الامريكيون اكثر شغفا لمعرفة المزيد عن الاسلام.. الصور السلبية والمضللة التي يظهرها التلفزيون الامريكي تغذي جهل الامريكيين بالمسلمين

قبل ان تقوم الولايات المتحدة بتبني مبادراتها العديدة لفهم العالم الاسلامي قامت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بالمبادرة لاجراء حوار بين المسيحيين والمسلمين في مختلف انحاء العالم.

فقبل عام كامل من هجمات سبتمبر التي وقعت في العام 2001 قامت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية باختيار عدد قليل من الخبراء الكاثوليك من مختلف انحاء العالم لمساندة الحوار بين الاديان ومع المسلمين بشكل خاص.

وكانت الاستاذة الامريكية في علم اللاهوت بكلية بروفيدينس في رود ايلاند ساندرا كيتينج واحدة ممن اختارتهم الكنيسة للمشاركة في تلك المهمة.

وعين الفاتيكان كيتينج منذ ستة اشهر لتكون الامريكية الوحيدة ضمن فريق العلماء حيث درست الدين في مدينة روما في ايطاليا كما قامت باعطاء دورات تدريسية حول الاسلام في جامعات اوروبية وامريكية.

واكدت كيتينج التي ستشارك في الحوار المسيحي - الاسلامي وتحقيق فهم للاسلام لوكالة (كونا) ان قدرتها على النفاذ الى اطياف الشعب الامريكي يظل محدودا.

واعترفت بان "الامريكيين اكثر جهلا بالاسلام من الاوروبيين" الا انها اكدت في الوقت ذاته ان "الامريكيين اكثر شغفا وانفتاحا لمعرفة المزيد عن هذا الدين".

وقالت ان مهمتها المقبلة ستكون " دعم اقامة حوار مشترك ومساندة الانشطة القائمة بالفعل في مختلف المجالات بين المسيحيين والمسلمين".

واضافت "ليس من مهمتي ان احدد ما يحدث في مكان معين انما ان اقوم بوضع اطار عمل للتفكير حول قضايا بعينها واقتراح وسائل اجراء الحوار بين الديانتين ".

وقالت ان التحدي الاكبر الذي واجهته اثناء حديثها الى الامريكيين عن الاسلام لم يكن " المناخ السياسي المحيط بعامة الناس والذي يرسم صورة معينة للاسلام بل في كيفية تعريف الناس بالمعتقدات الاساسية في الاسلام ".

واضافت كيتينج ان الشيء الذي ادهشها حقا هو ان معظم من استمعوا الى محاضراتها في الولايات المتحدة لم يكونوا قد التقوا قط شخصا مسلما في حياتهم.

يذكر ان وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ومسؤولون كبار اخرون قد التقوا في وقت سابق من هذا الاسبوع قادة من المجتمع الاسلامي في الولايات المتحدة لمناقشة قضايا عدة مثل ادانة المسلمين للارهاب والنفاذ الى العالم الاسلامي وتزايد معدل الكراهية للاسلام في الغرب.

واظهر استطلاع للراي اجرته صحيفة (واشنطن بوست) وشبكة (ايه. بي. سي) الاخبارية اخيرا انه لدى ما يقارب نصف الامريكيين صورة سلبية عن الاسلام كما ان معظمهم يعتقدون بان المسلمين ميالون للعنف وهو ما ارجعه مجلس العلاقات الاسلامية -الامريكية الى ما تبثه وسائل الاعلام الامريكية عن المسلمين.

وايدت كيتينج ذلك الطرح وقالت ان الصور السلبية والمضللة التي يظهرها التلفزيون الامريكي قد غذت جهل الامريكيين بالمسلمين وعدم فهمهم لهم.

وقالت انها سافرت الى كنائس كثيرة في مختلف انحاء الولايات المتحدة بعضها كاثوليكي وبعضها ينتمي لمذاهب اخرى كما التقت بطلاب في الجامعات وتحدثت عبر وسائل الاعلام لشرح الاسلام للامريكيين.

وشددت على اهمية فهم كل منا الاخر غير انها اقرت بان كثيرين سيكونون منفتحين للحوار المسيحي الاسلامي اذا كان لديهم وعي بحقيقة ان الفاتيكان يقيم هذه الحوارات لتحقيق تفاهم اكبر بين اتباع الديانتين.

وقالت ان زملاءها الاخرين قد واجهوا صعوبات مماثلة مع المتلقين في بلدانهم مشيرة الى مشكلة اخرى هي نقص التمويل المخصص لانجاز هذه المهمة من قبل الكنيسة.

واضافت انها وزملاءها في الفريق يقومون بالعمل كمستشارين للفاتيكان في سياسته تجاه العالم الاسلامي الى جانب تكليفهم بتحقيق فهم اكبر للاسلام في بلدانهم.

واعربت كيتينج عن رغبة فريقها في الوصول الى السياسيين حول العالم والالتقاء بعلماء الدين المسلمين لوضع سياسات من شانها بناء جسور التفاهم بين المسلمين والمسيحيين.

وقالت ان الفريق يلتقي سنويا في روما لتبادل الافكار حول سبل تحقيق المهام الموكلة باعضائه واستعراض ما يتم انجازه.

واضافت ان اللقاء الاخير للفريق الذي تم منذ شهور قليلة شهد مناقشة سبل تحقيق معرفة افضل للناس حول العالم بتاريخ المسيحيين والمسلمين معا.

ولفتت كيتينج الى ان "المسلمين والمسيحيين قد عاشوا جنبا الى جنب بشكل جيد للغاية في حقب عديدة من التاريخ وهو ما لا يعلمه اغلب الناس الان".

وقالت انها التقت مرات عديدة في الاعوام الاخيرة باناس تحولوا الى الاسلام او تزوجوا من مسلمين وهو امر لم يكن يحدث في السابق.

واكدت كيتينج ان التعليم هو اهم حل للتغلب على اوجه عدم الفهم بين المسلمين والمسيحيين مبينة اهتمام الفاتيكان الشديد بضرورة فهم البعض وهو امر كان اولوية بابا يوحنا بولس الثاني كما يحظى باهتمام البابا بندكت السادس عشر.

 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 3/نيسان/2006 -4/ربيع الاول/1427