سترو ورايس استعراض استراتيجي مرح لازمة العراق على الطائرة

عندما حان وقت اقتناص ساعات قليلة للراحة قبل الهبوط في مهمة سرية في بغداد في مطلع الاسبوع اصرت كوندوليزا رايس على ان يأخذ سترو السرير في القمرة الخاصة في طائرتها.

وعندما استيقظ وزير الخارجية البريطاني اصابه الفزع حين وجد ان وزيرة الخارجية الامريكية احدى اقوى النساء نفوذا في العالم قد نامت على الارض حتى توفر لضيفها مكانا اكثر راحة في الرحلة.

وتعكس بادرة رايس لمراعاة شعور سترو علاقة صداقة متنامية بين الاثنين وسعيهما للعمل بشكل اوثق معا فيما يتعلق بقضايا مثل ايران والعراق والشرق الاوسط.

ولكن هذه الالفة الشخصية لم تحقق دائما النتيجة المرجوة مع الاخرين خلال خمسة ايام من العمل الدبلوماسي امضاها الاثنان في بلدة بلاكبيرن مسقط رأس سترو ثم بعدها في العراق.

ففي بلاكبيرن كان المتظاهرون المناهضون للحرب ينتظرون في كل محطة لهما للاحتجاج على الغزو الذي قادته واشنطن للعراق حيث لاتزال تحتفظ الولايات المتحدة بنحو 130 الف جندي وبريطانيا ثمانية الاف جندي.

ومع أن عددهم صغير نسبيا فان المحتجين خطفوا الاضواء مما كان الهدف منه اظهار علاقة الصداقة الحميمة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وهو ما عكسته زيارة سترو لرايس في منزلها بولاية الاباما العام الماضي.

ومزح سترو خلال المؤتمر الصحفي الاخير لهما في بلاكبيرن قائلا انه كان بوسعه ان ينظم الاحتجاجات بشكل افضل فردت عليه رايس قائلة "انا مسرورة لانك لم تفعل."

وكان الهدف من رحلة بلاكبيرن هو ان تشاهد رايس جانبا اخر من انجلترا غير دهاليز السلطة في لندن.

ولكن في الوقت الذي كان يقوم خلاله الاثنان بزيارة مدرسة وحضور حفل موسيقي وزيارة استاد رياضي لفريق كرة القدم المفضل لدى سترو كان العاملون معهما يعدون العدة لرحلة مشتركة الى بغداد.

وانسل الاثنان من حفل في ليفربول حيث كان مقررا رسميا ان تمضي رايس ليلتها وأقلعا الى بغداد في محاولة لاقناع الزعماء العراقيين المتشاحنين بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وصعدت رايس الطائرة من المقدمة فيما دخل سترو من بابها الخلفي الذي يستخدمه الصحفيون غالبا.

وبعد ان استعرضا استراتيجتهما المشتركة في العراق اقترحت رايس عليه ان يستريح في السرير الخاص بها على الطائرة.

وتعهد الصحفيون الامريكيون المرافقون لرايس بتكتم خبر الزيارة لحين وصول الوزيرين بسلام الى المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد يوم الاحد في زيارة تستغرق يومين.

وخرج الوزيران من اجتماعاتهما مع الزعماء العراقيين بدون التوصل لاتفاق ولكنهما قالا انهما ابلغوهم برسالتهما بأن الصبر قارب على النفاد وان بريطانيا والولايات المتحدة تفقدان الرصيد السياسي في الداخل من جراء التأجيلات.

وقد هون المسؤولون من قيمة التوقعات الخاصة بأن "جاك وكوندي" سوف يثيران انقلابا دبلوماسيا ولكن جيم جيفري منسق شؤون العراق بوزارة الخارجية الامريكية قال ان زيارتهما المشتركة تحمل دلالة سياسية قوية للعراقيين.

وحذت رايس حذو سترو وامضت اول ليلة لها على الاطلاق في بغداد.

وكان سترو كلما زار العراق في المرات الاربع التي كانت اخرها في نوفمبر تشرين الثاني يمضي ليلته بها دائما ولكن رايس كانت عادة لا تبقى الا لساعات قليلة في زيارتين قامت بهما لبغداد.

وخيمت روح الدعابة على الجو العام السائد بين الاثنين وخاصة في بلاكبيرن وظهر الخلاف الوحيد بينهما على الهواء علانية في قضية جنس الزعماء عندما اشار سترو لزعماء المستقبل باعتبارهم من الرجال العراقيين.

وقال في مؤتمر صحفي في بغداد "سواء كان السيد الف او السيد باء اوالسيد تاء" وذلك في اشارة منه لرئيس وزراء مستقبلي بالعراق.

وكان سترو يتحدث غير مدرك ان رايس كانت تبتسم وهي ترسم علامات الاعتراض على وجهها حيث قال غير مدرك انه يوقع نفسه في مأزق حين كرر "سيتعين علينا ان نتعامل مع السيد الف او السيد باء او السيد تاء."

وقاطعته رايس قائلة "جاك..انا متأكدة اننا سنكون على ما يرام ايضا مع السيدة الف او السيدة باء او السيدة تاء."

وتروج شائعات بأن رايس سترشح نفسها لانتخابات الرئاسة الامريكية القادمة في 2008 ولكنها تنفي ذلك بقوة.

ورد سترو على الفور "انا لا احدد جنسا بعينه ولكنني اؤكد فقط على الحقائق التي على الارض. لا تنقلوا ذلك عني من فضلكم."

وتعود رايس الى واشنطن يوم الثلاثاء بعد لقاء رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على عشاء خاص في لندن مساء الاثنين. (رويترز)

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء  5/نيسان/2006 -6/ربيع الاول/1427