هل تحتوي السعودية الصراع الطائفي في العراق ببناء جدار امني حدودي طوله 900 كلم؟

ذكر تقرير لمستشار امني للحكومة السعودية ان الرياض عليها ان تحاول العمل على تفادي تقسيم العراق بالضغط ضد اي انسحاب مبكر للقوات الامريكية والضغط على ايران لكي تكف عن التدخل.

وقال نواف عبيد في تقريره حول السياسة التي يجب ان تتبناها السعودية ازاء الموقف في العراق "قد تكون الحرب الاهلية امرا محتوما. ومثل ذلك التطور سيكون له اخطر التداعيات على المنطقة باسرها ولا سيما السعودية التي تشترك في اطول حدودها الدولية مع العراق."

وقال عبيد ان التقرير الذي نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي يتخذ مقره في الولايات المتحدة يقوم على عشرات المقابلات التي اجريت مع مسؤولين عسكريين ومسؤولي استخبارات في المنقطة ومحادثات عديدة مع مسؤولين ايرانيين.

ويخشى محللون ان يمتد التوتر بين السنة والشيعة والاكراد في العراق الى السعودية التي تتبع مذهبا سنيا صارما وحيث يشعر بعض الشيعة انهم اقلية مقموعة. وصرح عبيد بانه من المهم بالنسبة للسعودية ان تحاول تعزيز عراق مستقر وموحد.

وقال عبيد "السعودية لديها مصلحة ثابتة في الحفاظ على وحدة اراضي العراق وضمان حقوق السنة في بلد يهيمن عليه الشيعة."

وأضاف انه يمكن للرياض ان تخفف الازمة بتحسين الاتصالات مع الولايات المتحدة بشأن عمليات المسلحين العراقيين "بتحييد التدخل الايراني."

وقال عبيد ان الانسحاب الامريكي قبل الاوان "سيعجل بالحرب الاهلية وانحلال الدولة الفوري." وصرح بان السعودية يجب ان تحاول استخدام نفوذها في واشنطن لمنع ذلك ويجب ايضا ان تشرع في اجراء محادثات مع ايران.

وجاء في التقرير "ترى طهران الان فرصة متاحة لتحقيق واحد من اهم اهداف تجربة الثورة الايرانية..الا وهو تصدير الثورة..وببساطة اكبر تريد توسيع نطاق الاسلام الشيعي."

ويضيف التقرير "حان الوقت الان..لبدء حوار مع طهران وتوضيح ان المملكة على وعي بانشطتهم السرية في العراق."

وكتب عبيد "على القيادة السعودية ان تذكر بلا لبس ولا غموض انه مالم يتم كبح جماح هذه الانشطة فستضطر الى بحث تنفيذ برنامج لها هي الاخرى في العلن والسر."

وذكر ان الحوار مع الزعيم الاعلى الايراني علي خامنئي وقادة الحرس الثوري فقط هو الذي يمكن ان يسفر عن نتائج.

وزاد التوتر بين السعودية وايران بعد ثورة طهران الاسلامية في عام 1979 ولكن العلاقات اصبحت اكثر استقرارا منذ عدة سنوات. وتنفي ايران انها تتدخل في العراق ووافقت على اجراء محادثات مع دبلوماسيين امريكيين لتحقيق الاستقرار هناك.

وقال عبيد ان السعودية يمكن ان ترسل رسالة اقليمية قوية بدعوة اية الله علي السيستاني المرجع الشيعي للعراقيين الذي يجله ايضا الشيعة السعوديون لزيارة الاماكن المقدسة في السعودية.

وسيظهر ذلك ان السعودية تعترف بسلطته وتحترم الذين ينظرون اليه على انه رجل الدين الشيعي البارز.

وقال عبيد ان السعودية التي تعد اكبر دائن للعراق يجب ايضا ان تبدأ محادثات لاسقاط ما يقدر بنحو 32 مليار دولار من الديون.

واضاف "سيوجه ذلك رسالة قوية بان المملكة لا تنطلق في تحركاتها من مصالح طائفية بل من مصلحة العراق والمنطقة ككل."

وقال عبيد «السعودية لديها مصلحة ثابتة في الحفاظ على وحدة اراضي العراق وضمان حقوق السنة في بلد يهيمن عليه الشيعة». وقال ان ايران تريد تصدير الثورة وتوسيع نطاق الاسلام الشيعي.

وأضاف انه يمكن للرياض ان تخفف الازمة بتحسين الاتصالات مع الولايات المتحدة بشأن عمليات المسلحين العراقيين «بتحييد التدخل الايراني».

ويخشى محللون ان يمتد التوتر بين السنة والشيعة والاكراد في العراق الى السعودية التي تتبع مذهبا سنيا صارما وحيث يشعر بعض الشيعة انهم اقلية مقموعة.وصرح عبيد بانه من المهم بالنسبة للسعودية ان تحاول تعزيز عراق مستقر وموحد.

من جهته اعتبر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل امس ان العنف الذي يعصف بالعراق لا يمكن وصفه الا بالحرب الأهلية، موضحا ان الدول العربية تسعى لحمل الاطراف العراقيين على الاتفاق لوضع حد للخلافِ وقال سعود الفيصل متحدثا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الاسباني ميغيل موراتينوس الذي يرافق الملك خوان كارلوس في زيارته الى السعودية، ان 'تعريف الحرب الأهلية ان الأهل يتحاربون، لا ادري ماذا يمكن ان نسمي (ما يجري) في العراق الا حربا أهلية'.

 

من جهة اخرى قلات صحيفة التايمز ان "السعودية تفكر في جدار يعزلها عن الفوضى".

وتقول الصحيفة مايكل تيودولو ان المملكة بدأت تستقبل عروض المقاولين لبناء جدار امني على طول حدودها مع العراق، والبالغ طولها 900 كلم.

وتقول الصحيفة ان المشروع الذي سيكلف ملايين الدولارات، ويحظى حاليا باهتمام العديد من شركات الامن البريطانية، جزء من خطة اشمل لتعزيز دفاعه البلاد على طول كل حدودها التي يبلغ طولها 6500 كلم.

وتضيف الصحيفة ان المملكة تريد حماية نفسها من خطر انتشار عدوى العنف الطائفي. "تقول السعودية انها تتغلب على عناصر القاعدة على ارضها، لكنها قلقة من المسلحين الذين يعودون من العراق."

وتنقل الصحيفة عن سير اوروبي في الرياض قوله: "اظن انها مضيعة للوقت والمال، فالمسلحون يتخذون طرقا أخرى كسوريا."

وجاء في المقال ان السعوديين قلقون من السلطة المتزايدة للاغلبية الشيعية بالعراق، والتي لها علاقات متينة بايران، والتي لا تحظى بثقة السعودية.

كما تخشى السلطات السعودية من توتر مع الاقلية الشيعية في البلاد، والمركزة في الشرق الغني بالنفط.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء  11/نيسان/2006 -12/ربيع الاول/1427