
استمر الخلاف بين بعض الاحزاب الشيعية والمسؤولين الامريكيين بسبب
عملية عسكرية دامية.
وعرضت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) على مشرعين امريكيين ما
قالت انها أدلة مصورة على أن 16 عراقيا على الاقل قتلوا في غارة على
مسجد كانوا من افراد ميليشيا وليسوا مصلين عزل كما زعم وزراء من الشيعة
واخرون.
واطلع السفير الامريكي زالماي خليل زاد حكومة الرئيس جورج بوش على
الموقف من بغداد فيما أكد بوش اهتمامه بتشكيل حكومة جديدة في العراق
وهو ما يرى كثيرون انه شيء حيوي لتفادي حرب اهلية طائفية.
لكن مسؤولين امريكيين نفوا ما ذكره زعماء شيعة من ان بوش يضغط عليهم
للتخلي عن رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري مرشحهم لرئاسة الحكومة الجديدة
والذي يحظى بتأييد كبير من فصائل شيعية تساندها ايران.
وقال بوش في اعقاب اجتماع لحكومته في البيت الابيض "أسعدني ان
اسمع..ان العراقيين عادوا الى طاولة المفاوضات لمناقشة تشكيل حكومة."
واضاف قائلا "سأذكر الناس بأننا لن نفقد رباطة جأشنا" في كلمة
سيلقيها يوم الاربعاء.
واستطرد قائلا "المخاطر كبيرة وسنكمل مهمتنا."
واستأنف ممثلون للائتلاف الشيعي الذي فاز بأغلبية المقاعد تقريبا في
البرلمان في الانتخابات في ديسمبر كانون الاول الماضي المحادثات في مقر
الرئيس العراقي يوم الثلاثاء بعد توقفها يوما في اعقاب الغارة المثيرة
للجدل.
وقال الزعيم السياسي السني صالح المطلك في اعقاب المحادثات انه ما
زالت هناك قضايا حيوية تحتاج الى اهتمام وانه يمكن تشكيل حكومة قريبا
اذا توفرت ارادة سياسية حقيقية.
لكن مصدرا شيعيا بارزا قال انه لم تجر مفاوضات تذكر منذ يوم الاحد
وانه لن تجري مفاوضات اخرى قبل يومين بسبب غضب الشيعة من غارة شنتها
قوات امريكية وعراقية على مجمع يوم الاحد.
وقال بهاء الاعرجي وهو مسؤول اخر في التحالف الشيعي انه لم يحدث شيء
يذكر في محادثات الثلاثاء. واضاف ان تقدما تحقق بخصوص الاتفاق على
برنامج سياسي ائتلافي لكن لم يتسن التوصل الى اتفاق محدد على تشكيل
الحكومة ولا على اسماء من سيشاركون فيها.
ورفض القادة الامريكيون اتهامات لسياسيين شيعة بارزين بأن قوات
عراقية يشرف عليها امريكيون قتلت ما يصل الى 37 من المصلين غير
المسلحين في مسجد يوم الاحد. وقال مسؤولون امريكيون ان 16 مسلحا قتلوا
في مجمع للمكاتب.
وكان التلفزيون العراقي الرسمي عرض لقطات دامية مطولة لرجال قتلوا
في العملية وصفهم بانهم مصلون عزل. كما عرض التلفزيون مقابلة مدتها نصف
ساعة في وقت ذروة المشاهدة مع الدبلوماسي الامريكي روبرت فورد نفى فيها
"الشائعات" ودافع عن الموقف الامريكي.
وقال وزير الداخلية العراقي بيان جبر الذي تركز عليه اتهامات
امريكية بعدم التسامح في الحكومة المؤقتة انه يعتقد ان العملية كانت
خطأ في المكان والتوقيت.
وقال جبر لرويترز ان مصلين قتلوا في العملية وان الامر سيتضح من
خلال تحقيق حكومي.
لكنه هون من شأن مطالبة الائتلاف الشيعي للقوات الامريكية يوم
الاثنين بتسليم السيطرة على الامن في العراق وقال ان القوات العراقية
لن تكون مستعدة لتسلم المسؤولية قبل عدة شهور. واضاف ان مثل هذا الطلب
ليس الا من قبيل ممارسة بعض الضغط.
