المهاجرون هم وقود النمو السكاني الذي يخلص اوروبا من الانقراض

توقعت الامم المتحدة أن يمثل المهاجرون مصدر أي نمو سكاني تشهده معظم الدول المتقدمة وخاصة في اوروبا على مدى الاعوام الثلاثين القادمة.

والاستثناء هو الولايات المتحدة حيث يتجاوز عدد المواليد الوفيات بواقع 1.7 مليون سنويا لاسباب منها العدد الكبير للمهاجرين والاقليات في البلاد. وقال ارميندو ميراندا بإدارة السكان في الامم المتحدة انه يحلول عام 2050 فان عدد المواليد سيتجاوز عدد الوفيات بواقع 0.5 مليون سنويا.

وجاء في تقرير جديد لادارة السكان بالامم المتحدة يمثل الاساس لعمل لجنة خبراء هذا الاسبوع بشأن سياسات الهجرة العالمية انه "اذا استمرت الاتجاهات الحالية في الفترة بين 2010 و2030 فان صافي عدد المهاجرين سيمثل على الارجح كل نسبة النمو (في الدول المتقدمة)."

لكن الدراسة قالت إن الهجرة لن تكون الحل الامثل لانخفاض معدلات المواليد ونمو عدد السكان في أوروبا وأماكن أخرى لان المهاجرين يميلون الى التكيف في سلوكهم مع الشعوب في وطنهم الجديد.

غير ان مستويات الخصوبة منخفضة للغاية في اوروبا حتى أن هجرة الاجانب إليها في السنوات الاخيرة لم تعوض زيادة عدد الوفيات على عدد المواليد بواقع 1.1 مليون سنويا.

وبحلول عام 2050 يتوقع ان تغطي الهجرة أقل من ربع العجز في المواليد حيث يتوقع ان ينخفض عدد السكان في اوروبا بواقع 2.5 مليون شخص سنويا.

وقالت ريتا سويسموث الرئيسة السابقة للبرلمان الالماني في مؤتمر صحفي "هل سنتلقى خلال بضع سنوات عدد المهاجرين الذي نرغب فيه وهل ستكون هناك منافسة."

وقالت "وحتى اذا كانت هناك مشكلة سكانية فاننا نحتاج الى مهاجرين" لاسباب اقتصادية ولاغراض التجديد.

وقال التقرير إن 191 مليون شخص تم تصنيفهم على انهم مهاجرون في عام 2005 يقيم منهم ستة من كل عشرة في الدول المتقدمة بينما يقيم واحد من كل خمسة في الولايات المتحدة.

وقالت هانيا زلوتنيك مدير ادارة السكان بالامم المتحدة في مؤتمر صحفي انه رغم المناقشات الساخنة في الولايات المتحدة بشأن الهجرة غير الشرعية من المكسيك فان العديد من الدول الغنية أثناء الازدهار الاقتصادي في التسعينات احتاجت الى مزيد من العمال المهرة وغير المهرة وبدأت برامج لاجتذابهم.

وقد دفع انخفاض حاد في عدد السكان في المانيا منذ 1972 ومخاوف من تفاقم هذه الظاهرة خبراء السكان للتحذير من عواقب وخيمة.

فقد انخفض عدد الالمان بمقدار 3.2 مليون -وهو ما يعادل عدد سكان برلين- خلال الثلاثين عاما الماضية لكن مخاوف خبراء السكان كان يجري تجاهلها في أغلب الاحيان حتى الان في دولة وصمتها ضغوط النازي المشينة لزيادة معدلات الانجاب.

وقال هارالد مايكل مدير معهد العلوم السكانية التطبيقية "الالمان مهددون بالانقراض اذا استمر هذا الاتجاه." وهو يخشى ان يتقلص عدد سكان المانيا من 75 مليونا الى 50 مليونا بحلول عام 2050 وبدرجة أكبر بعد ذلك.

وتشهد المانيا منذ فترة طويلة واحدا من أدنى معدلات المواليد في دول الاتحاد الاوروبي بلغ 1.3 طفل لكل امرأة أي أقل بكثير من معدل 2.1 وهو المعدل المطلوب للابقاء على عدد السكان ثابتا بتعويض الوفيات.

أكثر من 30 بالمئة من الالمان الشرقيين والغربيين الذين ولدوا من عام 1960 الى عام 1967 لن ينجبوا. وترتفع النسبة الى 38 بالمئة بين الالمان الاعلى تعليما.

وقال نوربرت فالتر كبير الاقتصاديين في دويتشه بنك "كل جيل يقل بمعدل الثلث."

وقال "اعتقد ان من المبالغة القول بأن الالمان مهددون بالانقراض. لكن عندما ينخفض عدد سكان دولة من 80 مليون نسمة الى 60 مليون نسمة في مرحلة ما مقبلة فانها ستصبح دولة مختلفة تماما."

وتعاني دول أخرى من انخفاض معدل المواليد منها ايطاليا وروسيا واليابان حيث قالت صحيفة يوميوري اليومية الشهر الماضي ان متوسط عدد الاطفال الذي تنجبه امرأة واحدة خلال حياتها هبط الى مستوى قياسي عام 2005.

من جهة اخرى أظهر استطلاع أن غالبية كبيرة من البريطانيين يعتقدون أنه يتعين أن يكون هناك حد أقصى سنوي للهجرة لتفادي «فقدان البلاد ثقافتها الخاصة».

وأشار الاستطلاع الذي أجري لصالح مؤسسة «اميجريشن ووتش» البحثية، إلى أن 69 في المائة من ألفي شخص استطلعت آراؤهم، أعربوا عن مخاوفهم من أن تفقد بريطانيا ثقافتها الخاصة.

وفي معرض ردهم على ما إذا كان يتعين أن يكون هناك حد سنوي لهجرة الاجانب القادمين إلى بريطانيا، قال 50 في المائة انهم يوافقون تماما على ذلك، في حين أعرب 26 في المائة عن موافقتهم فحسب.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن 4 في المائة فقط منهم قالوا انهم يرفضون على الاطلاق أن يكون هناك حد سنوي لهجرة الاجانب القادمين إلى بريطانيا، فيما أعرب 6 في المائة عن رفضهم فقط لذلك، في حين لم يعرب باقي المشاركين عن رأي محدد. وأظهر الاستطلاع أن 71 في المائة يعتقدون أنه يتعين أن تتمثل أولوية الحكومة في إعادة مزيد من البريطانيين إلى عملهم بدلا من استقبال مزيد من المهاجرين لشغل وظائف شاغرة. وذكرت متحدثة باسم وزارة الداخلية البريطانية ان «التقرير الذي أصدرته منظمة «اميجريشن ووتش» يمثل آراء عينة صغيرة من المواطنين البريطانيين».

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء  6/نيسان/2006 -7/ربيع الاول/1427