مهجرون من سامراء قسرا يتساءلون عن موعد عودتهم..

موكب أهالي سامراء يحيي مراسيم أربعينية الإمام الحسين(ع)

خاص بشبكة النبأ/ أنمار البصري

* فقد تم تهجيرنا قسرا من ديارنا الكائنة في مدينة سامراء بعد تفجير قبة الامامين العسكريين عليهما السلام من قبل مجاميع إرهابية خيرتنا بين البقاء او الذبح..

* على الرغم من التهجير القسري الذي تعرض له القائمون على موكب أهالي سامراء إلاّ انهم لم يتخلوا عن دورهم في احياء اربعينية الحسين(ع)..

* لم نكن في عهد النظام الدكتاتوري نستطيع ان نمارس شعائرنا الحسينية بحريتنا رغم اننا توارثناها عبر الاجيال أب عن جد..

ضمن التغطية الميدانية التي دأبت عليها شبكة النبأ المعلوماتية لمراسيم الزيارات والطقوس والشعائر الحسينية المقدسة، وضمن نشاطات الشبكة في هذا الاتجاه حيث التغطية الآنية الشاملة والمتواصلة لهذه الشعائر المقدسة طيلة مدة عاشوراء، توجهنا الى موكب كان لحضوره الى كربلاء ولنشاطه الشعائري دور يدفع بالزائرين وغيرهم الى الاستفسار عن هذا الموكب وعن سامراء مدينة الامامين العسكرين عليهما السلام وعن أهلها وعن الظروف التي مروا بها بعد الاعتداء الآثم الذي تعرضت له قبة الضريح المقدس، والواقع اننا قبل الدخول في حوار مباشر مع المسؤول عن هذا الموكب رأينا بأم أعيننا الخدمات الجلية التي يقدمها الموكب والقائمون عليه لزوار الحسين الكرام من طعام وعصائر وماء وشاي وخدمات اخرى كالإستراحة او النوم في داخل الموكب إضافة لإقامة العزاء الحسيني والمشاركة مع المواكب الحسينية الاخرى القادمة من كل ارجاء العراق في احياء ذكرى أربعينية سيد الشهداء الامام الحسين( ع).

وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تعرض لها القائمون على موكب أهالي سامراء جراء التهجير القسري الذي أجبرهم على التوزع في عدد من محافظات العراق بحثا عن سكن آمن مثل بغداد والنجف الاشرف ومحافظة كربلاء المقدسة، على الرغم من ذلك كله إلا انهم لم يتخلوا عن دورهم في احياء اربعينية الامام الحسين(ع) للسنة الثالثة على التوالي بعد سقوط الصنم وزوال الدكتاتورية من العراق الى الأبد.

وقد إلتقت شبكة النبأ بالشيخ علي الغراوي وهو المسؤول عن موكب أهالي سامراء الذي وفد الى كربلاء مع عشرات المواكب الحسينية لإحياء ذكرى اربعينية اشتسهاد أبي الثوار الامام الحسين(ع) وإستفهمنا منه عن كثير من المتعلقات التي تخص حياتهم في سامراء وعن موكبهم ودوره في المشاركة في هذه الزيارة المباركة، وقد سألته شبكة النبأ عن وقت قدوم موكبهم الحالي الى كربلاء المقدسة، فأجابنا قائلا:

(كما سمعهتم او عرفتم، فقد تم تهجيرنا قسرا من ديارنا الكائنة في مدينة سامراء بعد تفجير قبة الامامين العسكريين عليهما السلام من قبل مجاميع إرهابية خيرتنا بين البقاء او الذبح ، ولأننا نعرف من التجارب السابقة عجز المسؤولين عن حمايتنا فقد غادرنا بيوتنا فعلا حفاظا على ارواح اطفالنا وعوائلنا، وقد توزعت العوائل المهجرة على مدن عديدة منها بغداد والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة، وانتم تعرفون ظروف العوائل التي تهجر من بيوتها بالقوة، ومع ذلك لم نستطع التخلي عن إداء مراسيم زيارة أربعينية سيدنا ومولانا الامام الحسين(ع) فقد وصل موكبنا الى كربلاء المقدسة قبل خمسة أيام ونصبنا الموكب هنا قرب المكتبة الوطنية وباشرنا فورا بتقديم الخدمة المطلوبة لزوار أبي عبدالله الكرام، خاصة وجبات الطعام التي تتضمن وجبة الفطور الصباحي أيضا، وكلنا أمل بشفاعة أمامنا وحبيبنا الحسين(ع) عند الله سبحانه وتعالى بأن يرجمنا برحمته الواسعة ويغفر لنا ذنوبنا وهفواتنا التي لايرحمنا عنها سواه، ويعيدنا الى ديارنا بعد ان يعيد الأمن والسلام في ربوع عراقنا الحبيب.)

