استمرت ردود الأفعال ازاء التصريحات التي أطلقها الرئيس المصري حسني
مبارك لقناة العربية حول انتماء الشيعة العرب لإيران.
فقد وجهت المؤسسة العالمية للحضارة الاسلامية في واشنطن رسالة الى
الرئيس المصري قالت فيه:
نعرب لفخامتكم عن شعورنا بالصدمة للتصريحات التي نقلتها عنكم قناة
العربية يوم السبت 8 ابريل 2006، والتي اعتبرتم فيها أن «ولاء معظم
الشيعة ليس لأوطانهم بل لإيران.
هذه التصريحات تطعن في الإنتماء الوطني لملايين الشيعة في العالم
العربي وفي الولايات المتحدة الامريكية على نحو خاص، ومن شأنها أن
تخلق اجواءً تشجع على الفتنة والشقاق.
إننا في" المؤسسة العالمية للحضارة الاسلامية – واشنطن- نعرب
لسيادتكم عن مدى الألم الذي خلفته تصريحاتكم ومدى الشعور بالمرارة جراء
التشكيك في مسلماتنا الوطنية. نعرب لفخامتكم عن هذا الشعور، مؤكداً أن
الشيعة في كل العالم العربي والاسلامي هم جزء أصيل من أوطانهم.
راجياً أن يلهمكم الله وجميع القادة العرب والمسلمين للعمل على
اشاعة اجواء التسامح والإحترام المتبادل، والعمل بكل قوة لنزع فتيل
التوتر خاصة في هذا الوقت الذي تتزايد فيه عوامل الفرقة والشقاق..
نسأل الله لبلاد الاسلام والشيعه الامن و الامان والسلام على من
اتبع الهدى
قال تعالى ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ
تَفَرَّقُوا ﴾ صدق الله العلي العظيم
واصدر الشيعة في الولايات المتحدة بيانا يستكرون التصيحات بقولهم:
لقد تفاجأ المواطنون الشيعة في - الولايات المتحدة الامريكية -
بتصريح رئيس اكبر دولة عربيه و هي جمهورية مصر السيد محمد حسني مبارك
في قناة العربية الفضائية بتاريخ 8 أبريل 2006 م الذي جاء فيه: «أن
ولاء أغلب الشيعة في المنطقة لإيران وليس لدولهم».
إن مثل هذا التصريحات اللامسئولة - والذي يغاير الواقع - قد
أساء للمواطنين الشيعة في العالم العربي و الغربي والإسلامي لتجاهله
المواقف الوطنية الأصيلة للمواطنين الشيعة تجاه دولهم تاريخاً وحاضرًا
، مما يخشى أن يؤدي هذا التصريح إلى الفرقة الطائفية ونحن في وقت بأمس
الحاجة فيه لتعزيز الوحدة بين المسلمين.
ولما لجمهورية مصر العربية من موقع ريادي في المنطقة ، كانت
ولا تزال تقدم مواقف احتوائية للأزمات ، يلزمها الاستمرار على هذا
النهج.
نحن الموقعون ادناه فی منطقه العاصمه الامريکيه – واشنطن - :
نأمل من فخامة الرئيس توضيح وتصحيح ما أدلى به لقناة العربية لكي لا
يستغل هذا التصريح لضرب الوحدة العربية والإسلامية.
وأصدر عدد من علماء الشيعة في الكويت بيانا دعوا فيه كافة القوى
للمخاطر الحقيقية التي تواجه الامة وتحمل مسؤولياتها في تعليق على
التصريحات الاخيرة للرئيس المصري حسني مبارك بشأن ولاءات الشيعة.
وقال علماء الشيعة الموقعون على البيان اننا في ظرف نحن بامس الحاجة
الى كل ما يرسخ وحدة الامة ولحمتها ويزيد في الفتها، نفاجأ بتصريح غريب
ومستهجن من الرئيس المصري يصب باتجاه المزيد من التعقيد للظروف الحساسة
في المنطقة، فبدل ان تتوحد جهود الامة وقواها لدرء خطر التكفيريين
والفتنة التي يرمون لاشعالها تصدر مثل هذه العبارات التي لن تخدم سوى
اهداف قوى الظلام.
واضافوا في بيانهم اننا في الوقت الذي نؤكد فيه على الوحدة بين
ابناء امتنا، نلفت الى خطورة مثل هذه التصريحات، وندعو كافة القوى الى
ادراك المخاطر الحقيقية التي تواجه الامة وتحمل مسؤولياتها في هذا
الاطار.
وأعرب المواطنون السعوديون الذين ينتمون إلى المذهب الشيعي عن
استغرابهم من تصريحات الرئيس المصري حسنى مبارك لقناة العربية، والتي
قال فيها أن ولاء أغلب الشيعة لإيران وليس لبلدانهم، وجاء في بيان وقع
عليه 242 شخصية سعودية شيعية أن «الموطنون الشيعة في المملكة العربية
السعودية» تفاجئوا من تصريحات «فخامة رئيس جمهورية مصر العربية السيد
حسني مبارك».
