الشلل السياسي وتمسك الجعفري يقود البلاد الى استحقاقات خطيرة

هددت مطالب جديدة للائتلاف العراقي الموحد بخصوص تشكيل الحكومة يوم الاربعاء باطالة أمد حالة الشلل السياسي التي تقول واشنطن ان المسلحين يستفيدون منها.

ويعتمد الحل في جانب كبير منه على ما اذا كان الائتلاف العراقي الموحد يستطيع استبعاد الجعفري بوصفه مرشحه لرئاسة الوزراء دون احداث انقسام داخل الائتلاف.

وابلغ زعماء أكراد وسنة الائتلاف بأنهم يرفضون ترشح الجعفري بشكل نهائي. وقالت مصادر بالائتلاف إنهم اجروا جولة من المحادثات يوم الاربعاء وأنه كان متوقعا أن يجتمع مرة أخرى لكن من غير المتوقع إحراز تقدم.

وقبل إمكانية طرح أي بديل للجعفري على البرلمان للتصويت يجب انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه ليعقب ذلك التصويت على مجلس رئاسي من ثلاثة أعضاء يتعين عليه بعد ذلك اختيار رئيس وزراء بالإجماع.

ويمنح رئيس الوزراء بعد ذلك مهلة لمدة شهر لاختيار أعضاء حكومته وطرح تشكيلتها على البرلمان لمنحها الثقة.

وقالت مصادر بالائتلاف إن زعماءه مصرون على اتفاق جميع الأطراف على رئيس البرلمان ورئيس الوزراء ورئيس البلاد قبل الانتقال إلى البرلمان.

وقال رضا جواد تقي المسؤول بالائتلاف وعضو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الحزب القوي بالائتلاف إنهم يفضلون الاتفاق حول كل تلك الأمور كحزمة واحدة وفي اتفاق واحد قبل الانتقال إلى البرلمان وأنهم لذلك ينبغي لهم على الأقل الآن حث خطى المفاوضات والاجتماعات.

وكشف الشيخ جلال الدين الصغير، عضو قائمة الائتلاف العراقي الموحد في مجلس النواب اليوم الخميس، أن قائمته تجري البحث الفعلي في آليات البديل للدكتور ابراهيم الجعفري لتولى منصب رئيس الوزراء.

وقال الشيخ الصغير لـ (أصوات العراق) "لا أعتقد ان يوم الاثنين القادم لن يشهد طرح البديل للجعفري، وهناك إحتمال كبير ان يحدث توافق بين القوائم حول المناصب الرئاسية."

وكانت القوائم الفائزة داخل مجلس النواب قد إعترضت على ترشيح الدكتور ابراهيم الجعفري لمنصب رئاسة الحكومة.

وحول ما اذا كان سيتم طرح البديل للجعفري عن طريق التوافق او التصويت قال الشيخ الصغير" نحن نسعى الى التوافق داخل الائتلاف دون اللجوء إلى التصويت."

واكد الشيخ جلال الدين الصغير، "ان توجه الائتلاف فيما يتعلق بمن سيتولى رئاسة الجمهورية هو باتجاه الاستمرار بدعم تحالفهم مع القائمة الكردستانية. "

وحول تعليقه على ترشيح الشيخ الكعود لمنصب رئاسة الجمهورية قال"إن من حق أي عراقي ان يرشح نفسه لهذا المنصب ،إلا أنه لم يطرح هذا الموضوع بشكل رسمي على الائتلاف. "

وطالب الدكتور مثال الالوسي عضو مجلس النواب العراقى عن قائمة (الامة العراقية) يوم الاربعاء، رئيس الوزراء المنتهية ولايته الدكتور إبراهيم الجعفري تقديم إستقالته من حكومة تسيير الاعمال التي يترأسها.

وقال العضو في مجلس النواب (مقعد واحد) " أطالب الجعفري بالاستقالة الفورية من الحكومة الحالية وجعل مجلس النواب أو مجلس رئاسة الوزراء يتولي تصريف الأعمال."

وقال "هناك ثلاثة أسباب تدعو لذلك أهمها ، الدماء التي سالت في حسينية المصطفى التي إدعى الجعفري عدم معرفته بأمر المداهمة ، والثمن الباهظ الذى دفعه الائتلاف العراقى الموحد بسبب عجز حكومة الجعفري. " في أشارة منه لعرقلة المفاوضات البرلمانية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية لإصرار الكتل البرلمانية الاخرى على رفضها لمرشح الائتلاف لرئاسة الوزراء.

وتابع يقول "السبب الثالث هو وجود الابرياء في السجون."

ورفض الالوسي إعتبار طلبه باستقالة الجعفري في"غير وقته " لكون الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال ولكون الحكومة المقبلة في طور التشكيل.

