رغم المخاطر الامنية عشرات الآلاف من شيعة بغداد يتوجهون إلى كربلاء لإحياء الأربعينية

شدد خطباء وأئمة (صلاة الجمعة) في مدينة الصدر ببغداد على التلاحم بين أبناء الشعب الواحد،سنة وشيعة،وعدم الإنجرار وراء من يحاولون زرع الفتنة الطائفية بين صفوف المسلمين.فيما بدأ عشرات الآلاف من سكان المدينة ذات الغالبية الشيعية في التوجه إلى (كربلاء) لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين يوم ( الإثنين) المقبل.

وفي العاصمة بغداد شددت قوات مشتركة من وزارتي الدفاع والداخلية إجراءاتها الأمنية لحماية قوافل الزوار،الذين يسيرون على الأقدام في مجاميع كبيرة العدد باتجاه كربلاء (90 كم جنوب بغداد)،ووضعت نقاط تفتيش على مدى الطريق الذي يربط المدينتين،فضلا عن دوريات عسكرية تجوب الشارع الرئيسي تحسبا لحدوث طارئ.

ويقول أحد ضباط الحرس الوطني، رفض الكشف عن إسمه، لـ ( أصوات العراق) " نحن في حالة إستنفار قصوى، ونقوم برصد الحركات المشبوهة لبعض من يحاولون التسلل إلى قوافل الزوار.. فقد يكون أحدهم يحمل حزاما ناسفا أو ما شابه."

وتشهد (مدينة الصدر)،ذات الغالبية الشيعية.. والواقعة شمال شرقي بغداد،عددا كبيرا من هذه القوافل بسبب كثرة سكانها من الشيعة.

ويحمل الزائرون رايات سوداء وخضراء، وحملوا أيضا أمتعتهم التي يحتاجون إليها خلال الزيارة، وبينهم عائلات بأكملها بما تضم من نساء وشيوخ وأطفال.

تقول الحاجة زكية (51 عاما)،التي سارت ضمن القوافل ومعها ولديها مهند وماهر.. وهم من أهالي مدينة الصدر،لـ ( أصوات العراق) " أذهب لزيارة الإمام الحسين بين الحين والأخر.. ولن أنقطع عن زيارته مهما كانت مخاطر الطريق."

ويقول السيد علي باهض،(48 عاما) من أهالي بغداد الجديدة.. وأتى ضمن قوافل الزيارة ومعه عدد من أفراد عائلته وجيرانه،لـ ( أصوات العراق) إنه يقوم بهذه الزيارة كل عام "وفاء للإمام الحسين وآل بيته."

وتستمر قوافل زوار الأربعينية في السير إلى ( كربلاء) حتى حلول موعدها يوم الإثنين المقبل، بعدها يعود الزائرون إلى مناطقهم بواسطة وسائل النقل.. أو سيرا على الأقدام كما جاءوا.

ومن المشاهد المألوفة في إحياء ذكرى الأربعينية، قيام بعض الزوار من الشيعة بإعداد الطعام والشراب على جنبات الطريق المؤدية إلى ( كربلاء)، وتقديمه إلى بقية الزوار.. على الرغم من التحذيرات المتكررة لوزارة الصحة بعدم تناول تلك الأطعمة والأشربة، خوفا من إحتمال أن يضع بعض ضعاف النفوس داخلها مواد سامة.

وتسير مع القوافل ودوريات الأمن سيارات إسعاف ومطافئ تحسبا لحدوث إنفجارات أو حالات إغماء،ومع كل سيارة إسعاف فريق طبي لإجراء الإسعافات الأولية اللازمة.

السيد عيسى سلمان،( 43 عاما).. سائق إسعاف، قال أن تلك الإجراءات " شملت مدنا عديدة من بغداد، وتأتي ضمن خطة أعدتها وزارة الصحة للحفاظ على أرواح الزائرين."

ويتابع "حتى هذه اللحظة لم تحدث إنفجارات أو تسجل حالات إغماء أو تعرض الزائرين إلى مهاجمة أو ماشابه."

من جانبهم،شدد خطباء وأئمة (صلاة الجمعة) اليوم في مدينة الصدر على " التلاحم بين أبناء الشعب الواحد،سنة وشيعة،وعلى الوحدة الوطنية.. وعدم الإنجرار وراء من يحاولون زرع الفتنة الطائفية بين صفوف المسلمين."

ودعا إمام جامع ( الأبرار) للسنة في المدينة إلى " تحريم سفك دماء المسلمين،وتكفير كل من يقوم بأعمال القتل والترويع."

فيما دعا بعض أئمة المساجد الشيعية في مدينة الصدر زوار الأربيعينة إلى " توخي الحيطة

والحذر" ممن أطلقوا عليهم " المجرميين والتكفيريين الذين يحاولون قتل أكبر عدد من الزوار."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 19/اذار/2006 -18/صفر/1427