احياء الأربعينية في مختلف المدن العراقية بعض المدن خالية من سكانها نظرا لتوجههم الى كربلاء

كباقي المدن الشيعية في بغداد أحيت مدينة الصدر يوم الثلاثاء ذكرى اربعينية استشهاد الامام الحسين في معركة الطف وسط اجراءات أمنية مشددة.

وكانت المدينة استعدت لاستقبال هذه الذكرى من الناحيتين الأمنية والتقليدية والمتمثلة بصنع الأكلات المشهورة لهذه المناسبة.

فمن الناحية الأمنية طوقت قوات الحرس الوطني التابعة لوزارة الدفاع منافذ المدينة والطرق المؤدية اليها، في حين تولت قوات الشرطة وعناصر مليشيا جيش المهدي (التابعة لمقتدى الصدر) توفير الامن داخل المدينة.

ومن الناحية التقليدية، نصبت القدور الكبيرة في صفوف وعلى قارعات الطرق ووبجوارها الرجال الذين يطبخون التمن والقيمة (الأرز ومرقة - اي طبيخ اللحم بالشعرية والمتبلات) تمهيدا لتوزيعها على العوائل والبيوت كنوع من النذر.

في حين لم تلحظ فى المدينة مواكب العزاء واللطم التي كانت سائدة في ذكرى عاشوراء (استشهاد الحسين في معركة الطف) على الرغم من مظاهر اللطم والضرب في كربلاء.

وقال أحد المشاركين فى احياء ذكرى الاربعينية لـ (أصوات العراق ) "هذه عاداتنا من قديم الزمان، إذ نعد القدور ويتعاون الشباب فيما بينهم من اجل تهيئة الأرز ومستلزمات المرق."

وشوهد بالقرب منه مجموعة من الصبية والشباب تقوم بتنظيف الأرز , واخرى تقوم بطبخ اللحم ، وثالثة بهرس الشعرية وبقية المواد المستخدمة في مرق القيمة.

ومن جهته، تطرق الشيخ عادل الشرع الى ذكرى الاربعينية بقوله "في 20 صفر تم إرجاع السبايا والرؤوس (أي رؤوس الامام ومن كان معه والمقدرة ب 70 رجلا) من بلاد الشام بأمر من الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الى كربلاء ومنها للكوفة (جنوب كربلاء) حيث دفنت هناك."

وأضاف "ذكرى الاربعينية تجسد المبادىء التي طالما نحتاج اليها في هذا الزمان والمكان وهي التضحية في سبيل الله والدين."

وعن مراسيم هذه الذكرى قال الشرع "تتوجه جحافل المسلمين نحو كربلاء لتجدد العهد لهذا الامام والذي ضحى بدمه وبدم ابنائه وابناء عمومته من أجل دين الاسلام."

ناصر الساعدي عضو مجلس النواب كان ضمن المشاركين في هذه الذكرى، قال "هذه الذكرى لاتستطيع الكلمات التعبير عنها ويعجز اللسان عن وصفها."

وأشاد الساعدي بالاجراءات الأمنية المتخذة بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية والتي ساهمت في منع وقوع هجمات مسلحة للان، وقال "الزيارة كانت ناجحة بسبب توفير غطاء للأمن."

وبدت شوارع بغداد شبه خالية من حركة المارة والسيارات اليوم الثلاثاء على الرغم من عدم وجود حظر تجوال أو عطلة رسمية..أما السبب فهو ذكرى أربعينية الامام الحسين، وتوجه اعداد كبيرة من الشيعة العراقيين الى مدينة كربلاء.

وشهدت كربلاء يوم الثلاثاء ختام الذكرى ، كما تم إحياء المناسبة وعلى نطاق أضيق في المناطق ذات الغالبية الشيعية في بغداد.

ولوحظ انتشار مكثف لقوات الامن العراقية التي شوهدت صباح اليوم تقوم بتمشيط بعض الشوارع .

وكانت وزارتا الدفاع والداخلية قد اعلنتا عن خطة أمنية لحماية الزوار الوافدين الى كربلاء من بقية المحافظات حيث من المتوقع ان تستقبل المدينة ستة ملايين زائر كانوا قد بدوأ السير على الاقدام من مختلف المحافظات وخاصة من محافظات الجنوب والوسط ، الى كربلاء.

وبدت شوارع محافظة البصرة الجنوبية خالية يوم الثلاثاء من الناس ومن العجلات وانتشرت قوات من الشرطة العراقية والحرس الوطني في شوارع وتقاطعات المدينة لحفظ الامن وذلك بمناسبة ذكرى اربعينية الامام الحسين.

فقد توجه عشرات الالاف من اهالي البصرة ونواحيها واقضيتها الى مدينة كربلاء لإحياء مراسم تلك المناسبة.أما الذين لم يتمكنوا من السفر الى كربلاء لاسباب متنوعة فقد توجهوا بالالاف سيرا على الاقدام الى جامع الامام علي المعروف بخطوة الامام علي في قضاء الزبير الذي يقع على مسافة نحو 15 كيلومترا غربي مدينة البصرة.

ومن المقرر ان يصلى الزائرون الظهر في خطوة الامام علي ويؤدوا مناسك الزيارة بمناسبة الاربعينية الحسينية.

ورغم خلو شوارع وسط البصرة من الناس تقريبا إنشغل معظم رجالات الامن والشرطة بتوفير الامن والحماية للزائرين.كما كان هناك انتشار كثيف لجيش المهدي التابع للسيد مقتدى الصدر قرب جامع الامام علي في مدخل الزبير لغرض حماية الزائرين حيث يوجد مقر ممثلية السيد الصدر في الزبير داخل الجامع نفسه.

واحتفل الشيعة والشبك في مدينة الموصل يوم الثلاثاء بأربعينية الامام الحسين عليه السلام، وزار نحو 20 ألف شخص منهم مقامات الرضا والعباس وزين العابدين عليهم السلام الموجودة في الموصل.

وقد رفعت الاعلام الخضراء والسوداء فى هذه الاحتفالية كتقليد متبع من قبل شيعة آل البيت.

كما وزع في الاربعينية بعض الطعام المخصص في هذه المناسبة كالهريسة والقيمة. وجرى الاحتفال في جو ساده الهدوء ولم يحدث ما يعكر صفوه.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 23/اذار/2006 -22/صفر/1427