وتساءل "من يقول أن الحكومة المقبلة ستتشكل عن قريب؟." وقال " منذ أربعة أشهر ونحن ننتظر ذلك ".

ورأى أن "في إستقالة الجعفري حفاظ للامن الوطني وكذلك حفاظ على وحدة الائتلاف العراقي الذي أصبح مهدداً بالانشقاق." على حد قوله .

بدوره قال السيد محمود عثمان، عضو قائمة التحالف الكردستاني يوم الخميس، إن قائمته لم يصلها أي إعتراض أو رسالة من القوائم الأخرى للمطالبة بتغيير مرشحها السيد جلال الطالباني لرئاسة الجمهورية .

واضاف "ان القوائم الاخرى ليس لديها مشاكل معينة مع القائمة الكردية، وليس لديها تحفظات على شخصية الطالباني." موضحا ان "جبهة التوافق السنية تفضل ان يكون رئيس الجمهورية عربيا لكنهم طالبوا بذلك للمستقبل البعيد، حيث لم يعترضوا بشكل رسمي على ترشيح الطالباني رئيسا للعراق."

وعبر عن اعتقاده بأن" جميع القوائم لها الحق بترشيح اي شخصية للرئاسات الثلاث وفق مانص عليه الدستور." مشيرا الى ان" الطالباني هو مرشح التحالف الكردستاني للدورة السابقة، ولم يتصرف خلال فترة زعامته على اساس انه كردي بل تصرف على اساس انه عراقي، وهذا ما لمسه الجميع ،وان الاكثرية في مجلس النواب يطالبون ببقائه لولاية ثانية."

ونفى عثمان ان تكون قائمة الائتلاف" الشيعية" وقائمة التوافق "السنية" قد شكلتا جبهة للمطالبة بتغيير الطالباني لرئاسة البلاد.

واوضح انه" ليس هناك بوادر انشقاق في صفوف لائحة الائتلاف" على حد علمه ، وان "التحالف الكردستاني تهمه وحدة الائتلاف."

كما أعلن الشيخ فصال الكعود، أمين عام مجلس التضامن العراقي( سنى) الذي لم يحظ بمقعد في البرلمان اليوم الخميس، أنه تقدم للترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية العراقية، فيما أعلنت كل من قائمة التوافق والائتلاف العراقى الموحد عدم وجود أى إتصالات مع الكعود فى هذا الشأن.

وقال الشيخ الكعود في تصريحات صحفية اليوم بقصر المؤتمرات فى بغداد "أعلنت ترشيحي لرئاسة الجمهورية، وأعتقد أنه يجب يكون رئيس الجمهورية رجلا مخلصا وقدم العديد من التضحيات للعراق."

اضاف" أكن كل الإحترام والتقدير للرئيس جلال الطالباني وللاخوة الكرد، ولا توجد لدى أي عقدة قومية، إلا أنني أعتقد أن تصريح الدكتور إبراهيم الجعفرى رئيس الوزراء المنتهية ولايته بأن يتولى منصب رئاسة الحكومة عربي سني ههو تصريح سديد."

كان الجعفري قد صرح قبل يومين في جلسة طارئة لملس الوزراء "انه كان يعتقد أنه من الواجب ان يتولى رئاسة الجمهورية عربي سني."

وانتقد الشيخ الكعود إعتراض الاطراف المعارضة على ترشيح الدكتور الجعفري لتولي منصب رئاسة الحكومة، وقال "إننى اتساءل.. كيف لهم ان يتجاهلوا الدستور عن طريق الاعتراض على ترشيح الجعفري ؟."

وتابع " كون الجعفري قد جاء وفق الدستور، فكيف لنا ان نكون دولة عن طريق تجاهل الدستور؟."

كانت الاطراف الفائزة داخل مجلس النواب قد إعترضت على ترشيح الدكتور الجعفري لتولي ولايه ثانية لشغل منصب رئاسة الحكومة.

وعن حظوظ الكعود في الفوز، قالت مصادر مقربة منه، طلبت عدم ذكر إسمها "إن الكعود يحظى بمقبولية واسعة من قبل قائمة الائتلاف العراقي الموحد (الشيعية) وقائمة جبهة التوافق العراقية (سنية ) والقائمة العراقية الوطنية (علمانية )."

من جهتها، اكدت قائمة الائتلاف وجبهة التوافق أنه لم تتم أية إتصالات مع الشيخ الكعود حول موضوع ترشيحه .

وقال السيد نصير العاني من قائمة التوافق في اتصال هاتفي مع (أصوات العراق) "ان قائمة التوافق فوجئت بترشيحه ولم تسمع بالموضوع من قبل."

وامتنع السيد العاني عن الحديث عما اذا كانت قائمته ستدعم ترشيحه ام لا داخل البرلمان.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 14/نيسان/2006 -15/ربيع الاول/1427