الانسان والمبادرة بالافراج عن كافة المعتقلين والمسجونين وتسليمهم الى السلطات العراقية للبت في قضاياهم واجراء المحاكمات القضائية العادلة وسرعة اطلاق سجناء الرأي."

كما دعا "المجتمع الدولي لتبني اصلاح الوضع الداخلي "عبر تشكيل لجان مدنية وسياسية وعسكرية من دول محايدة تشرف عبر الامم المتحدة على بناء المؤسسات العراقية بحيادية وحرفية بعيدا عن معطيات الوضع الطائفي ودون تدخل المحتل أو الدول الاخرى في الشأن العراقي."

وفي لندن ، عقد اجتماع في مؤسسة الإمام الخوئي في العاصمة البريطانية بحضور أكثر من 70 أكاديميا من أنحاء مختلفة من بريطانيا.

وصدر عن الاجتماع الذي عقد بتاريخ 8 نيسان ابريل 2006 بيان جاء فيه "إننا الأكاديميون والعلماء العراقيون وعدد من الشخصيات العراقية، وبدعوة من هيئة التعليم العالي ومؤسسة الإمام الخوئي ورابطة الأكاديميين في المملكة المتحدة، في لقائنا في لندن، نقف اليوم خاشعين إجلالاً وإكباراً في ذكرى شهدائنا الأبرار من العلماء والمفكرين والأكاديميين من جميع التخصصات، الذين اغتالتهم أيدي الإرهابيين المجرمين ومنعتهم من مواصلة المسيرة من أجل بناء وازدهار وطننا الحبيب."

واضاف البيان "ونتوجه بندائنا هذا للتنبيه للأخطار التي تواجه البلاد ، ونطالب الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني وجميع الشرفاء والمخلصين ببذل كل الجهود من أجل الاهداف التالية:

1- "المطالبة وبإصرار من أصحاب القرار العراقي، لتحمل مسؤوليتهم ولتدارك الأخطار وتوفير الحماية اللازمة للأكاديميين والعلماء، من أجل الحفاظ على حياتهم وصيانة كرامتهم وتكليف هيئة قضائية بالتحقيق الجنائي وتحديد الجهات والأفراد المقترفين لهذه الجرائم، وسوقهم للعدالة."

2- "دعوة الحكومة العراقية والمسؤولين في الجامعات لإتخاذ أسرع الإجراءات لتوفير الحماية لكافة أعضاء الهيئات التدريسية وعوائلهم، مثل توفير السكن اللازم في نطاق الحرم الجامعي وضمان الحراسة بأنواعها والتي أصبحت ضرورية لهم."

3- "دعوة مسؤولي الحكومة العراقية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات لإتحاذ الإجراءات الناجعة لاحترام حرمة الجامعات وحمايتها من تأثير التدخلات السياسية والحزبية والدينية في أداء المؤسسات الأكاديمية."

4- "دعوة الأحزاب والتنظيمات السياسية والدينية كافة لاحترام حرمة الجامعات وعدم استخدامها كمنابر لدعاياتهم ونشاطاتهم وحملاتهم السياسية والدينية."

5- "التأكيد على أن الجامعات حرم آمن، وعلى الأجهزة الأمنية والعسكرية مراعاة ذلك واحترامه، مع تأكيد التلازم العضوي بأن الأمن الأكاديمي جزء من حالة الأمن في العراق."

6- "الطلب من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إبداء الرعاية الخاصة لأبناء وعوائل الأكاديميين الشهداء وشمولهم بالحقوق التقاعدية وتسهيل تأهيلهم."

7- "السعي لدى الجامعات في المملكة المتحدة وأمريكا وباقي الدول الأوروبية وغيرها من البلدان لفسح المجال لاستقبال أعضاء هيئة التدريسيين العراقيين من الراغبين لقضاء فترة التفرغ العلمي، وقيام المنظمات العراقية والجهات المعنية في الخارج بتقديم المساعدات اللازمة من الناحية المالية وغيرها في سبيل ذلك."

8-" ترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية وتجاوز الخلافات ونبذ عوامل الفرقة والانشقاق، مع تأكيد الالتزام بالمبادئ الدستورية وحقوق الإنسان."

9-"كفالة توفير الحريات الأكاديمية، وتعزيز حقوق الأستاذ الجامعي في طرح الرأي العلمي داخل الحرم الجامعي، والعمل على وضع تشريعات تكفل حرية البحث والتفكير والتعبير في المؤسسات الأكاديمية."

10- "دعوة الأكاديميين العراقيين في الخارج ومن خلال منظماتهم لتنظيم حملة تتولى:

أ- التوعية بمعاناة الأكاديميين والعلماء في العراق وتعبئة الجامعات والمراكز العلمية في العالم للتضامن معهم "ضد الممارسة العنفية والإرهابية التي تواجههم."

ب- الطلب من منظمة اليونسكو والمنظمات الدولية والعربية والإسلامية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية "ذُخر العراق من العلماء والأكاديميين ومساعدتهم في تجاوز محنتهم."

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء  18/نيسان/2006 -19/ربيع الاول/1427