اكثر من 11 الف اسرة عراقية مهجرة بسبب العنف الطائفي

ارتفع عدد العراقيين الذين يفرون من منازلهم هربا من العنف الطائفي إلي مثليه خلال أقل من شهر وهو ما يعكس تدهورا حادا في الوضع الامني في أنحاء العراق.

وقدرت جمعية الهلال الاحمر العراقي عدد العوائل النازحة في محافظات العراق بسبب العنف والتوتر فى أغلب مناطق العراق بنحو 6606 عوائل.

وقال مصدر في الجمعية "تم يوم الخميس عقد جلسة خاصة في مجلس الوزراء لمناقشة واقع العوائل النازحة والمشاكل التي تعاني منها حيث تم تشكيل لجنة من وزارة المهجرين والمهاجرين وجمعية الهلال الاحمر العراقي ووزارت الصحة، الدفاع، الداخلية، والشؤون الاجتماعية والبلديات لغرض توحيد الجهود بينهم لتعيين مخيمات تكون على اسس علمية وتشمل الماء والكهرباء والامن والغذاء والعلاج."

وأوضح المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه أن أغلب مخيمات العوائل عشوائية وتفتقر إلى العديد من المستلزمات الضرورية.

وأشار الى أن نسبة الاطفال ضمن العوائل النازحة كانت هى الأعلى. موضحا أن تاريخ النزوح بدأ منذ الثانى والعشرين من شهر آذار مارس الماضى وهو مستمر الى اليوم وشمل محافظات العراق بغداد، النجف، واسط، ذي قار، الديواني، كربلاء، البصرة، بابل، كركوك، ديالى، ميسان، المثنى، صلاح الدين والانبار.

وقال مسؤول بالحكومة العراقية اليوم الخميس ان نحو 11 ألف أسرة او نحو 60 ألف شخص أجبروا حتى الان على النزوح عن منازلهم بعد أن كان العدد أكثر قليلا من 30 ألف نازح في أواخر مارس اذار.

واضاف ستار نوروز المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين ان الارهاب لا يزال يستهدف العراقيين في أنحاء البلاد وأن ذلك هو السبب وراء تضاعف عدد الاسر النازحة.

وأدى تفجير مرقد الامام علي الهادي المقدس لدى الشيعة في 22 فبراير شباط بمدينة سامراء الى زيادة أعمال العنف الطائفي وأذكى المخاوف من امكانية انزلاق العراق الى الحرب الاهلية.

وقال نوروز ان عدد الاسر النازحة يتزايد وأن الحكومة تتوقع فرار المزيد من الاسر من منازلها.

وانتقلت قرابة 3600 أسرة للعيش في بغداد مع أصدقاء أو أقارب أو في مخيمات أو مبان مهجورة. ومن المفارقات أن بغداد تعد أكثر المحافظات العراقية خطورة على الاطلاق.

وفرت أكثر من خمسة الاف أسرة الى محافظات جنوبية كما فرت قرابة 2500 اسرة الى الشمال أو الغرب.

وخصص مجلس الوزراء ستة ملايين دولار لرعاية النازحين كما شكل لذلك لجنة برئاسة روز نوري شاويش نائب رئيس الوزراء.

وأدى العنف بين الشيعة والعرب السنة الى اعادة رسم خرائط بعض الضواحي حيث تنتقل الاقليات منها الى أماكن أخرى تكون فيها جزءا من السكان الاغلبية.

وتجوب ميليشيات أنحاء البلاد وتهدد أسرا بالمغادرة أو الموت كما يتم العثور يوميا على عشرات الجثث المشوهة.

وتضغط الولايات المتحدة ودول أخرى على الزعماء السياسيين بالعراق لانهاء شهور من الشد والجذب وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الشيعة والسنة والاكراد في محاولة لوقف العنف.

وأجريت الانتخابات البرلمانية في ديسمبر كانون الاول لكن السياسيين لا يزالون يجرون مناقشات حول المناصب بما في ذلك منصب رئيس الوزراء بجانب تفاصيل حول كيف يمكن لحكومة وحدة وطنية اقتسام السلطة.

