ثلاثة تفجيرات انتحارية اجرامية تكفيرية تستهدف مسجد براثا في بغداد تؤدي الى استشهاد اكثر من سبعين شيعيا مصليا 

اعلنت وزارة الصحة العراقية ان 69 شخصا قتلوا واصيب 130 اخرون الجمعة في ثلاثة تفجيرات انتحارية استهدفت مسجدا للشيعة شمال بغداد فور خروج المصلين.

ونقلت محطة تلفزيون "العراقية" الحكومية عن وزارة الصحة تاكيدها ان عدد القتلى "بلغ 69 شخصا في حين اصيب 130 اخرون بجروح في التفجيرات الانتحارية الثلاثة التي استهدفت المصلين في مسجد براثا" الواقع في شمال بغداد.

وقال مصدر امني ان الضحايا سقطوا عندما "فجر ثلاثة من الانتحاريين انفسهم وسط جموع المصلين فور انتهاء صلاة الجمعة في المدخل الرئيسي للمسجد وساحته الداخلية". واوضح المصدر نفسه ان احد الانتحاريين فجر نفسه في الممر الذي يصل بين الطريق العام والمدخل الرئيسي للمسجد الذي يخضع لعملية تأهيل بحيث يضطر مئات المصلين الى عبور هذا الممر الضيق في حين ان الاثنين الاخرين فجرا نفسيهما اثر توجه المصلين من الداخل باتجاه المدخل الرئيسي.

واضاف ان الانتحاريين الذين رجح شهود عيان ان يكونوا من النساء او يرتدون ثيابا نسائية "اندسوا بين المصلين فور خروجهم من المسجد" الذي يقصده اتباع المرجع الشيعي البارز اية الله العظمى السيد علي السيستاني. ووجه مجلس محافظة بغداد نداء الى المواطنين للتبرع بالدم نظرا لحجم الاصابات.

ويقع المسجد تحت اشراف المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم ويؤم المصلين فيه احد قياديي هذا الحزب الشيخ جلال الدين الصغير.

وهو الاعتداء الثاني الذي يستهدف الشيعة خلال 24 ساعة في العراق فقد انفجرت سيارة مفخخة الخميس في مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) ما ادى الى مقتل عشرة اشخاص بينهم اربع نساء.

وتتزامن هذه الاعتداءات مع مراوحة الازمة الحكومية مكانها في العراق حيث يتمسك ابراهيم الجعفري بتشكيل الحكومة رغم الخلاف داخل الائتلاف الشيعي على دعمه ومطالبة الاحزاب الكردية والعربية له بالتنحي.

وجاء الهجوم بعد يوم من انفجار سيارة ملغومة قرب مزار شيعي في مدينة النجف بجنوب العراق مما ادى الى مقتل 13 شخصا على الاقل.

وتزايدت حدة التوترات الطائفية منذ ان أدى تفجير مزار شيعي في 22 فبراير شباط الى اثارة عمليات انتقامية ودفع العراق الى حافة حرب اهلية طائفية.

ويقول المسؤولون الامريكيون والعراقيون ان التفجيرات الانتحارية في العراق جزء من حملة لأبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق لجر الاغلبية الشيعية الى صراع طائفي كامل.

وقال شاهد عيان نجا من الحادث "ان الانتحاريين جاءا بزي إمرأتين كي يفلتا من التفتيش الذي يخضع له الرجال في مدخل المسجد".

وتابع "فجر الانتحاريان نفسيهما قرب نقطة التفتيش، واغلب القتلى والمصابين من الذين كانوا يقفون بطابور لاستلام جهاز الخلوي الذي يضعونه بأمانات المسجد بالقرب من مدخل المسجد".

يذكر ان مسجد براثا هو أحد أبرز المساجد الشيعية في بغداد، ويؤمه الزوار للتبرك بمكانته كونه احد المقامات التي توقف بها الامام علي بن ابي طالب، وكذلك للتبرك والاستشفاء بماء البئر الموجود بالمسجد ويقع جامع براثا في جانب الكرخ من بغداد وهو من المساجد القديمة الاثرية.

ويأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد من تحذير وزير الداخلية العراقي من احتمال وقوع هجمات على المساجد في بغداد الجمعة.

فقد كانت وزارة الداخلية قد اكدت دخول سبع سيارات مفخخة الى مدينة بغداد تستهدف التجمعات السكانية والاسواق والمساجد والحسينيات والكنائس وسيارات مفخخة اخرى باتجاه المحافظات الجنوبية.

وقالت ان قوات وزارة الداخلية ستدخل "بالانذار بدرجة 50% في بغداد وضواحيها من اجل ان ينعم المواطن بالامن والاستقرار والاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف."

وقال مصدر في الوزارة يوم خميس "ستقوم قوات الامن العراقي بعمليات تفتيش لبعض مناطق بغداد ومحيطها لهذا تهيب وزارة الداخلية بالمواطنين اخذ الحيطة والحذر وتجنب التجمهر والتجمع اثناء الخروج من المساجد والكنائس والاسواق."

وفي تصريح لوزارة الداخلية يوم خميس اكدت توجه عدد من السيارات المفخخة من مناطق محيطة ببغداد باتجاه عدد من المحافظات الجنوبية وفقا لمعلومات استخباراتية ايضا.

من جهة اخرى أعلن مدير صحة النجف الدكتور منذر العذارى اليوم الجمعة، أن آخر محصلة لضحايا حادث إنفجار سيارة مفخخة على مقربة من مرقد الامام علي بن أبى طالب في مركز المدينة القديمة للنجف ظهر أمس هى 12 قتيلا وأكثر من أربعين جريحا معظمهم من النساء والأطفال الزائرين.

وكان الانفجار قد هز مدينة النجف ظهر امس نتيجة إنفجار سيارة مفخخة نوع (كيا) حسب ماصرح به خبير المتفجرات بالمدينة النقيب هادي نجم.

وقال لـ(أصوات العراق) ان"السيارة كانت محملة بحوالي 30 إلى 35 كيلوجراما من المواد المتفجرة المختلفة الانواع منها هاونات عيار 60 و 80 ملم، بالإضافة إلى صواعق تفجير عديدة."

اضاف" الانفجار تسبب بالاضافة الى ضحاياه فى تدمير 10عجلات كانت متوقفة على جانبي الطريق."موضحا أن "الإنفجار حصل في منطقة تسمى ساحة التوديع ضمن مقبرة وادي السلام تبعد عن مرقد الامام علي حوالي ـ350 مترا، وهى منطقة مكتظة بباصات متوسطة- كيا- وصغيرة لنقل الزائرين القادمين من وإلى النجف لزيارة قبور ذويهم في مقبرة وادي السلام بالاضافة الى زيارة مرقد الامام علي."

المواطن محمد جاسم الخفاجي 35 سنة، أحد االباعة الجائلين الذين يحيطون بالمنطقة من جانبيها أكد ان السيارة إنفجرت بعد توقفها بدقيقة واحدة ."

من جهته ، قال قائد شرطة المدينة اللواء عباس معدل ان جميع منافذ المدينة الخارجية أغلقت بوجه القادمين اليها، فيما فرض حظر للتجوال في محيط المدينة القديمة وتم نشر القوات الامنية بكافة مسمياتها في كل انحاء مدينة النجف واحيائها ومنعت حركة العجلات داخل المدينة القديمة.

وصرح نائب محافظ النجف عبد الحسين عبطان بأن " الحادث جاء بسبب تأخير تشكيل الحكومة حيث أنه السبب الرئيسي في الارباك الأمني الذي حصل بالمدينة." مؤكدا في الوقت نفسه "عدم تسليم الملف الأمنى للقوات الامريكية."  

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 8/نيسان/2006 -9/ربيع الاول/1427