انتقدت الرئاسات العراقية الثلاث (رئاسة الجمهورية، رئاسة
الوزراء ورئاسة مجلس النواب) فى بيان عقب اجتماع مشترك لها اليوم الاحد
في مقر رئاسة الجمهورية تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك بشأن العراق.
وقال
البيان ان اجتماع الرئاسات الثلاث تناول ما ورد على لسان الرئيس المصرى
حسني مبارك بشأن الإشارة الى ولاء الشيعة في العراق لإيران "مما يفهم
على انه طعن في وطنيتهم وحضارتهم وان كان على غير قصد، في الوقت الذي
يمثل الشيعة في العراق محطة الانطلاق التي انعكست على الدول الأخرى بما
فيها الجارة إيران" وأشار البيان الى أن "هذا التصريح سبب انزعاج شعبنا
العراقي، من مختلف الخلفيات الدينية والمذهبية والقومية والسياسية،
وأثار استغراب واستياء الحكومة العراقية." وتابع "وما نتوقعه من الرئيس
المصري ان يتلافى ذلك خصوصا وان شعبنا العراقي يكن كل التقدير الى مصر
شعبا وحكومة، كأكبر دولة عربية وكحاضنة لجامعة الدول العربية". وقال
البيان "إن الحكومة العراقية وجهت بهذا الخصوص وزير الخارجية لطلب
الإيضاح عبر القنوات الدبلوماسية."
وأعرب
البيان عن استغراب الهيئات الرئاسية حول توصيف المشاكل الامنية "كما
أثار استغرابنا توصيف المشاكل الأمنية في العراق، بأنها حرب أهلية، في
الوقت الذي اثبت فيه شعبنا، بأنه بعيد كل البعد عن الحرب الطائفية فضلا
عن الحرب الأهلية." وتابع "ولم تكن أحداث سامراء وما سبقها وما تلاها
إلا اختبارات مهمة خرج منها أبناء الشعب العراقي، على اختلاف مذاهبهم،
منتصرين على أعدائهم و مجسدين الوحدة الوطنية."
وقال
الرئيس جلال الطالبانى رئيس الجمهورية المنتهية ولايته اليوم الاحد إن
تصريحات الرئيس المصرى حسنى مبارك حول شيعة العراق وولاءهم لايران
"سببت ازعاجا للشعب العراقي بمختلف طوائفة وقومياته، بالاضافة الى انها
اثارت استياء الحكومة العراقية." وأضاف الطالبانى فى مؤتمر صحفى عقده
اليوم مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته الدكتور ابراهيم الجعفرى "أن
على الرئيس حسني مبارك تلافي هذه التصريحات." وتابع الطالباني "يعز
علينا الاختلاف مع الشعب المصري بسبب تصريحات الرئيس المصري حسني
مبارك." وأوضح أن "مصر تعتبر الشقيقية الكبرى ونأمل في أن يكون الصوت
المصري بجانب العراق والتصدي للارهاب والفتنة الطائفية." واعتبر
الطالباني أن ماورد على لسان الرئيس المصري انما "هو طعن لوطنية الشيعة
المعروفين بتضحياتهم الكبيرة من اجل العراق." وزاد الطالبانى "لايمكن
توصيف الحالة في العراق بأنها حرب اهلية او طائفية وانما هنالك جهات
تحاول تشويه صورة السنة عند الشيعة وبالعكس ، فأحداث سامراء والنجف
والفلوجة لو حدثت في أية دولة لسببت كوارث وانشقاقات الا ان الشعب
العراقي لغاية اليوم متماسك.
وكان
الرئيس المصرى ذكر في حوار اجرته معه قناة (العربية) الفضائية مساء
السبت الماضي ان الوضع في العراق أقرب الى حرب اهلية، وحذر من ان العنف
في العراق وصل الى حد الحرب الاهلية التي قد تمتد خارج الحدود
العراقية، معتبرا انسحاب القوات الامريكية من العراق من شانه ان يؤدي
الى تفاقم الاوضاع ووصف خطوة من ذلك القبيل بانها كارثة وقال ان الشيعة
فى العراق موالون لايران.
وعلى
الصعيد ذاته كلف الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي اليوم
الاحد وزير خارجيته السيد هوشيار زيباري بالاستيضاح من الاخوة المصريين
حول تصريحات الرئيس حسني مبارك أمس فيما يخص توصيفه للحالة في العراق
على انها حرب أهلية، فيما أكد الرئيس جلال الطالبانى أن تصريحات مبارك
"سببت ازعاجا للشعب العراقي بمختلف طوائفة وقومياته واثارت استياء
الحكومة العراقية. وقال الجعفري رئيس الوزراء المنتهية ولايته في مؤتمر
صحفى مع الرئيس العراقى السيد جلال الطالبانى اليوم انه كلف وزير
خارجيته بالاستيضاح حول تصريحات الرئيس مبارك بشأن العراق. وأضاف "لقد
أثار استغرابنا تصريح السيد حسني مبارك عن توصيفه للحالة في العراق."