ووفقا لأرقام صادرة من الحكومة العراقية فإن 65 ألف عراقي على الأقل قد تركوا منازلهم نتيجة أعمال العنف الطائفي والترويع.

كما أن أعداد العراقيين النازحين في ازدياد.

الأرقام تظهر أن رقم العراقيين الذين أجبروا على النزوح قد تضاعف في الأسبوعين الماضيين بسبب أعمال العنف الطائفي والتي شهدت ارتفاعا حادا منذ تفجير أحد مساجد الشيعة الهامة في فبراير/شباط الماضي.

التقارير التي تتحدث عن الناس الذين يتركون منازلهم بسبب أعمال العنف أو الترويع أو حتى بسبب افتقادهم للإحساس بالأمان في منازلهم، أصبحت شائعة.

فأحيانا يجري ترويع الناس عبر مكالمات هاتفية أو إرسال مكالمات نصية لهواتفهم المحمولة أو إرسال مقاطع فيديو مرعبة مصورة عبر كاميرا الهواتف المحمولة.

لكن وزارة شؤون الهجرة والنازحين العراقية قالت للبي بي سي إن حوالي 11 ألف أسرة قد تركت منازلها، وهو ما يعادل 65 ألف شخص وفقا لمعدل حجم الأسرة العراقية.

والكثير من أعمال النزوح تجري داخل وحول بغداد حيث أعمال العنف هي الأسوأ في العراق.

ويقول الصليب الأحمر إنه يقدم الغذاء والمأوى لحوالي ألفي أسرة في العاصمة العراقية، يقيم البعض منها في مخيمات.

وما تزال الأمم المتحدة تملك حضورا محدودا داخل العراق، لكن مسئولين في الأردن المجاور يقولون إنهم سيحاولون تأمين مصادر تمويل عاجلة تحسبا لتوقعات بنمو مشكلة النازحين في العراق.

وفي الوقت الحالي لا تتوافر إلا أربعة ملايين دولار لمعالجة هذه المشكلة. وحتى هذه الملايين الأربعة لا يمكن استخدامها لحين رفع بعض الإجراءات التي فرضتها الأمم المتحدة على منظماتها للعمل داخل العراق.

وأعلنت السيدة سهيلة عبد جعفر وزير المهجرين والمهاجرين أن مجلس الوزراء خصص (6) ملايين دولار امريكي لغرض المساعدة في تقديم المعونات الغذائية للعوائل النازحة وتشكيل لجنة مركزية برئاسة نائب رئيس الوزراء وعضوية الوزارة وعدد من وزارات الدولة الاخرى.

وقال بيان صادر عن الوزارة يوم الاربعاء "عقدت السيدة سهيلة عبد جعفر وزير المهجرين والمهاجرين اجتماعا طارئا لمدراء فروع الوزارة في المحافظات واعلنت عن تشكيل لجنة مركزية برئاسة السيد نائب رئيس الوزراء وعضوية الوزارة وعدد من وزارات الدولة الاخرى."

وأضاف البيان "كما أعلنت أن مجلس الوزراء خصص مبلغ (6) ملايين دولار امريكي لغرض المساعدة في تقديم المعونات الغذائية للعوائل النازحة التي اضطرت للنزوح بعد احداث ضرب المرقدين الشريفين للامامين العسكريين."

وأكدت ضرورة تشكيل غرف عمليات في كل محافظة تكون برئاسةرئيس مجلس المحافظة لتقديم المعونات وعلى أن تكون باشراف مدراء فروع الوزارة إضافة الى التأكيد على ضرورة تقديم احصائيات دقيقة عن العوائل المعنية وضرورة توفير كل الخدمات الممكنة للمخيمات الي اقامتها الوزارة في المناطق المختلفة.

ومن جهة أخرى، قررت الوزارة إرسال أكثر من (400) حصة غذائية لغرض توزيعها على العوائل النازحة الى محافظة الانبار تضاف الى (100) حصة تم توزيعها خلال الايام القليلة الماضية.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت  15/نيسان/2006 -16/ربيع الاول/1427