ردود افعال حول الهجوم الغادر على حسينية المصطفى

نفى مدير العمليات العسكرية في وزارة الدفاع العراقية يوم الإثنين إشتراك قوات من وزارة الدفاع في الهجوم الذي وقع على (حسينية المصطفى) ببغداد مساء الأحد، فيما قالت القوات الأمريكية فى بيان لها إن التخطيط والتنفيذ لهذه العملية تم من قبل قوات العمليات الخاصة العراقية وأن دورها اقتصر على تقديم المشورة .

وقال مدير العمليات اللواء الركن عبد العزيز محمد جاسم في إتصال هاتفي مع ( أًصوات العراق) إن وزارة الدفاع " ليس لديها أي علم بالعملية ، وإذا كانت قد إشتركت فهذا يعني أن الأوامر صدرت مني.. كوني قائد العمليات العسكرية في الوزارة."

وتابع قائلا "..وحيث أنه لا توجد لدي أي معلومات عن قيام وزارة الدفاع بعملية مشتركة أمس مع القوات الأمريكية.. فقد تفاجأت بالحادث."

وبين اللواء جاسم أنه إتصل بالقوات الأمريكية فقالوا له " إن الهدف (من العملية) لم يكن حسينية المصطفى ،بل كان هدفا آخر يبعد ( 400) متر عنها..حيث أرادوا ( القوات المهاجمة) تحرير رهينة مختطفة من قبل مليشيا."

ولم يعرف إسم المليشيا المقصودة ،إلا أن أهالي المنطقة قالوا إن مقرا لحزب ( الدعوة) يقع على مقربة من الحسينية .

وإستدرك اللواء الركن عبد العزيز جاسم قائلا " لحد الآن ليس لدينا تفاصيل دقيقة عن الحادث.. ونحن بإنتظار إكمال التحقيق الذي فتحناه حول هذا الموضوع."

وكانت (حسينية المصطفى) الواقعة في منطقة ( الشعب) شمالي بغداد تعرضت ،مساء أمس (الأحد) ، لهجوم نفذته قوات أمريكية وعراقية بالهمرات والطائرات ، بحسب شهود عيان.

وقال شهود عيان من المنطقة إن العملية بدأت منذ الساعة السادسة والنصف مساء.. وأستمرت حتى التاسعة والنصف من نفس اليوم ،حيث إنسحبت القوات المهاجمة بعدها.

وبين الشهود أنه أثناء تنفيذ العملية كان مصلون يهمون بالصلاة في الحسينية ، كما كان يتواجد في مقر حزب الدعوة ( الحزب الحاكم ) تجمعا للأهالي ،وبينهم نساء وأطفال ،لغرض

إقامة إحتفالية بمناسبة ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

وأشار أهالي المنطقة إلى إختفاء زوجة وطفل خادم الحسينية بعد العملية مباشرة .

من جهتها أصدرت القوات الامريكية بيانا اليوم قالت فيه أنه "تم التخطيط والتنفيذ لهذه العملية من قبل قوات العمليات الخاصة العراقية، وتم تقديم المشورة من قوات العمليات الخاصة الامريكية، وتم التنفيذ في وقت معين لتقليل المخاطر على المارة من العراقيين الابرياء وتقليل الاضرار."

وقال البيان "قام جنود من الكتيبتين الاولى والثانية من لواء قوات العمليات الخاصة العراقية بعملية منسقة شمال شرق بغداد بتاريخ 26 اذار، واعتقلوا متمردين متورطين في نشاطات اختطاف وقتل."

وأضاف "قام افراد من مغاوير(كوماندو) الدفاع وجنود من قوة مكافحة الارهاب بقتل 16 متمردا وجرحوا ثلاثة آخرين خلال عملية بحث من بيت الى بيت عن أحد الاهداف، واعتقلوا ايضا 18 فردا واكتشفوا مخبأ مهما للاسلحة وانقذوا أحد الرهائن العراقيين."

وتابع البيان "تعرضت قوات الامن العراقية من قوات العمليات الخاصة الى اطلاق نار على الفور من عدة مباني قرب منطقة الهدف، وقام الجنود بتأمين محيط المنطقة، مما مكن القوة المهاجمة من التحرك بسرعة لاخلاء وتأمين الهدف وعدة مباني في الاعظمية شمال شرق بغداد."

