السفير الامريكي يدعو لشن حملة على الميليشيات الشيعية.. مشروع امريكي لاقتحام مدينة الصدر وتجريد الشيعة من السلاح

دعا السفير الامريكي يوم السبت الزعماء العراقيين المنقسمين على أنفسهم لشن حملة على الميليشيات فيما تكافح الكتل السياسية مجددا لكسر الجمود بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية على أمل أن تستطيع تجنب نشوب حرب أهلية.

ووجه زلماي خليل زاد الذي يضغط بشدة من أجل تشكيل حكومة بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الانتخابات تحذيرا شديد اللهجة للميليشيات التي يرتبط كثير منها بزعماء شيعة ذوي نفوذ ولها وجود في الشرطة وقوات الامن العراقية.

وقال خليل زاد للصحفيين ان "مزيدا من العراقيين يموتون من جراء عنف الميليشيات أكثر ممن يموتون على أيدي الارهابيين ... يتعين أن تكون الميليشيات تحت السيطرة."

وأثار تدمير مزار شيعي قبل شهر موجة من الهجمات الانتقامية التي زادت احتمالات أن تدفع ميليشيات شيعية موالية للحكومة العراق الى حرب أهلية شاملة بعد نحو ثلاث سنوات من الحملة التي تقوم بها أقلية العرب السنة ضد السلطات التي تدعمها الولايات المتحدة.

وزادت الازمة الضغط من أجل تشكيل حكومة يمكن أن تحول دون حرب طائفية واسعة ولكن الزعماء العراقيين فشلوا حتى الان في الخروج من الطريق المسدود.

وقال خليل زاد ان الحكومة ستواجه مهمة صعبة في احتواء تمرد العرب السنة بينما تتعامل مع الميليشيات التي انتشرت منذ سقوط صدام حسين عام 2003.

وانخرطت الميليشيات الشيعية في وحدات الشرطة وقوات الامن العراقية ولا تريد التخلي عن أسلحتها في ظل تصاعد حدة العنف الطائفي.

وأضاف خليل زاد وهو يشير الى عدم وجود أي دلائل تؤكد تراجع حدة التمرد السني "يتعين التعامل مع كلتا القضيتين وسيكون هذا تحديا أمام الحكومة الجديدة."

وجدد خليل زاد اتهاماته التي وجهها يوم الجمعة بأن ايران تدرب وتمول عنف الشيعة بالعراق. ويقول بعض المحللين ان طهران تستخدم العراق للتخفيف من الضغط الامريكي على ايران فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

وقالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية يوم الجمعة ان الولايات المتحدة -وسيمثلها خليل زاد على الارجح- سوف تجري محادثات مع ايران بشأن اتهامات واشنطن بوجود دور للايرانيين في تقويض استقرار العراق في اول قبول علني لعرض ايراني للقاء.

وفي طهران قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد انه يؤيد اجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن العراق ولكنه أبدى شكوكا بشأن الدوافع الامريكية.

وتأمل واشنطن في أن يتوصل السياسيون السنة والشيعة والاكراد لاتفاق بشأن حكومة وحدة وطنية يمكن أن تحقق الاستقرار في البلاد مما يسمح للقوات الامريكية بالانسحاب. ولكن الانسحاب يتوقف على اداء القوات العراقية التي تشهد مقتل الاف من زملائهم على أيدي المسلحين السنة.

وقال وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي يزور العراق يوم السبت ان صبر الولايات المتحدة ينفد بشأن العراق حيث يقول البعض ان استمرار الوجود العسكري لن يؤدي الا الى اذكاء التمرد.

وقال السناتور جون ماكين رئيس الوفد انه يشعر بتفاؤل حذر بأن حكومة جديدة ستتشكل "خلال أسابيع". ولكنه استدرك الى القول ان النزاع سيستمر.

واضاف للصحفيين "نقر جميعا بعد أن جئنا للزيارة هنا بأننا نواجه تحديا طويل الامد وصعبا للغاية وأعتقد ان افضل السبل للتعامل معه هو ابلاغ الشعب الامريكي بذلك بالضبط."