ونفى الجعفري أن مايجري في العراق هو حرب أهلية قائلا "ان مايجري في
العراق ليس حربا اهلية ولاطائفية بل هو وجود مجرمين يتلبسون أصواتا
سنية ليثيروا الفتن في اوساط شيعية وبالعكس."
ومن
جهته، أعلن السيد عدنان الباجه جى رئيس البرلمان العراقى باعتباره اكبر
الاعضاء سنا خلال المؤتمر عن نيته لدعوة مجلس النواب للانعقاد خلال
الايام القليلة القادمة. وقال "سأعلن خلال الايام القليلة القادمة عن
دعوة مجلس النواب للانعقاد وارجو أن تكون القيادات الساسية قد اتفقت
على تشكيل حكومة وحدة وطنية."
وإستنكر الائتلاف العراقي الموحد (الشيعي) يوم الاحد تصريحات الرئيس
المصري حسني مبارك التي وصف فيها الشيعة بأنهم "موالون لإيران"،وطالبه
بالإعتذار والتراجع عن تلك التصريحات." جاء ذلك في بيان اصدره
الإئتلاف. وطالب البيان الرئيس المصري ب"الاعتذار والتراجع عن
تصريحاته"، كما طالب الحكومة العراقية ممثلة بالسيد رئيس الجمهورية
ورئيسي الوزراء ومجلس النواب ووزير الخارجية بأن "يسجلوا رفضهم
واستنكارهم الرسمي لهذه التصريحات اللامسؤولة التي نخشى ان تصدّع
التلاحم العربي الاسلامي." وقال البيان "نهيب بالشعب العربي في مصر
وسائر الاقطار العربية ان يستنكروا هذا التصريح الذي لم يحترم مشاعر
ملايين من الشيعة حيث جاءت تصريحات الرئيس المصري ضارة بدل ان تكون
بناءة ومساهمة في مواجهة التحديات التي تواجه العراق وشعبه والامة
العربية ، ومحرضة على اثارة اجواء الفرقة والتمزق." وإعتبر البيان ان
تصريحات السيد مبارك خالية من الموضوعية حيث قال إن "هذا التصريح الذي
أساء لملايين الشيعة في العالم خالٍ من الموضوعية والمصداقية التي
اثبتها اتباع أهل البيت عموماً من خلال ولائهم ومواقفهم الوطنية. واضاف
البيان "وان الشيعة العرب في العراق اصلاء من ارحام عربية وعشائر
معروفة لا يستطيع احد ان يشكك بولائهم الوطني لبلدهم، ولا ينكرها إلا
مكابر أو متمرد على الحقيقة." وتابع "وان عشائر العراق نصفها سني
والآخر شيعي فلماذا يتحول الانتماء الى أهل البيت "ع" سبباً لسلب
هويتهم الوطنية وربما العربية." واوضح البيان ان "الشيعة في العراق
الذين يشكلون حسب اعتراف السيد مبارك 65% من الشعب العراقي قد اثبتوا
عبر التاريخ وفي المنعطفات الحادة التي مرّ بها العراق دورهم الريادي
في تشكيل الدولة العراقية ومقارعة الاحتلال البريطاني وغيره عبر مختلف
المراحل ومواجهة الدكتاتوريات التي توالت على العراق والتي اخلت
بالوحدة الوطنية."
واعتبر
السيد سعد جواد قنديل القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في
العراق أن تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك التي اتهم فيها الشيعة
العراقيين بالولاء لايران بانها استفزازية وبمثابة صب الزيت على النار.
ونقل
بيان لمكتب المجلس الأعلى للثورة اليوم الأحد عن قنديل قوله "إن
تصريحات مبارك مؤسفة جدا وهي اتهام صريح لشريحة كبيرة من المجتمع
العراقي فهي اتهام للشعب العراقي بوطنيته." وقال قنديل "باعتقادي أن
السنة في الشارع العراقي سوف يستقبلون تصريح مبارك على انه عملية تخويف
لهم من خطر الشيعة، وسيستقبله الشيعة على انه اتهام لهم بوطنيتهم، وهو
بمثابة عملية صب الزيت على نار الفتنة الطائفية كما يفعل (الارهابيون)
والصداميون والتكفيريون الان من خلال عملياتهم الارهابية." وأكد قنديل
أن ولاء الشيعة العراقيين الاول والاخير هو للعراق وهدفهم الاول وحدة
العراق. |