وأكد البيان أن تلك التصريحات اسأت لـ«للمواطنين الشيعة في العالم
العربي والإسلامي لتجاهله المواقف الوطنية الأصيلة للمواطنين الشيعة
تجاه دولهم تاريخاً وحاضرًا، مما يخشى أن يؤدي هذا التصريح إلى الفرقة
الطائفية ونحن في وقت بأمس الحاجة فيه لتعزيز الوحدة بين المسلمين».
وأردف البيان: «ولما لجمهورية مصر العربية من موقع ريادي في المنطقة
، كانت ولا تزال تقدم مواقف احتوائية للأزمات ، يلزمها الاستمرار على
هذا النهج.. عليه نأمل من فخامة الرئيس توضيح وتصحيح ما أدلى به لقناة
العربية لكي لا يستغل هذا التصريح لضرب الوحدة العربية والإسلامية».
واصدر مجموعة من علماء الشيعة في المدينة المنورة وجدة ، بيانا
استنكروا فيه تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك التي حاول فيها النيل
من وطنية المواطنين الشيعة في العراق ودول الخليج ، واتهامهم بولائهم
لايران .وجاء في البيان:
ونحن في خضم أحداث دامية يقتل فيها الأبرياء ويعتدى فيها على
المساجد في محاولات لبث روح الاقتتال الطائفي وتعمد تلك الأصوات الشاذة
إلى إثارة الفتنة تلو الفتنة بغية إيجاد حرب طائفية بين المسلمين وفي
المقابل نجد طائفة كبيرة تشحذ الهمم لبث روح الوحدة والتقارب بين
المسلمين بمختلف طوائفهم وضرورةالتعايش فيما بينهم ومع غيرهم وإذا بنا
نفاجأ بتصريح غريب للرئيس المصري يثيرالروح الطائفية وينفى الوطنية عن
فئة كبيرة من المسلمين لأوطانهم مما يثير روح البغضاء وتأجيج نار
الفتنة الطائفية وهذا لا يخدم القضية العراقية بما تعانيه الساحة
العراقية على وجه الخصوص ولا الساحة الإسلامية بشكل عام لأن أبناء
الطائفة الشيعية هم أبناء هذا الوطن الإسلامي الكبير
وولاؤهم لأوطانهم يشهد به الواقع والتاريخ ونحن شيعة المملكة
العربية السعودية نؤكد الولاء الوطني لبلادنا والرابط المذهبي الذي
يجمعنا بغيرنا لا ينافي إخلاصنا ومحبتنا وعملنا لأجل وطننا
ورفعته.وكلنا أمل أن يصدر بياناً تصحيحياً لهذا التصريح يجمع شمل الأمة
ويبين إن الاشتراك المذهبي بين شعوب الدول الإسلامية لا ينافي خصوصية
الولاء الوطني لأوطانهم وان ولاء المواطنين الشيعة لأوطانهم , وهم جزء
لا يتجزأ من أوطانهم وان يبرز الدور المأمول من مصر كدولة لها وزنها
وثقلها في العالمين العربي والإسلامي وأن لا يتسبب هذا التصريح في
إيجاد حساسية بين طوائف المسلمين .نسأل الله تعالى أن يهيئ للأمة أسباب
الوحدة والنصر وأن يقي أمتنا من كل مكروه.
من جهته استبعد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ان يكون الرئيس
المصري محمد حسني مبارك قد حاول التشكيك بعروبة الشيعة "الذين تحملوا
وزرا كبيرا وقدموا الشهداء في سبيل رفع شأن العرب والاسلام أولا
وأخيرا".واصفا الصلة بالجمهورية الاسلامية الايرانية بانها "تهمة لا
ننكرها وشرف ندعيه".
وقال بري في تصريح للصحافيين على هامش فعاليات المؤتمر البرلماني
الاسلامي الذي يبدأ اعماله هنا غدا " لايوجد فرق بيننا وبين أي عربي
على الاطلاق".
واعتبر ان بذور انتشار الطائفة الشيعية في لبنان والعالم العربي
كانت من الأزهر الشريف والدولة الفاطمية في مصر "التي يوجد فيها مراكز
محسوبه لآل البيت" مشيرا الى ان حب المصريين لآل البيت "لا يقل عن حب
أي مسلم أو شيعي لهم".
وعن الارتباط بايران التي اعتبرها داعما رئيسيا للقضايا العربية
والاسلامية كافة ابدى بري جل التقدير والاحترام والاعجاب بتلك الصلة
قائلا "لا ننكر ذلك ابدا .. بل انها تهمه لا ننكرها وشرف ندعيه".
واستدرك بالقول ".. لو كانت ايران على غير سياستها الحالية .. لكنا
ضدها قبل أي عربي آخر وهذا ما حصل أيام الشاه" مشيرا الى ان من قاوم
الشاه حسب تقديره هو خط الامام موسى الصدر وحركه أمل.
واوضح بري ان الموقف المناهض لايران في ذلك الوقت استند الى كون
النظام الايراني يعمل "ضد العرب ومصالحهم" مضيفا ان السياسة الايرانية
الحالية داعمة للقضايا العربية الامر الذي "يجعلنا الآن الى جانبها".
وكشف الرئيس بري ان تنظيمي (حركة امل) و(حزب الله) اللبنانيين بصدد
اصدار بيان مشترك حول تصريحات الرئيس المصري محمد حسني مبارك.
|