ولم يحدد المسؤولون الامريكيون هوية المجموعة التي استهدفها الهجوم
الذي شارك فيه 50 من افراد القوات الخاصة العراقية يساندهم 25 "مستشارا"
امريكيا. لكن الشرطة وسكانا قالوا ان معركة شرسة بالاسلحة دارت حول
المجمع شارك فيها مسلحون من اعضاء ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل
الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي تسانده ايران.
واتهم القادة الامريكيون من وجهوا اليهم الاتهامات وهم زعماء الشيعة
بقبول رواية للاحداث رتبها بعد الواقعة اشخاص نقلوا الجثث داخل المجمع
وصوروها بعد ان ازيلت اي اثار لاسلحتهم.
وقد هاجم الائتلاف العراقي الموحد الاثنين الادارة الاميركية متهما
اياها بالسعي الى اثارة الحرب الاهلية وذلك غداة حادث حسينية المصطفى
في بغداد في خطوة تعتبر مؤشرا على اتساع الهوة بين الطرفين والاولى من
نوعها.
واتهم الائتلاف الذي يضم سبع هيئات او احزاب ويشكل الكتلة
البرلمانية للاحزاب الشيعية الدينية ان "القوات الاميركية والقوات
الخاصة الخاضعة لها بارتكاب جريمة بشعة عندما هاجمت مسجد المصطفى ما
ادى الى استشهاد عشرات واعتقال اخرين وتخريب المبنى ومكتب حزب الدعوة
الاسلامية-تنظيم العراق".
وقال ان "ما قامت به هذه القوات يعد جريمة منظمة لها ابعاد سياسية
وامنية خطيرة تستهدف اشعال فتنة حرب اهلية لاغراض سياسية بهدف اللعب
بالمعادلات القائمة في ظرف سياسي حرج تمر به عملية تشكيل الحكومة
الوطنية".
وكان مصدر امني اوضح ان القتلى سقطوا في اشتباكات بين القوات
الاميركية وجيش المهدي في الحسينية. وقال ان "ميليشيا جيش المهدي
التابعة للتيار الصدري تستخدم الحسينية للصلاة في حين يقيم حزب الدعوة
الاسلامية-تنظيم العراق مكتبا له".
وتابع الائتلاف العراقي الموحد ان "قتل هذا العدد الكبير من اتباع
آل البيت (...) ليس له مبرر يمكن قبوله باي حال من الاحوال ويعد
انتهاكا لكرامة العراقيين وسيادة بلادهم".
ورأى ان ذلك "جعل شعارات الديمقراطية والحرية والتعددية التي رفعتها
الادارة الاميركية دون مصداقية امام التحديات والانتهاكات اليومية بحق
الشعب العراقي المظلوم".
وعبر الائتلاف عن "استيائه الشديد" مطالبا الحكومة العراقية "بفتح
تحقيق سريع وشامل لكشف الخلفيات والاهداف والملابسات واتخاذ الاجراءات
لمنع مثل هذا التلاعب بالدماء وبالعملية السياسية".
كما دعا الى "التحري والتدقيق في وجود قوات عراقية خاصة لا تخضع
لاشراف الحكومة تقوم بعملية اغتيال منظم وتصفيات ومداهمات مستمرة
مدعومة من قبل القوات الاميركية لان وجودها اللاقانوني يؤسس لحرب اهلية
حقيقية لم يعد السكوت عليها ممكنا".
وتعكس لهجة البيان جفاء ملحوظا بين الائتلاف والسفير الاميركي زلماي
خليل زاد الذي يتهمونه بمحاباة الاقلية السنية على حساب مصالحهم.
ورأى البيان ان "وضع تصريحات السفير الاميركي الى جانب ممارسة القوة
والعنف من قبل القوات الاميركية والبريطانية يعطينا صورة واضحة عن
نوايا خطيرة تعرض العراق وشعبه وتجربته السياسية ومسيرته الديموقراطية
الى خطر فادح ناره تطال الجميع".