وقال البيان "تم اختطاف احد الفنيين في صناعة الاسنان في وزارة الصحة بينما كان خارجا من مكان عمله. وفي غضون 12 ساعة قام مختطفوه بضربه وهددوا بتعذيبه. وبعد ان قامت قوات العمليات الخاصة بانقاذه تم اصطحابه الى مكان لم يتم الاعلان عنه حيث تلقى العناية الطبية من اطباء عراقيين. ولم تتوفر معلومات اضافية عن حالته لحد هذا الوقت."

اضاف "لم يقتل اي من افراد القوات العمليات الخاصة او القوات الامريكية خلال العملية. وجرح جندي من قوات العمليات الخاصة في ذراعه ولم تكن اصابته خطيرة ،وتلقى ثلاثة من المتمردين العلاج في مكان الحادث."

ووصف السيد سلام المالكي وزير النقل العراقي اليوم الاحد قصف الطائرات الامريكية لحسينية المصطفى في حي اور ببغداد مساء اليوم بانه "عمل إجرامي"، ملمحا لوجود "مؤامرة ضد التيار الصدري."

وقال السيد المالكي ،وهو من التيار الصدري، في تصريحات لتلفزيون العراقية (القناة الرسمية ) الليلة إن "ما حدث اليوم هو فعل اجرامي بكل معنى الكلمة وهو سلسلة مستمرة من حوادث القتل ضد أبناء شعبنا."

وحمل السفير الامريكي في العراق زلماي خليلزاد "مسؤولية ما حصل" ،في إشارة منه فيما يبدو الى تصريحات السفير لصحيفة (واشنطن بوست) منذ أيام ، والتي إتهم فيها إيران بتدريب وتمويل الميليشيات الشيعية ومنها (جيش المهدي).

وقال السيد المالكي "نحن لدينا معلومات بوجود مؤامرة ضد التيار الصدري ...القوات الامريكية تحاول تأجيج وتصعيد الموقف وهي تحاول خلق أزمة سياسية في العراق."

وأشار وزير النقل المنتهية ولايته الى أن الحسينية كان بها مجموعة من المصلين "ولم يكونوا من التيار الصدري فقط بل من أتباع حزب الدعوة."

وشدد على أن ماحدث لم يكن "مواجهات بل إقتحاما من قبل القوات الامريكية."

وكان مكتب الشهيد الصدر في بغداد قد أعلن مساء اليوم أن الطائرات الامريكية قصفت حسينية المصطفى في منطقة حي اور وقتلت 20 مصليا من العزل إضافة الى إحراق الحسينية، ولكنه قال وقت لاحق إنه تم العثور على 18 جثة لافراد من جيش المهدي في الحسينية متهما أمريكا بمحاولة جر جيش المهدي الى حرب داخل العراق.

بدوره أعلن السيد بهاء الاعرجي عضو مجلس النواب عن قائمة الإئتلاف العراقي الموحد يوم الاثنين عن تعليق الإئتلاف لإجتماعات ومفاوضات الكتل البرلمانية حول الحكومة الجديدة لمدة يومين بسبب الهجوم على حسينية المصطفى في حي اور شمال بغداد.

وقال السيد الاعرجي ،وهو احد اعضاء كتلة التيار الصدري في مجلس النواب العراقي الجديد في تصريحات للصحفيين بقصر المؤتمرات في بغداد اليوم إن "حادثة حي اور تهدف الى خلط الاوراق وترتيب العملية السياسية كما يحلو للاطراف التي تثير هذه الاحداث."

وقال السيد الاعرجي اليوم إن "من قام بهذه العملية وحدة عراقية مكونة من ثلاثة ألوية غير تابعة للجيش العراقي بل تابعة للقوات الامريكية وتتكون من اكراد."

وابدى السيد الاعرجي استغرابه من عدم اصدار السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني اي استنكار للحادث ، قائلا "استغرب من عدم اتخاذ السيد رئيس الجمهورية لاي موقف جراء ما حدث."

وقال إن الزعيم الشيعي الشاب "السيد مقتدى الصدر دعا الى ضبط النفس"،ولكنه إستدرك قائلا إن "موقفنا هذا لايعني ضعفا."

من جهته قال حازم الاعرجي "نحث على الهدوء ونحن في انتظار رد الحكومة."

