* ثمة أساليب دنيئة كان
يستخدمها النظام السابق كي يلوث الشرفاء من العراقيين ويقودهم الى جادة
الانحراف.
* أحد المواطنين يقول: شهادتي
الجامعية بللتها وشربتُ ماءها منذ زمن بعيد.
* الانفتاح الاعلامي الكبير في
العراق الجديد دليل عافي في هذا المجال الحيوي بعد ان كان حكرا على
اجهزة النظام السابق.
* العراق يتقدم الى أمام لكن
تساؤلاتنا تنصب على عدم الانتباه الجيد لشريحة الشباب العراقي عموما.
يعرف القاصي والداني داخل العراق وخارجه، مدى الحيف وحجم الظلم الذي
وقع على العراقيين إبان السلطة الدكتاتورية الصدامية الزائلة التي
تحكمت برقاب الناس وسيطرت على مصائرهم، ويعرف الجميع أيضا نوعية
الأساليب الدنيئة التي كان يستخدمها النظام السابق كي يلوث ضمائر وأيدي
الشرفاء من العراقيين ويقودهم الى جادة الانحراف والانزلاق عن جادة
الوطنية الحقة والانسانية التي تدعوا الى الرحمة والتآلف والتعاون بين
الجميع.
والآن وقد مرت ثلاث سنوات على الاطاحة بالطاغية والتخلص من النظام
السياسي الشمولي كليا وتحرر العراقيين من الظلم والطغيان الذي مورس
ضدهم، الآن وبرغم الهجمة الشرسة التي تخوضها الجهات المعادية للعراق
لكي تحرف مسيرته الديمقراطية عن مسارها الصحيح، الآن وبعد كل هذه
المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أفرزتها مرحلة مابعد
سقوط الطاغية تفتح شبكة النبأ ملفا خاصا برؤية وآراء العراقيين
المنسوبين لشرائح مختلفة حول هذه المعطيات لتعرضها على الملأ، هذه
الآراء التي تركزت على رؤية الناس للحاضر والمستقبل بعد خلع الطاغية،
وطبيعة المقارنة بين الماضي والحاضر وآفاق المسقبل في العراق على الصعد
السياسية والثقافية والاقتصادية ومجالات الحياة كافة، وقد كانت لنا هذه
اللقاءات مع عدد من العراقيين الموزعين على مستويات متباينة من الوعي
السياسي وغيره لكي نتعرف على آرائهم بعد هذه السنوات الثلات بإفرازات
مرحلة مابعد الطغيان والظلم السياسي الفادح في حكم الطاغية صدام.
إلتقينا السيد غالب الجابري حيث قال لشبكة النبأ وهو كاسب بسيط من
حيث العمل لكنه يحمل شهادة جامعية قال عنها في معرض حديثه ساخرا( انني
منذ زمن بعيد بللتها وشربتُ ماءها) في إشارة الى عدم الاستفادة منها في
رزقه العائلي او تطوره العلمي، وقد سألناه عن رؤيته للحاضر واستشرافه
لمستقبل العراق فقال:
(هناك حالة نفسية وسلوكية تلازم الانسان دائما، وهي أشبه بالعادة
الدائمة حيث غالبا ما يقارن الانسان بين وضعه وحياته زمنيا ومكانيا،
فقد عاش العراقيون سنوات قاسية من الظلم وفقدان المساواة وتكافؤ الفرص
في زمن الطاغية صدام،هذا من حيث الزمن أما المكان فغالبا ما نقارن
اوضاعنا مع اوضاع الناس في بلدان أخرى وهذا من حقنا، ولذلك أقول لك ان
حالنا أفضل بكثير من حالنا بوجود صدام، ومع اننا نقر بضعف الجانب
الامني وشيوع ظاهرة الفساد الاداري، اى اننا نسير في الاتجاه الصحيح من
حيث الانتخابات والمسيرة الديمقراطية، لقد خسرنا الكثير في زمن الطاغية
ولم نحصل على جزء بسيط من حقوقنا، فالخريجون من مثالي – بللوا شهاداتهم
وشربوا ماءهات ومنهم من لجأ الى بيع السجائر او العمل في بسطية صغيرة
اوبيع – اللبلبي والباقلاء- وما شابه) وعن آفاق المستقبل قال( هذا منوط
بقيادات المجتمع وخاصة السياسية وعليهم ان يتذكروا ان العراقيين اذكياء
ويتابعون المشهد السياسي بشكل جيد ومثلما سقط صدام سوف يسقط كل سياسي
كذاب او جاء ليعمل من اجل مصالح ضيقة).
