|
قالت دراسة اكاديمية ميدانية ان هناك مواقف شبابية رافضة لمجموعة من
القيم التقليدية التى ترتبط بالزواج التقليدى منها زواج المقايضة وغلاء
المهور وتعدد الزوجات وان كانت بعض قيمه التقليدية لاتزال شاخصة في وعي
الشباب خاصة المتعلقة بالزواج المبكر وزواج الاقارب.
واوضحت الدراسة التى اعدها مساعد نائب مدير جامعة الكويت للخدمات
الاكاديمية المساندة لشوءون خدمة المجتمع الدكتور عيسى محمد الانصاري
بعنوان (اتجاهات طلاب جامعة الكويت نحو عادات الزواج ومظاهره
الاجتماعية) ان مواقف الشباب الجامعى نحو الزواج وعاداته تشكل احدى
القضايا الاجتماعية المهمة في حياة الشباب وثقافتهم .
واضافت الدراسة التى شارك فى اعدادها استاذ قسم اصول التربية بجامعة
الكويت الدكتور علي اسعد وطفة ان هذه المواقف تشكل ايضا معيارا لمستوى
التحولات القيمية والثقافية في المجتمعات الخليجية المعاصرة اضافة الى
ان مشكلات الزواج وقضاياه وعاداته تمثل واحدا من اهم التحديات والقضايا
الشبابية الاجتماعية المعاصرة.
وبين الدكتور الانصاري في لقاء مع (كونا) ان الشباب افراد عينة
الدراسة يوافقون بدرجة اكبر على الزواج المبكر الذي يحتل قيمة عليا في
نسق القيم الزواجية عندهم ويحتل زواج الاقارب المرتبة الثانية في سلم
قبول الشباب لهذه العادات وحظي بالمرتبة الثالثة مبدأ الحب قبل الزواج.
واضاف ان الطلاب يعارضون بشدة زواج المقايضة او التبادل وغلاء
المهور والصداقة بين الجنسين وتعدد الزوجات والزواج من اجنبية مشيرا
الى ان هذه الصورة تحمل موءشرات على تحول عميق في اتجاهات الطلاب نحو
الزواج وانها بداية واضحة لقبول الطلاب انماط زواجية جديدة كهذه
القائمة على الحب الذي اصبح حاضرا في وعي الشباب الجامعي ونظام تفكيرهم
.
وقال ان نتائج الدراسة التي اجريت على عينة حجمها 714 طالبا وطالبة
من جامعة الكويت تشير الى ان هناك رفض كبير لمبدأ زواج المقايضة حيث
اعلن 4ر96 بالمئة رفضهم لهذا النوع من الزواج .
واضاف ان 5ر81 بالمئة من افراد العينة لديهم موقف رافض تجاه غلاء
المهور مقابل تأييد 5ر18 بالمئة منهم على هذه العادة وبينت نتائج
الدراسة ان الطلاب اكثر رفضا من الطالبات اذ اعلن 5ر88 بالمئة من
الطلاب رفضهم لهذه الظاهرة مقابل 6ر76 بالمئة عند الطالبات.
واوضح الانصاري ان 3ر65 بالمئة من مجموع افراد العينة يعارضون مبدا
تعدد الزوجات فى حين ان 7ر34 بالمئة يوافقون على مبدأ الزواج المتعدد
وان الطالبات اكثر توجها الى رفض هذا المبدا من الطلاب حيث بلغت نسبة
المعارضات له 7ر80 بالمئة مقابل 7ر43 بالمئة لدى الطلاب.
وتابع ان الزواج المبكر حاز على موافقة 1ر61 بالمئة من مجموع افراد
العينة وهذه النسبة ترتفع عند الطلاب الى 8ر66 بالمئة وتنخفض الى 10ر57
بالمئة عند الطالبات.
واشار الى ان 7ر53 بالمئة من افراد العينة يوافقون على زواج الاقارب
وان هذه النسبة تجد مداها الاعلى عند الطلاب بنسبة 4ر58 بالمئة بينما
تجد حدها الادنى عند الطالبات بنسبة 4ر50 بالمئة .
اما عن اتجاهات الشباب نحو الزواج من غير الكويتيين قال الانصاري ان
4ر60 بالمئة من افراد العينة يرفضون الزواج من غير الكويتيين وان 6ر39
بالمئة يوافقون على هذا النوع من الزواج .
واضاف ان نسبة رفض هذا الزواج لدى الطالبات ترتفع الى 3ر71 بالمئة
وتنخفض الى 1ر45 بالمئة عند الطلاب وعزى ذلك الى ان هذا النوع من
الزواج قد يشكل تهديدا لمصالح المرأة بصورة عامة وكيانها فى المجتمع
الكويتى بينما تعطي تميزا للرجل الكويتي اذ يحق له التمتع بكافة
الامتيازات عند زواجه من اجنبية .
وافاد الانصاري ان 50 بالمئة من افراد العينة يؤمنون بمبدأ الحب قبل
الزواج وان الطلاب اكثر قبولا لهذا المبدأ بنسبة 2ر52 بالمئة مقابل
موافقة 2ر49 بالمئة من الطالبات. وذكر انه وان كانت نسبة كبيرة من
الشباب توافق على مبدأ الحب قبل الزواج لاعتبارات تتعلق بالزواج نفسه
فان الاكثرية ترفض علاقات الصداقة بين الجنسين حيث بلغت 3ر67 بالمئة
مقابل تأييد 7ر32 بالمئة . واوصى الانصاري باهمية تاسيس عيادات
اجتماعية متطورة لتنظيم العلاقات بين الشباب المقبلين على الزواج
ومساعدتهم على بناء حياتهم الزوجية على اسس عصرية قادرة على تجاوز
سلبيات التقليد في بناء الحياة الزوجية .
كما اوصى بتنظيم ندوات ثقافية تبين آثار تعدد الزوجات ومدى انعكاسات
ذلك على الحياة الاجتماعية والنفسية والاقتصادية للرجل والمرأة
بالاضافة الى آثار الزواج المبكر وخلفياته الى جانب تنظيم حملة اعلامية
منهجية لدحض القيم التقليدية ذات الطابع السلبي التي فقدت وظيفتها
الاجتماعية كالمهور العالية وتعدد الزوجات والزواج المبكر والمدبر. |
