الإرهاب بين التجريف البشري وقطع رؤوس الابرياء

طالب الوحيلي _ السويد

الهم العراقي الكبير اليوم لا يخرج عن موضوعة الارهاب والبحوث الجارية لمعالجته ميدانيا او نظريا، وهو محور احاديث كل القوى المخلصة للشعب العراقي او الساعية لتخليصه من طغيان قوى الارهاب التي استثمرت اللغة الطائفية المقيتة في تطوير حربها الدموية والعقائدية بعد ارتكابها ابشع جريمة ضد مذهب أهل البيت (ع) حينما قامت بهدم مرقد الامامين العسكريين (ع) في سامراء.

 مما اباح لها ذلك الايغال في جرائمها التي تمحورت بين كثافة التفجيرات والمفخخات في مناطق الكثافة الشيعية وبين التحرش العلني بالمساجد والحسينيات وبزوار الامام الحسين (ع) وعلى طول طرق ومسالك المشاة الى كربلاء المقدسة من ذلك قتل اكثر من 18 زائرا في تقاطع عدن وفي الاعظمية،التي شهدت مقتل عدد من زوار الامامين الكاظميين والتمثيل بجثثهم ببشاعة لاتوصف، وفي أماكن أخرى.

 ناهيك عن طبيعة الحوادث التي تجري في مناطق مختلفة هذه الايام وتصنف في خانة التجريف البشري، بهدف تكوين تجمعات سكانية طائفية يمكن ان تزيد من كثافة الحقد بين ابنائها ،وتكون قواعد انطلاق الفتنة واشعال نيران الحرب الاهلية التي لا تبقي ولا تذر، ويصعب ايقافها ما دامت تلك المناطق في اسر من يتحكم بمصائر سكانها تحت غطاء طائفي تكفيري، سوف يكون الخاسر فيه ابناء السنة قبل غيرهم، لان تجارب الطالبان وما وقع في مدن محافظة الانبار ما زال ماثلا ولا يمكن ان يغادر عقول العراقيين الاحرار بل وسوف ينعكس ذلك على قدسية الدين وحرمات الامة الاسلامية..

في سؤال لمراسل العراقية للسيد عبد العزيز الحكيم زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق: لماذا لم تتخذ الحكومة الى الان اجراءات حازمة ضد عمليات التهجير القسري الذي تقوم به الجماعات الارهابية في الكثير من المناطق التي نزح منها سكانها.

 وقد كان جواب سماحته: تعلمون ان الارهابيين قد اعلنوا حرب ابادة على اتباع أهل البيت (ع) وهذه الحرب قد أخذت اشكالا مختلفة اما عن طريق التفجير او التهجير.. والخ، فان على الحكومة ان تتخذ اجراءات حقيقية لمنع هذه الممارسات الاجرامية وكذلك على القوى السياسية ان تساهم في ايقاف هذه الجرائم التي تستهدف اتباع أهل البيت (ع) في العراق..) وذلك اعلان صريح من قبل الصداميين والتكفيريين عن معاداة الشعب العراقي منذ السابق وحتى تشكيل الحكومة اوحتى بعد تشكيلها كون هؤلاء يسيرون على نهج مخطط مسبقا من قبل النظام البائد الذي أيقن بمصيره المحتوم فكان لابد له من احراق وتخريب الحياة انتقاما من الشعب الذي لفظه.

 لذا فان هناك علاقة طردية بين مسار محاكمة الطاغية باتجاه الحسم والحكم عليه بالاعدام ان شاء الله، وبين التصعيد المستمر للجرائم الارهابية، والظهور الاعلامي الفاضح له الذي تبنته معظم القنوات الفضائية، واخطرها قناة الجزيرة سيئة الصيت التي اجرت مؤخرا  لقاء مباشرا مع المجرم ابراهيم الشمري بصفته ناطقا اعلاميا لاحد جيوش الارهاب الذين اعلنوا استهدافهم لابناء شعبنا بصفتهم (صفويين) وراح يتبجح بكل صلف عن انتصاراتهم الدموية ،وهم بلا ادنى شك احد جحافل امن ومخابرات وحرس النظام الصدامي ، الامر الذي لا يصعب مقاربته على تلك العلاقة بين الارهاب ووجود الطاغية صدام حيا معافى ،يحظى بكل احترام وتقدير في معتقله الفره ذو السبع نجوم!!، مما ينبغي قبره الى الابد لكي ينتهي رأس الشر والحقد.

ما لفت اليه السيد الحكيم في حديثه للعراقية لمعالجة الارهاب يجري في عدة محاور منها دعوة جميع دول العالم بلا استثناء ،وبالخصوص دول الجوار الى التعاون مع الحكومة العراقية لمعالجة الملف الامني، وفهم ما يجري على الساحة العراقية من جرائم ارهابية بعد ان افتقرت بعض الدول الى وضوح الرؤية اذ جعلت من الارهاب (مقاومة)! كما ان أي موقف للدول في مساعدة العراق تكون له انعكاسات ايجابية ومفيدة على الوضع العراقي من ذلك مواقف الجامعة العربية وبعض الدول المجاورة.

ومن الامور المهمة تطوير عمل القوات الامنية،ومد نشاطها الفعال الى المناطق البعيدة نسبيا عن بغداد والسعي الدؤوب لبناء قوات أمنية متكاملة وتملك المعدات التي تضيف الشيء الكثير للاجهزة الامنية مع ان هناك بعض الملاحظات على واقع تلك الاجهزة التي لابد من الاشادة بتطويرها المستمر وقدرتها على فرض القانون في اماكن تدخلها...

تفجير مرقد الامامين العسكريين كان بمثابة انفجار بركان الحقد الارهابي بكل مسمياته وبدل من الاقتصاص من الجناة ومن يقف بصفهم في الداخل والخارج تحول الى عقاب لاتباع أهل البيت (ع) انفسهم وهدمت بيوتهم امام اعينهم وفوق رؤوسهم وليس لهم سوى النزوح للبحث عن ملاذات آمنة، وامتد الحقد ليقتل كل خير في ارض وادي الرافدين ،فما بالك بذبح واحتزاز رأس المدرس نافع الفهداوي في أحد صفوف مدرسته،في مدينة الرمادي، وامام تلاميذه وابقائهم وجها لوجه مع جثة بلا رأس؟!! واي حياة سوف يحيونها ومن المسؤول عن ذلك القتل يا دعاة (المقاومة) وعرابوها الا تخشون ان يقع بكم ما وقع بالمدرس نافع وماذا ينفعكم حقدكم؟!.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 28/اذار/2006 -27/صفر/1427