وعن رأيه بإداء مراسيم زيارة الاربعين المباركة بين الحاضر والماضي، أجاب الشيخ قائلا:

( الفرق كبير وواضح للجميع، لم نكن في السابق في عهد النظام الدكتاتوري نستطيع ان نمارس شعائرنا الحسينية بحريتنا رغم اننا توارثناها عبر الاجيال أب عن جد، فقد كنا نقيمها سرا وكانت شعائر بسيطة بسبب الخوف من تعرض وكلاء النظام السابق لنا ولعوائلنا وحتى أطفالنا، ولذلك نلاحظ هذا الفرق الكبير اليوم ونحن نؤدي هذه الشعائر بحرية تامة،ما عدا مآرب الارهبيين التكفيريين الذين يستهدفون زوار أهل البيت وغيرهم من الابرياء لا لشيء إلا لأنهم يؤدون تقاليد طقوسية تناقلوها عبر الزمن الطويل، فالحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة خدمةأهل البيت (ع) وسهل لنا زيارتهم والمشاركة باحياء ذكرهم بلا خوف او رقابة من جهة حكومية او غيرها.)وعن اوضاعهم بعد التهجير قال الشيخ:

( هذا الموضوع لا يحتاج لشرح، الكل يعرف ماذا سيحدث للعوائل والاطفال عندما يجبرون على مغادرة مدنهم واحيائهم وبيوتهم، (عظم بني آدم ثقيل كما يقال ) واذا ضيَّفك اخوك او قريبك او صديقك مدة، فانك ستكون عبئا عليه في الايام القادمة، اما المسؤولون والحكومة فهم يعرفون دورهم نحونا والله سبحانه وتعالى هو المعين).

وحدثنا السيد أبو علي (عبد الله) عن معاناتهم الحالية بسبب التهجير القسري، وعن صعوبة الحصول على سكن بديل وشكر كل من مد لهم يد العون من ابناء الحلال وعدد من المواطنين ورجال الدين واكد انهم أصروا على المشاركة في زيارة اربعينية الامام الحسين(ع) تحت أي ظرف كان مؤكدا على الفرق الكبير بل لا يوصف بين زمن الطاغية والزمن الحاضر في اداء الشعائر الحسينية وقال:

(هناك الكثير من طلاب المتوسطة والاعدادية سيقوا الى مديريات الامن لمجرد انهم مشوا على أقدامهم الى المراقد المقدسة، او شاركوا في احياء عزاء حسيني وحتى الرجال المسنين لم يسلموا من ظلم الطاغية، ان الفرق كبير جدا والحمد والشكر لله الذي يسر لنا زيارة أبي عبد الله الحسين (ع) وجميع ائمتنا الاطهار في جميع الزيارات والمناسبات الدينية بلا مضايقات).

وعن دورهم في المساعدة على حفظ الامن وحماية الزوار في كربلاء المقدسة قال:

(ان رجال الشرطة والحرس الوطني قاموا بواجبهم بأفضل ما يمكن أما نحن فكنا نتابع كل امر قد يشكل خطورة على الزوار وفعلا شاهدنا قرب موكبنا كيس كبير أثار شكوكنا فأخبرنا الشرطة الذين جاءوا وقاموا بالواجب حيث تبين خلو هذا الكيس من المتفجرات وغيرها مما يض ر الزوار الكرام والحمد لله القادر القدير الذي انعم علينا بهذه الزيارة المباركة وغيرها من الزيارات ان شاؤ الله).

هكذا كانت رحلتنا مع موكب أهالي سامراء ومع المواكب الحسينية التي أدت مراسيم احياء ذكرى اربعينية الامام الحسين (ع) على مدى الأيام التي مضت داعين الله العلي القدير ان يمن علينا جميعا بالامن والسلام وممارسة شعائرنا الحسينية بحرية تامة ان شاء الله.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 23/اذار/2006 -22/صفر/1427