أما الاعلامية آمنة علي فكانت رؤيتها مقاربة حيث قالت لشبكة النبأ
ان الخلاص من الطاغية مفتاح المسقبل الجيد للعراقيين وهم في طريقهم الى
ذلك برغم المصاعب الجمة التي يواجهونها خاصة من قبل اعدجاء العراقيين
الذين لا تروق لهم نجاح التجربة الديمقرطية في العراق، وتستشهد
بالانفتاح الاعلامي الكبير في العراق الجديد بعد ان كان حكرا على اجهزة
النظام السابق الاعلامية وصحفه العدودة التي تعمل لصالح افكاره
الشوفينية فقط.
ويعتقد سيد منتصر العوادي وهو أكاديمي من جامعة بابل، بأن الساسة
الجدد لهم الخيار في نقل العراق الى حالة أفضل، وعدم تكرار تجربة
الطاغية في الفساد الاداري او التبعية للأجنبي وما شابه حيث قال للنبأ(
عندما تحرر العراق من الطاغية كنا نطمح برفع الحيف عن المظلومين لكن
هناك تلكؤا واضحا وهناك من يبحث عن مصالحه فقط، وعليهم ان يعوضوا الناس
الذين فقدوا ابناءهم في المقابر الجماعية والاعدامات التي مارسها نظام
الطاغية على المناضلين من ابناء العراق وغير ذلك من الاعمال التي تثبت
انهم يعملون من اجل العراق، اما العراقيون فعليهم استثمار هذه الفرصة
بما لا يعيدهم الى حكم الطغاة وأنجاح التجربة الديمقراطية التي هي الآن
بين ايديهم).
اما السيد احمد هاني وهو من فئة الشباب فيرى ان الوضع العراقي افضل
بكثير الآن ولكن هناك اهمال لفئة الشباب، فليس هناك من انتبه لهم من
الساسة الجدد، حيث البطالة تتزايد بين الشباب ورغم دخول اجهزة
الاتصالات الحديثة التي ملأت العراق كالموبايل والكوبيوتر والانترنيت
الا ان هناك شبه امية بين الشباب العراقي في هذا المجال كما ان هناك
ضعفا في قدرتهم الشرائية، وعلى العموم فان العراق يتقدم الى أمام وهذا
الامر لا احد يناقش فيه ولكن تساؤلاتنا تنصب على عدم الانتباه الجيد
لشريحة الشباب العراقي عموما.
ويعتقد الدكتور عبد الباسط الحفار وهو اكاديمي في احدى جامعات
بغداد، بأن العراق يتطور برغم تعثره في العملية السياسية التي تعد من
أخطر المراحل التي يمر بها البلد، وأشار الى ان ما تحقق جيد بالنشبة
لشرائح معينة من الشعب مثل الموظفين وقد ارتفعت قدرتهم الشرائية بشكل
كبير قياسا الى ما كانوا عليه في زمن الطاغية، ولكن هل هو هذا كل ما
نطمح اليه، نقول كلا هناك الكثير من النواقص التي تتخلل حياة العراقيين
لكن بالتضافر بين الجميع تتحقق اهدافنا شيئا فشيئا، وما مطلوب الآن هو
دعم مؤسسات الدولة الدستورية بصورة تجعلها قوية وقادرة على تحقيق
الامنيات المشروعة لشعب عانى من الظلم والاضطهاد الداخلي والخارجي مدة
عقود عديدة.
وعن آفاق المستقبل قال الدكتور الحفار لشبكة النبأ:
( المهم ان زمن الطريق الاحادي انتهى وما علينا سوى البحث في السبل
التي تجعل من القانون هو سيد الموقف، وان يلتزم السياسيون ببنود
الدستور العراقي الدائم الذي وافق عليه الشعب، وتبقى مهمة القضاء على
الفساد الاداري من اهم المهام الملقاة على عاتق الحكومة العراقية
الجديدة).
هذه هي رحلة شبكة النبأ مع آراء العراقيين حول اوجه التطور
والاختلاف بين ما كان عليه العراقيون وما اصبحوا عليه الآن ورؤيتهم
لآفاق المستقبل السياسي والاقتصادي والثقافي في القادم من الأيام
والأعوام، ويمكن تلخيصها بأن الاعلام المضاد يحاول ان يلغي الطفرة
الكبيرة في حياة العراقيين نحو مستقبل أفضل بكثير عما كان عليه في زمن
النظام السابق الذي كتم أنفاس الناس وكمم أفواههم بشتى الاساليب
والسبل. |