وبدأ بعض العرب السنة تشكيل قوات منظمة في مواجهة ميليشيات شيعية مثل منظمة بدر وجيش المهدي الموالي للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر وميليشيات قوية لها علاقات مع زعماء سياسيين شيعة.

وأعرب هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي يوم الجمعة عن اعتقاده بأن الاحزاب ترغب الان في التوصل الى حلول وسط وحث على الاسراع في ذلك.

واجريت الانتخابات البرلمانية في ديسمبر كانون الاول ولكن الخلاف بشأن منصب رئيس الوزراء والعنف الطائفي تسببا في تأجيل تشكيل أول حكومة عراقية ذات ولاية كاملة منذ الاطاحة بصدام حسين.

وقال رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري انه لن يتنحى رغم الضغوط المستمرة للتخلي عن منصبه وأضاف انه واثق من دعم كتلة الائتلاف الشيعي رغم معارضة من جانب أحزاب أخرى.

هذا وكشفت مصادر مطلعة في بغداد لموقع " نهرين نت " ان قوات الاحتلال الاميركي تعد العدة لاقتحام مدينة الصدر وحسب هذه المصادر فان مجموعات من القيادات السنية قدمت تقارير مزورة للاميركيين ، تشير الى ان هناك ترسانة كبير ة من السلاح مازالت موجودة في مدينة الصدر ، وان المشروع السياسي لتامين تفوق سني على الشيعة بغداد ، لايمكن تأمينه مادامت مدينة الصدر تضم سلاحا ..!!

وكانت تقارير غربية خاصة  قد اكدت  تعهد قيادات سنية وبعثية للسفير الاميركي وضباط كبار في الاستخبارات العسكرية الاميركية وضباط في السي آي أي  ، على تامين قوة سنية قادرة على السيطرة على احياء مهمة من بغداد مثل العامرية والغزالية وحي الجهاد  وتحويل بعض الاحياء الى مناطق سنية كاملة  من خلال تهديد العوائل الشيعية بالرحيل عنها مثل الدورة والشعب .

وحسب هذه التقارير الغربية فان هذا الاتفاق هو السبب وراء احجام القوات الاميركية عن تنفيذ مخطط اقتحام العامرية والغزالية وتطويقها وتفتيشها اعد في العام الماضي بالتعاون مع الشرطة والجيش العراقي .

واشارت هذه المصادر المطلعة ، الى  ان اقتحام مدينة الصدر مسالة وقت ، وان الاميركيين اعدوا ثمانين دبابة لاقتحام المدينة ، بالرغم من انهم تاكدوا منذ عام 2004 على خلوها من السلام الثقيل اثر اتفاق بتسليم السلام للقوات

الاميركية . من جانب اخر اكدت عوائل شيعية في منطقة القصر الابيض في اليوسفية وكذلك عوائل شيعية في اطراف المحمودية ، ان القوات الاميركية قامت بتجريد العوائل الشيعية من الفلاحين من سلاحها الشخصي للدفاع عن نفسها ، وذلك اثناء عمليا ت التفتيش التي تقوم بها تلك القوات  في المنطقة ، وان القوات الاميركية تسال هذه العوائل عن مذهبها ، فاذا عرفت بانهم شيعة صادرت سلاحها ، بالرغم من علمها بان هذه العوائل تتعرض يوميا الى عمليات قتل من قبل الارهابيين البعثيين والتكفيريين . وهذه الاجراءات تؤكد مااشارت اليه التقارير الغربية اعلاه التي اكدت وجود اتفاق سني بمن فيهم البعثيين مع قوات الاحتلال على السيطرة على احياء كاملة في بغداد ،  بينما تتكفل القوات الامريكية باقتحام مدينة الصدر وجمع السلاح منها ، لتحويل اكبر منطقة شيعية في بغداد الى منطقة معزولة لايخشى البعثيون والتكفيريون ردود افعال ابنائها ، وللتقليل من قوة هذه المدينة التي تضم قرابة ثلاثة ملايين شيعي كلهم من المحرومين ومن ضحايا صدام .

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 28/اذار/2006 -27/صفر/1427