كسوف كلي للشمس يبهر العالم والمؤمنون يبتهلون بالصلاة

بالتصفيق والصياح والدعاء تابع سكان محليون وسائحون على سواحل غانا كسوفا كليا للشمس ألقى بظلاله على افريقيا وامتد حتى الشرق الاوسط.

وقال نانا اباه التي انضمت عن لحشد على شاطيء كيب كوست في غانا وهو أول مكان امكن متابعة الكسوف منه بوضوح "الله اكبر. هذا يبين عظمة الله وعظمة الطبيعة. المنظر جميل جدا جدا. لم اشاهد مثله من قبل."

ويمتد مسار الكسوف من شرق البرازيل عبر المحيط الاطلسي الى شمال افريقيا ثم الى البحر المتوسط ووسط اسيا وغرب الصين ومنغوليا.

وكانت أطول مدة لمشاهدة الكسوف في منطقة واو الناموس الليبية قرب الحدود مع تشاد على بعد الفي كيلومتر جنوبي طرابلس حيث استمر اربع دقائق وسبع ثوان.

وسرت برودة في الجو وخفت نور الشمس في حصن قديم للعبيد في كيب كوست غربي العاصمة الغانية اكرا فيما حجب القمر قرص الشمس لمدة ثلاث دقائق تقريبا.

وظهر ظل الكسوف الناجم عن مرور القمر امام قرص الشمس مباشرة في الساعة 0908 بتوقيت جرينتش على ساحل غانا وانتقل سريعا الى داخل البلاد.

وقال يان يالفينج سائح هولندي في كيب كوست "المشهد مذهل. انها افضل تجربة في حياتي . لم اتخيل ان اشهد هذا الحدث انها تجربة رائعة."

ووصل سائحون اجانب لغانا خصيصا لمشاهدة الكسوف.

ويقول لو بيترتشاك (51عاما) وهو فلكي هاو من الولايات المتحدة انها المرة الخامسة التي يشاهد فيها كسوفا للشمس.

ويضيف "اجوب العالم مع كل كسوف. اتمتع بمشاهدته. كما انها حجة للسفر."

وعلى الجانب الاخر من القارة في السلوم على الحدود بين مصر وليبيا تجمع الاف من بينهم الرئيس المصري حسني مبارك وقرينته سوزان لمشاهدة الكسوف واطلق البعض الابواق ودق الطبول ورقص.

وقال هادي جوهر من مصر "انا سعيد جدا. انها المرة الاولى في حياتي التي اشاهد فيها مثل هذا الحدث."

والخسوف الجزئي للشمس شائع الى حد كبير ولكن الكسوف اندر حدوثا ويحجب خلاله القمر الشمس ويمكن مشاهدة الظاهرة داخل مسار معين عرضه أكثر من 100 كيلومتر ويقطع نصف الارض.

وبدأ مهرجان الكسوف الكامل للشمس عروضه عبر مناطق كبيرة من كوكب الكرة الأرضية، منطلقا من شرقي البرازيل.

وقد انتقل الرئيس المصري حسني مبارك إلى السلوم قرب الحدود الليبية خصيصا لمشاهدة هذه الظاهرة. والتي رافقها ما يشبه الاحتفالات الشعبية.

وانتقل الكثيرون من الفلكيين، هواة ومحترفين إلى ليبيا حيث دام الكسوف لمدة سبع دقائق.

وقد أصدرت الحكومة الليبية الآلاف من أذون الدخول المتعسرة عادة للسائحين من الغرب، إلا أنها لم تسمح بدخول الإسرائيليين.

كما قامت بنصب خيام تقول إنها تتسع لسبعة آلاف شخص لاستضافة هؤلاء.

واتنقل الكسوف بعروضه عبر إفريقيا وتركيا ليصل إلى آسيا الوسطى في مساحة منطقة تمتد 14500 كم مربع، قبل أن يختتم عند الغروب في منغوليا.

يقول د. روبرت ماسي الفلكي في مرصد جرينتش:" إن كسوف الشمس هو أكبر عرض فلكي في الكون، وينافس أعظم برنامج تليفزيوني ، فلو كان هناك أمر واحد في عالم الفلك تريد متابعته، فليكن الكسوف ".

ويضيف: "فالنهار يتحول إلى ليل، فجأة، وبدلا من الشمس الساطعة ترى شيئا وكأنه تفتح الزهرة، وترى الغلاف الخارجي للشمس ـ يشع خلف ظل القمر.

ويستطرد ماسي: "هو مشهد رائع، خلاب جدا. أعتقد أنه لا بد وأن يحرك مشاعرك".

ويحدث الكسوف الكامل حين يغطي القمر وجه الشمس الذي يراه سكان الأرض. ويطلق على مسار ظل القمر عبر الأرض (مسار الكسوف الكلي).

ويخترق مسار الكسوف الكلي أجزاء من الغرب وشمالي إفريقيا، وتركيا ووسط آسيا.

وبعد الانطلاق وقت شروق الشمس في أطراف البرازيل عبر المحيط الاطلنطي صباحا والصحراء الغربية ظهرا حيث شاهده الآلاف في ليبيا ومصر وتركيا.

ورغم جمال المنظر إلا أن أطباء العيون يحذرون الناس من النظر بالعين المجردة إلى أوجه الشمس المغطاة جزئيا.

ويقولون إن النظر إلى الشمس يجب أن يكون من خلال نظارات واقية أو من خلال أجهزة متخصصة.

من ناحية أخرى قامت نيجيريا بتكثيف حملة لمنع التفسير غيرالعلمي للكسوف وما يصاحبه من خزعبلات.

وتخشى السلطات من تكرار الاضطرابات التي قام بها مسلمون في عام 2001، حين كانت هناك هجمات ضد أهداف مسيحية عقب خسوف للقمر.

وسيحدث الكسوف المقبل في الأول من آب/أغسطس عام 2008 في مسار يمتد من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، وسيمتد مسار الكلية عبر جرينلاند وسيبيريا ومونغوليا والصين.

وقد حدث كسوف الشمس في الربع قرن الماضي 16 مرة أي مرة كل عام ونصف تقريبا.

وكان آخرها يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2003، لكنه لم يتجل سوى في أجزاء من القطب المتجمد الجنوبي.

وفي العراق حدث بعد ظهر يوم الاربعاء كسوف جزئي للشمس مما دعا ائمة الجوامع والحسينيات للتكبير والدعوة الى الصلاة.

وشمل الكسوف مدينة البصرة وضواحيها وشهده عشرات المواطنين مما دعا ائمة الجوامع والحسينيات للتكبير والدعوة الى الصلاة.

وفي كركوك ، هرع العديد من المواطنين الى المساجد حيث إرتفعت أصوات التكبير بعد ان شاهدوا الكسوف بالعين المجردة.

وقال احمد عبدالله (24 عاما) ، وهو طالب جامعي، إنه "أمر مثير واني ارى حالة كسوف الشمس لاول مرة في حياتي وهذا الامر هو شيء جميل ان ترى تقلبات الطبيعة بالعين المجردة بالاستعانة بقطعة من الزجاج الملون والذي يسهل عملية الرؤية الجزيئة."

وقال السيد حسين طلال(45 عاما) "انا متوجه الى المسجد لاداء صلاة الكسوف التي يجب على كل مسلم ان يؤديها لدى رؤية حالة الكسوف."

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 30/اذار/2006 -29/صفر/1427