وتابع ان "تصاعد العمليات الارهابية بعد الجريمة التي طالت مرقد
الامامين العسكريين في سامراء وما تلاها في النهروان والمدائن والدورة
وقطع الرؤوس في ديالى والطارمية وغيرها يضعنا امام صورة منظمة لاثارة
العنف والاهتزاز السياسي".
وطالب الائتلاف الحكومة "بالعمل بسرعة على استعادة الملف الامني
ليكون بيد قوات الامن العراقية دفعا للاشكالات والمؤثرات السياسية
والامنية التي تضغط من اجل رسم مستقبل سياسي للعراق على خلفية التحديات
الامنية".
من جهته قال خضير الخزاعي من حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء
ابراهيم الجعفري "هناك من يغذي الحرب الاهلية بتصريحات خطرة من سفير
ولا اعتقد انه يتصرف كسفير انما كمندوب سام يتحدث وكأنة يملك الوصاية
والولاية على الشعب العراقي".
وحذر من ان "الدم العراقي ليس رخيصا. احذرهم بوضوح من ان معركة مع
العملاق الشيعي الهادىء يعني انهم يقعون في مستنقع خطير لاتحمد عقباه".
وبدوره قال جواد المالكي الرجل الثاني في حزب الدعوة ان "هناك نوايا
لسحب البساط من تحت اقدام الائتلاف (...) وممارسات لقلب المعادلات
وتغيير الوقائع السياسية وضغوط لتشكيل حكومة لا تستجيب لرغبات الشعب
العراقي".
واضاف المالكي ان "التصريحات التي نسمعها بين الحين والاخر من
السفير الاميركي اعطتنا انطباعا بان هناك نوايا تقف خلف الكثير من
العلميات الارهابية التي يريد لها ان تكون ضاغطة علينا".
وتابع "لن نسمح ابدا بمصادر الشعب العراقي او ولادة حكومة وعملية
سياسية غير متوازنة وغير دقيقة ولا تستند الى دستور صوت عليه الشعب".
من جهته قال رضا جواد تقي المقرب من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية
ان "حادث الهجوم على الحسينية فاجعة مؤلمة. قلنا مرارا ان تعاطي القوات
الاميركية مع الملف الامني ينطوي على اخطاء لذلك يفترض ان يكون بيد
وزارتي الدفاع والداخلية".
وقال المتحدث باسم قائمة الائتلاف العراقي الموحد جواد المالكي ان
"القوات الخاصة التي اعتدت يوم امس على حسينية المصطفى في حي اور
ببغداد بمعية القوات الامريكية لم تكن تابعة لوزارة الدفاع او اي وزارة
امنية اخرى".
وقال ان "القوات الامريكية تعرقل عمل القوات الامنية العراقية".
واضاف ان "هناك ضغطا يمارس ضد العملية السياسية في العراق من قبل
القوات الامريكية والزمر الارهابية لتشكيل حكومة عرجاء تتفق مع رغبات
وعقلية الادارة الامريكية".
من جهته قال المتحدث الرسمي باسم الكتلة الصدرية سلام المالكي "ان
لدينا معلومات حول وجود حملة كبيرة لابادة الشعب العراقي وجره لفتنة
طائفية وقد ابتدأت بوادر تلك الحملة عند تفجير مرقد الامامين العسكريين
عليهما السلام في سامراء وما تلاها من احداث".
واكد المالكي ان "الائتلاف العراقي الموحد سيتخذ موقفا حازما جراء
ما يحصل من تصرفات امريكية".
اما مستشار رئيس الوزراء حيدر العبادي فاكد بان الدكتور الجعفري امر
باجراء تحقيق فوري بالحادثة لافتا الى ان "القوة العسكرية العراقية
التي نفذت العملية لم ترجع الى رئاسة الوزراء وهو ما يشكل خطرا كبيرا
يجب التحقيق فيه" مشيرا الى ان هذه القوة مرتبطة بالقوات الامريكية.
وقال البيان ان "هذا الاعتداء جعل من شعارات الحرية والديمقراطية
والتعددية التي رفعتها الادارة الأمريكية دون مصداقية بعد الانتهاكات
والتعديات اليومية التي تمارسها قواتها بحق الشعب العراقي المظلوم".
