شخصيات شيعية في السعودية تستنكر تصريحات مبارك التي تشكك بولائهم الوطني

استنكرت شخصيات شيعية في السعودية الأحد التصريحات التي ادلى بها الرئيس المصري مبارك والتي اتهم فيها الشيعة في المنطقة بالولاء لايران على حساب أوطانهم الأم.

وفي اتصال بقناة الجزيرة القطرية قال الشيخ حسن الصفار تعليقا على تصريحات الرئيس المصري بأن «التشكيك في ولاء جميع المواطنين الشيعة لأوطانهم ظلم واجحاف.. ويخدم مخططات الفتنة وتمزيق الامة».

مضيفا أن ذلك «مخالف لمقررات قمة مكة التي ما جف حبرها بعد وكان الرئيس المصري في طليعة المشاركين فيها.»

وفي تصريح لشبكة راصد الأخبارية وصف القاضي السابق لمحكمة الاوقاف والمواريث بالقطيف الشيخ عبد الله الخنيزي تصريحات مبارك بأنها «كلام غير مسئول ولا يمت للواقع بصلة لأن حب الوطن من الايمان.. والشيعة ايمانهم يفرض عليهم حب أوطانهم.»

وفي الأحساء وصف الدكتور احمد اللويم في اتصال بالشبكة كلام مبارك بأنه «مغالطة كبيرة وخلط ما بين الفقهي والسياسي في علاقة الشيعة مع ايران.. ».

وأضاف اللويم «لا شك أن مثل هذه التصريحات تؤجج الشعور الطائفي وتحي الأضغان التي أوشكت على الانتهاء في المنطقة.. الى جانب ما تحتويه من تشويش للاذهان ومحاولة لاثارة مزاعم تاريخية بأبعاد جديدة.».

واستنكر المفكر الاسلامي الشيخ محمد المحفوظ تصريحات الرئيس المصري بالقول «نستنكر وندين هذه الأقوال والتصريحات التي تسئ الى مجتمعات اسلامية بأسرها وتتهمها باتهامات مجانبة للحقيقة والتاريخ..».

وطالب المحفوظ الحكومة المصرية «بأن تصحح هذه التصريحات وأن تعيد الاعتبار الى عموم الشيعة في العالم.»

ووصف الوجيه النجراني البارز الدكتور محمد العسكر تصريح مبارك بأنه «تصريح غير مسئول ومثير للحساسيات فالشيعة في الشرقية أو الجنوب ولاؤهم لله أولا وللوطن ثانيا..»

وأضاف العسكر «ان تصريحات مبارك تعد تدخلا سافرا في شئون الدول الاخرى وتدخل بين المواطن ودولته في السعودية أو أي بلد يحوي تعددا مذهبيا..»

وتمنى العسكر على الرئيس المصري «أن يلتفت لمشاكل بلده الأكثر من أن تحصى بدلا من استعمال لغة التشكيك القديمة والطعن في ولاء شعوب بأكملها.»

كما رأى عدد من علماء ومثقفي الشيعة في القطيف في بيان صادر عنهم الأحد أن تصريح مبارك  «يؤجج حالة من التوتر بين المواطنين الامنين في بلادهم نظرا لما يشتمل عليه هذا التصريح من تاجيج روح الطائفية..»

واعتبر الموقعون تلك التصريحات بأنها «غير مقبولة وغير مناسبة لعدم مصداقيتها وواقعيتها..»

وقال الشيخ حسن الصفار في بيان له حول تصريح الرئيس المصري حسني مبارك:

إن الساحة العراقية بما تشهد من أحداث عنف مرعبة تهدد بخطر حرب طائفية مدمرة، لهي في أمسّ الحاجة لدور عربي منقذ لمساعدة الشعب العراقي على تجاوز المحنة، والتمسك بوحدته ومقاومة الاحتلال، وجمهورية مصر العربية بثقلها العربي والدولي ولاحتضانها مقر جامعة الدول العربية يتوقع منها دور كبير على هذا الصعيد.

لكن ما نقل عن الرئيس حسني مبارك من تصريحات تشكك في ولاء شريحة كبرى من الشعب العراقي «الشيعة» لوطنهم لا تخدم مثل هذا الدور المأمول من العالم العربي ومن مصر بالذات.

كما أن التشكيك في ولاء جميع المواطنين الشيعة لأوطانهم ظلم وإجحاف يتنافى مع تاريخهم الناصع في الدفاع عن أوطانهم والاخلاص لمجتمعاتهم ويخدم مخططات الفتنة وتمزيق الأمة ويخالف مقررات قمة مكة الاستثنائية والتي ما جفّ حبرها بعد وكان الرئيس المصري في طليعة المشاركين فيها.

إننا نأمل أن يكون التصريح هفوة غير مقصودة وأن تمارس مصر دورها المأمول في جمع الشمل وحماية المنطقة العربية من الأخطار كما نؤكد على أن ولاء المواطنين الشيعة بالدرجة الأولى والثانية هو لأوطانهم وشعوبهم وهم جزء لا يتجزأ منها.

نسأل الله تعالى أن يقي أمتنا مخاطر الفتن وأن يحمي أوطاننا وشعوبنا من المكاره والأسواء.

وقال بيان لعلماء ومثقفي الشيعة في القطيف حول تصريحات مبارك:

في الوقت الذي تتحول فيه انظار الشعوب الاسلامية والعربية الى لمّ الشمل وتوحيد صفوفها لتكون امة واحدة تواجه به الواقع المأساوي تجاه الاخطار المحذقة بها واذا بنا نرى تصريحا من سيادة الرئيس المصري حسني مبارك وهو يشير فيه الى ان ولاء الشيعة الى ايران بدلا من اوطانهم مما يؤجج حالة من التوتر بين المواطنين الامنين في بلادهم.

نظرا لما يشتمل عليه هذا التصريح من تاجيج روح الطائفية بين ابناء الشعوب العربية وفي هذا الوقت الحرج بالذات على الامتين العربية والاسلامية واننا اذ نعتبر تصريحات سيادة الرئيس غير مقبولة وغير مناسبة لعدم مصداقيتها وواقعيتها فاننا لا نجد مبررا مقبولا لمثل هذه التصريحات لما لها من نتائج سلبية.

ونرجو من سيادته ان يتراجع عما قدمه من تصريح حتى لا يكون له المردود السلبي على المواطنين من جراء بعض التصرفات التي قد تقرا التصريح بشكل سيء كما نرجو من جميع الاخوة في البلاد العربية اعتبار المواطنين الشيعة اخوتهم ويعضدوا من مستوى ترابطهم ببعضهم البعض غير آبهين بما يقدمه مثل هذا التصريح من حساسيات خاطئة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء  11/نيسان/2006 -12/ربيع الاول/1427