لم تكد
فكرة ملك الأردن المثيرة للجدل عن المثلث الشيعي تهدأ ويبدأ الشيعة
والسنة في المنطقة بنسيانها حتى فجر الرئيس المصري حسني مبارك امس
قنبلة سياسية من العيار الثقيل، عندما اعتبر في حديث مع «العربية»
اجرته اللبنانية جزيل خوري ان «الشيعة كلهم.. أغلبهم» ولاؤهم لايران
وليس لدولهم.
وقال
الرئيس المصري حسني مبارك في حديث لقناة «العربية»الفضائية ان العراق
يعيش حربا اهلية، مؤكدا ان انسحاب القوات الامريكية منه الآن سيشكل
«مصيبة» ويوسع دائرة العنف لتشمل «المنطقة كلها». واوضح مبارك ان
«الحرب ليست على الابواب.هناك حرب اهلية تقريبا بدأت. شيعة وسنة وكرد
والاصناف التي جاءت من آسيا (..) العراق مدمر تقريبا حاليا». واضاف
مبارك «اذا انسحب الامريكيون الان ستكون مصيبة.الحرب ستشتعل اكثر بينهم
(العراقيون) وقوى كثيرة ستدخل ايران تدخل وهذا وذاك». واضاف ان العراق
سيكون في هذه الحالة «مسرحا لحرب اهلية بشعة وبعد ذلك ستشتعل العمليات
الارهابية ليس في العراق فقط بل في المنطقة كلها».
واعتبر
الرئيس المصري ان ولاء اغلب الشيعة في المنطقة هو «لايران وليس
لدولهم»، وقال ردا على سؤال عن التأثير الايراني في العراق «بالقطع
ايران لها ضلع في الشيعة (..) الشيعة 65 بالمئة من العراقيين وهناك
شيعة في كل هذه الدول وبنسب كبيرة والشيعة دائما ولاؤهم لايران.اغلبهم
ولاؤهم لايران وليس لدولهم». واشار مبارك الى ان الرئيس العراقي السابق
صدام كان قادرا على الامساك بزمام الامور «لو كان عادلا». وقال ان
«المشكلة معقدة من الاصل لان تكوين العراق من عدة مجاميع مختلفة لن
يترك الوضع يستريح ابدا.لذلك لو كان صدام عادلا في تصرفاته لم يكن حصل
ما حصل».
وكان
الرئيس المصري حسني مبارك قد حذر من ان حربا أهلية بدأت في العراق حيث
أدت ثلاثة ايام متعاقبة من التفجيرات الى قتل نحو 100 شخص ملهبة
التوترات العرقية.
وعندما
سُئل مبارك عن الآثار التي ستترتب على انسحاب القوات الأمريكية قال
مبارك "دلوقتي تبقى مُصيبة..تبقى مسرح لحرب أهلية بشعة وهتشتعل
العمليات الارهابية مش بس في العراق ولكن في اماكن كتيرة جدا." وتوجد
بالكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية أعداد كبيرة من الشيعة لكن
قادة هذه الطوائف هناك ينفون ان يكون ولاؤهم لأي دولة أخرى. ورفض مبارك
فكرة إرسال قوات عربية الى العراق لتحل محل القوات الأمريكية والقوات
المتحالفة معها قائلا ان العراقيين أوضحوا انهم لا يريدون ان يسيطر
الأجانب عليهم.
من جهة
اخرى ذكرت مصادر قضائية يوم السبت ان محكمة مصرية أصدرت حكما لصالح
زوجين يكافحان منذ عامين للحصول على حق انتسابهما للعقيدة البهائية في
المستندات الرسمية. وكانت السلطات المصرية صادرت أوراق هوية الزوجين
وشهادات ميلاد أطفالهما الثلاثة ورفضت إصدار أوراق جديدة مالم يسجلوا
أنفسهم كمسلمين. لكن محكمة إدارية حكمت الخميس الماضي بأن طائفة
البهائية الصغيرة بالبلاد لها الحق في الاعتراف بها رسميا. وقال حسام
بهجت مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ان الحكم انتصار حقيقي
لحرية الدين والمعتقدات كما يكفلها الدستور المصري والمعاهدات الدولية
لحقوق الانسان. واضاف ان المحكمة بعثت برسالة قوية بأن من حق كل مواطن
مصري ان يختار الدين الذي يريده وليس الدين الذي يفرض عليه بشكل تعسفي
من قبل مسؤولي وزارة الداخلية. ويكفل الدستور المصري حرية الدين ولكن
المسؤولين يحجمون عمليا عن الاعتراف بديانات أُخرى غير الاسلام
والمسيحية واليهودية. وتأسست العقيدة البهائية المنبثقة عن الاسلام في
ايران قبل 150 عاما وتدعي ان عدد أعضائها خمسة ملايين شخص في 191 دولة.
وتقدر المبادرة المصرية لحقوق الانسان عدد البهائيين في مصر بنحو الفين
شخص. وأدى أُسلوب معاملة السلطات للطائفة البهائية الى توتر العلاقات
بين الحكومة المصرية وجماعات حقوق الانسان. وفي تقريره السنوي هذا
الاسبوع قال المجلس القومي لحقوق الانسان الذي تأسس عام 2004 وتموله
الدولة انه نظرا لمشاكلهم المتعلقة بالوثائق الرسمية فان البهائيين
يواجهون متاعب في المدارس والجامعات وفي حالات استخراج شهادات الميلاد
والوفيات والاعفاء من الخدمة العسكرية.
وتعود
مشكلة البهائية في مصر الى عام 1960 عندما حلت السلطات المؤسسات
البهائية على ما يبدو لان البهائية مركزها العالمي في اسرائيل. ويتهم
المسلمون الاصوليون الطائفة البهائية بالكفر لانها تدعي ان الشخص الذي
أسسها في القرن التاسع عشر نبي. |