وطالب الحكومة العراقية "بضرورة فتح تحقيق سريع وشامل لكشف الخلفيات
والأحداث والملابسات في هذا الاعتداء واتخاذ الاجراءات التي تمنع هذا
التلاعب بالدماء وبالعملية السياسية".
ودعا الى "ضرورة التحري والتدقيق بوجود قوات عراقية خاصة غير خاضعة
لاشراف الحكومة تقوم بعمليات اغتيال لشخصيات ومداهمات مستمرة مدعومة من
القوات الأمريكية اذ لم يعد السكوت عنها ممكنا".
واعتبر الائتلاف في بيانه "ان وضع تصريحات السفير الامريكي الى جانب
ممارسة القوة من قبل القوات الأمريكية والبريطانية يعطينا صورة واضحة
عن نوايا خطرة تدفع العراق وشعبه الى خطر فادح والى نار شررها يطال
الجميع".
وطالبت الاحزاب الحاكمة بالعراق القوات الامريكية بالتخلي عن
السيطرة على الامن في حين فتحت الحكومة تحقيقا في غارة على مسجد شيعي
قال وزراء انهم يرونها عملية قتل "بدم بارد" من جانب قوات تقودها
الولايات المتحدة.
وبعد يوم من الحادث الذي أودى بحياة 20 شخصا أو ربما أكثر برزت ثلاث
روايات.
فقد اتهم وزير الدولة العراقي للامن الوطني القوات الامريكية
والعراقية بقتل 37 مدنيا أعزل داخل المسجد بعد تكبيلهم.
بينما تحدث السكان ورجال الشرطة الذين وضعوا عدد القتلى في حدود 20
عن معركة شرسة بين الجنود ومسلحين من ميليشيا جيش المهدي الموالية
للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي يتولى أنصاره شؤون هذا المسجد.
وأخيرا تمسك مسؤولون أمريكيون ببيان سابق عن الحادث وقالوا ان
القوات العراقية الخاصة يدعمها مستشارون امريكيون قتلت 16 "مسلحا"
بادروا باطلاق النار عليهم. وأصر الجيش الامريكي على أن أيا من جنوده
لم يدخل المسجد وأنهم أطلقوا سراح عراقي احتجز أسيرا.
وقال مسؤولون عراقيون عديدون ان الغارة قد تكون استهدفت موقعا
يستخدمه رجال ميليشيا لعقد محاكمات غير مشروعة وتنفيذ عمليات اعدام في
اطار جهود لفرض الشريعة الاسلامية في أجزاء من بغداد.
وقد يكون أحد اسباب الغموض التي تحيط بالموقع ان المسجد المقصود
الذي يقع بالقرب من حي الصدر وهو معقل قوي لمقتدى الصدر بشمال شرق
بغداد لم يكن مسجدا تقليديا لآداء الصلاة ولكن مجمعا لمكاتب حزب البعث
المنحل حوله أنصار الصدر الى مكان لهم.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية في واشنطن "كانت هذه عملية
خطط لها وقادها عراقيون وكان للقوات الامريكية دور استشاري."
وبينما رفض المسؤولون الامريكيون الاعتراف بأن أهداف العملية كانوا
شيعة كما لم يتضح وجود دوافع طائفية لدى القوات العراقية الضالعة في
الهجوم فان مسؤولا بوزارة الخارجية الامريكية قال ان الحادث يوضح ما
وصفه بالحاجة الى تخلي قوات الامن العراقية عن الانحياز الطائفي.
ونفى مساعدون للصدر وجود اي من مقاتلي جيش المهدي في المسجد.
وقال زلماي خليل زاد السفير الامريكي في العراق الذي يقود الجهود
الامريكية لصياغة حل وسط سياسي في مطلع الاسبوع ان الميلشيات يجب وضعها
تحت السيطرة واتهمهم بقتل اعداد من الناس تفوق ما يقتله المسلحون السنة
الذين يقاتلون القوات الامريكية.
وتكثف واشنطن ضغوطها على الاحزاب الشيعية البارزة من اجل اشراك
السنة في حكومة وحدة وطنية للمساعدة في تخفيف حدة التوتر والحد من
اعمال القتل وتجنب الحرب الاهلية.