وقالت الشرطة العراقية وسكان ان الهجوم في منطقة الشعب بشرق بغداد اثار اشتباكات عنيفة مع مقاتلي ميليشيا جيش المهدي الموالية للصدر الذي قاد انتفاضتين ضد قوات الاحتلال الامريكي ولكنه انضم بعد ذلك الى الحياة السياسية.

ونفى الجيش الامريكي دخول او الحاق اضرار باي مسجد وقال ان جنود القوات الامريكية الخاصة كانوا موجودين فقط كمستشارين.

واتهم الاعرجي القوات الامريكية بقتل اكثر من 20 من المصلين العزل في مسجد المصطفى . ويتبع مرتادو المسجد الصدر ولكن الاعرجي نفى انهم من مسلحي جيش المهدي.

وقال "لا نريد ان يتم جرنا الى حرب ثالثة."

وإستنكرت وزارة حقوق الانسان العراقية اليوم الإثنين، القتل المتعمد من قبل قوات التحالف وبعض الاجهزة الامنية العراقية في منطقة حي اور ببغداد امس وطالبت بإجراء تحقيق في القضية.

وقال بيان للوزارة صدر اليوم"إن وزارة حقوق الانسان تدين ما تعرض له أبناء شعبنا في مدينة الشعب وبالتحديد في حسينية المصطفى، وهو دليل على انتهاك صارخ لحقوق الانسان عندما تعرض مجموعة من المصلين الى القتل المتعمد من قبل قوات التحالف وبعض الاجهزة الامنيةالعراقية."

اضاف البيان" نناشد حكومتنا الوطنية بالتحقيق الشفاف والعادل واتخاذ الاجراءات القانونية لكل من تسول له نفسه العبث بحقوق المواطنين انسجاماً مع المبادئ التي نتمسك بها والمتمثلة بحكم وسيادة القانون والتخلص من موروث الحكم البائد وأساليبه القمعية."

وتابع البيان "شكلت الوزارة لجنة لتقصي الحقائق حول هذا الحادث المؤلم، وتعتبر الوزارة ان كل من يحمل السلاح لاهداف القتل والثأر والانتقام فإنما يصادر سلطة الدولة ويسيء الى سلطتها التنفيذية."

واضاف البيان "أن الفترة الماضية شهدت مزيداً من التعقيدات وفي مقدمتها انتهاك حقوق الانسان من قبل اطراف ارهابية مقيتة وبعض الاطراف من قوى الامن الداخلي والقوات المتعددة الجنسيات في مناطق كثيرة من بلدنا الحبيب، وقد صاحب هذه الممارسات محاولات لاحياء سياسة التعسف والاضطهاد التي نمت معها مشاكل وصعوبات اكثر تعقيداً". موضحا أن "هذه الثقافة انطوت، وإنطوى معها عهد التعسف والاحتجاز القسري واشاعة روح الخوف والمهانة."

من جهته أعلن حسين الطحان محافظ مدينة بغداد ان مجلس المحافظة قرر واعتبارا من يوم الاثنين ايقاف كل اشكال التعاون مع القوات الامريكية المتواجدة في العاصمة العراقية ومحيطها.

وقال الطحان في مؤتمر صحفي في بغداد ان مجلس محافظة بغداد قرر في اجتماع عقده يوم الاثنين درس تفاصيل العملية التي قامت بها القوات الامريكية ضد احد المساجد في حي بمدينة بغداد "قطع العلاقة ووقف كل اشكال التعامل السياسي والخدمي مع الجانب الامريكي بسبب الاعتداء الذي تعرض اليه الابرياء المصلون في حي اور ليلة امس (الاحد)."

واضاف الطحان ان مجلس محافظة بغداد قرر ان تكون الاجراءات القادمة مع القوات الامريكية "اشد صرامة وقوة من اجل ان نحفظ كرامة المواطن وعدم السماح للخروقات القانونية من اي جهة كانت."

وقال الطحان ان قرار المقاطعة سيبقى الى "حين تشكيل لجنة قانونية مؤلفة من السفارة (الامريكية) ووزارة الدفاع لدراسة هذا الخرق القانوني من قبل قوات التحالف ومن قبل وزارة الدفاع لانها كانت مشاركة بالاعتداء الاثم."

واضاف الطحان ان قرار المقاطعة خاص بالحكومة المحلية لمدينة بغداد والمتمثل بمجلس محافظة المدينة وهو "لا ينسحب على الحكومة المركزية."

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 28/اذار/2006 -27/صفر/1427