وتخطط الولايات المتحدة لاجراء محادثات مهمة مع ايران جارة العراق
الشيعية التي تتمتع بنفوذ لدى بعض الفصائل في حكومة بغداد للمساعدة في
كسر حالة الجمود.
وظل قادة الائتلاف بعيدين عن جولات المحادثات اليومية بشأن تشكيل
الحكومة قائلين انهم منشغلون بحادث المسجد.
وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني الذي يستضيف المحادثات انه لابد
من معرفة حقيقة ما حدث وعدم الانقياد وراء الشائعات. واضاف ان الحادث
خطير جدا لابد من التحقيق فيه.
وفي رده على سؤال بشأن العملية التي وقعت يوم الاحد كرر برايان
ويتمان وهو متحدث بارز باسم البنتاجون رواية الاحداث التي سردتها
القيادة العسكرية الامريكية في العراق.
وقال ويتمان "ما أعرفه هو انه لم يتم اقتحام أي مساجد او الاضرار
بها في اطار هذه العملية." واضاف "كانت هناك قوات امريكية خاصة
للمعاونة في العملية." الا انه امتنع عن توضيح الدور الذي لعبته القوات
الامريكية.
واضاف ويتمان "تعرضت قوة العمليات العراقية الخاصة هذه لإطلاق نار
اثناء القيام بهذه العملية وقتلت قوات العمليات العراقية الخاصة اثناء
ذلك 16 متمردا. وفي اطار تحقيق اغراضها هناك ايضا اعتقلت عددا من
الافراد الاخرين وهم 15 على وجه التقريب كما سمعت."
وقال ويتمان انه في اطار الغارة تم اكتشاف كمية من الاسلحة ومواد
صنع القنابل التي تزرع على جانب الطريق والذخائر.
ولم يكن المبنى مسجدا تقليديا ولكنه مجمع سابق لحزب البعث يستخدمه
الشيعة للصلاة والمناسبات الدينية ويعرف محليا باسم مسجد المصطفى.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية طلب عدم نشر اسمه لأنه ليس
مفوضا بالحديث في هذه المسألة حتى تعد الادارة ردها الرسمي على
الاتهامات "انها عملية خططها وقادها العراقيون وكانت القوات الامريكية
ذات صفة استشارية فقط."
ورفض وزير الدولة لشؤون الامن القومي عبد الكريم العنزي اليوم
الثلاثاء التفسيرات التي قدمها الجيش الامريكي حول الهجوم على حسينية
المصطفى في حي اور شمال شرق بغداد أمس الاول الاحد.
وقال إن "العملية جرت قبل صلاة المغرب في يوم الاحد واودت بحياة 37
من المدنيين العزل" ،مضيفا ان "المجموعة المهاجمة كانت قوة امريكية
تشاركها قوة عراقية من العمليات الخاصة وهي غير خاضعة لوزراة الدفاع
العراقية ولا لوزراة الداخلية".
واوضح العنزي اليوم ان "المجموعة المهاجمة متمرسة وذات خبرة في
القتل" مضيفا "قتل جميع من كان في المكان ولم ينج سوى اثنين من الاشخاص
تم تدوين افادتهما." وتابع "اشارت الافادت ان الذين قاموا بالعملية
قاموا بتوجيه نيرانهم بشكل قاتل الى صدور وروؤس الضحايا."
واضاف "اوضح شهود العيان ان المنفذين عادوا على الجرحى للتأكد من
قتلهم."
وافاد العنزي ان "مؤشرات العملية تدلل على نية القتل" ،قائلا "ما
حدث يدل على ان القوة القادمة جاءت بنية القتل وليس بشكل عابر ."
وإستطرد "جأءت لغرض المداهمة والقتل..قاموا بمحاولة اخفاء ما جرى."
واشار العنزي الى ان "الهجوم اثر على امن العراق وكذلك مفاوضات
(تشكيل) الحكومة العراقية."
وقال "الحقيقة ان اي شىء يؤثر على امن البلد ينعكس على العملية
السياسية والامن هو الفضاء الذي تتحرك من خلاله العملية السياسية
والمفاوضات." |