ثورة شبابية جديدة في فرنسا تنطلق من الجامعات

خرج عشرات الالوف من طلاب الجامعات والمدارس الفرنسيين في مسيرة يوم الخميس مطالبين الحكومة بالغاء قانون عمل مثير للجدل يؤثر على الشبان وأضر كثيرا بشعبية دومينيك دو فيلبان رئيس الوزراء.

واكتسبت الاحتجاجات المزيد من القوة منذ المظاهرات الضخمة التي نظمت يوم السابع من مارس اذار في بادرة على اشتداد المعارضة للقانون عززت مخاوف الحكومة من أن يستغل مثيرو الشغب المظاهرات للتحريض على اشتباكات مع الشرطة.

وقال منظمو المظاهرة ان 64 من بين 74 جامعة تعطلت بشكل أو باخر وان ثلاث من كل اربع مدارس ثانوية في باريس تأثرت. ويقول مسؤولون عن التعليم ان الارقام أقل من ذلك.

وقال بدرو اموريم (17 عاما) وهو تلميذ بمدرسة ثانوية شارك في المظاهرة الرئيسية في باريس "نحن بالتأكيد ضده. انه سيمكن الرؤساء من طرد العاملين دون سبب."

وسار بضع مئات من التلاميذ بعضهم كتب على وجهه كلمة (مناهض) وبعدها الاحرف الاولى للقانون الذي يطلق عليه قانون (عقد العمل الاول) وهم يدقون الطبول ويرددون الهتافات.

وفي مدينة رين الغربية احتل مئة طالب لفترة وجيزة ساحة مجلس المدينة وفي مدينة مارسيليا الجنوبية تظاهر ما بين سبعة الاف و15 ألف طالب. واحتشد ألوف غيرهم للاحتجاج في بوردو في جنوب غرب البلاد.

وقد وقعت مواجهات عنيفة مساء الخميس في باريس بالقرب من جامعة السوربون التي كانت رمز الانتفاضة الطلابية في ايار/مايو 1968 بعد تظاهرة ضمت ما بين 33 و120 الف طالب للاحتجاج على قانون عمل جديد يتعلق بالشبان.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان مئات من المتظاهرين رشقوا رجال الشرطة بالقنابل الدخانية والزجاجات الحارقة فما كان من رجال الشرطة الى ان ردوا باطلاق القنابل المسيلة للدموع.

وادت المواجهات الى اشتعال النار في مكتبة تقع عند زاوية ساحة وبولفار سان ميشال.

كما الحقت اضرار بعشرة سيارات كانت متوقفة في الشوارع المحيطة بالساحة واشتعلت النيران في واحدة كانت متوقفة في شارع فوجيرار. وردد المتظاهرون "فلتسقط الدولة ورجال الشرطة وارباب العمل".

وتمكن رجال الشرطة من صد المتظاهرين ودفعهم الى خارج بولفار سان ميشال الذي يقع في "الحي اللاتيني" بقلب باريس.

واستعمل رجال الشرطة خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لصد الطلاب الذين رشقوهم بكل ما استطاعوا انتزاعه من الطرقات.

وعمد بعض المتظاهرين الذين كانوا ملثمين الى التعدي على المقاهي القريبة من السوربون.

وقدرت النقابة الطلابية عدد المتظاهرين ب120 الفا في حين قدرت الشرطة عددهم بثلاثين الفا.

ومن ناحيتها ذكرت وزارة الداخلية ان عدد المتظاهرين في جميع المدن الفرنسية وصل الى 257500 متظاهر في حين قدر المنظمون عددهم بنصف مليون.

واعتقل حوالى 200 شخص في جميع المدن الفرنسية ثلاثة ارباعهم في باريس.

واصيب 18 شرطيا بجروح طفيفة حسب حصيلة نشرتها ادارة الشرطة الوطنية عند الساعة 19,30 تغ.

وفي السوربون التي كانت مركزا لاحتجاجات طلابية هزت فرنسا في عام 1968 قذف عدة الاف من الطلبة الشرطة بالحجارة والزجاجات وحطموا واجهة احد المصارف قبل ان ترد الشرطة عليهم.

وتفرق الطلبة بينما كانت سحب الغاز المسيل للدموع ترتفع من العبوات الملقاة في الميدان لكن كثيرا منهم وخاصة المقنعين أو الملثمين عادوا الى التجمع لاستئناف هجومهم على الشرطة التي تحمي المبنى الرئيسي لاقدم جامعات باريس.

وهتف الطلبة في احد الاوقات "سي ار اس.. اس اس" اي قارنوا بين شرطة مكافحة الشغب والحرس النازي.

وفي وقت سابق يوم الخميس سارت حشود كبيرة من طلبة الجامعات والمدارس الثانوية بسلام عبر باريس وتوقفوا عند حي راق حيث اشتبكت اقلية عنيفة مع الشرطة.

وقدر زعماء الطلبة الحشد بنحو 120 الفا لكن الشرطة قالت ان ربع هذا العدد فقط خرج الى الشوارع.

واشتعلت النار في احد الاكشاك والقى بعض الطلبة بالحجارة على الشرطة في نهاية المظاهرة التي اشترك فيها الالاف من طلبة الجامعات والمدارس الثانوية في باريس.

واكتسبت الاحتجاجات عبر فرنسا المزيد من القوة منذ المظاهرات الضخمة التي نظمت يوم السابع من مارس اذار في بادرة على اشتداد المعارضة للقانون الذي يقول منتقدون انه يقلل الحماية الوظيفية للشباب.

وقال منظمو المظاهرة ان اكثر من 300 الف ساروا في انحاء فرنسا وأن 64 من بين 84 جامعة تعطلت بشكل أو باخر. ويقول مسؤولون عن التعليم ان الارقام أقل من ذلك.

ويمكن للمظاهرات ان تضر بامال دو فيلبان المحافظ لخوض انتخابات الرئاسة في عام 2007. ويقول ان القانون سوف يساعد في خفض البطالة بين الشبان في الاحياء الفقيرة التي يصل معدلها الان الى 22.8 في المئة أي اكثر من ضعف المعدل الوطني في فرنسا.

ويمكن لمظاهرات الشوارع في فرنسا ان ترفع او تسقط الحكومات. وقوضت المظاهرات في عام 1995 بشدة برئيس الوزراء المحافظ وقتها الان جوبيه الذي خسر في انتخابات مفاجأة بعد عامين من ذلك.

واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بعد ان احتل 100 طالب لفترة وجيزة في مدينة رين الغربية ساحة مجلس المدينة اليوم الخميس. وفي مدينة مارسيليا على البحر المتوسط وبوردو في جنوب غرب البلاد تظاهر الاف الطلبة.

واغلقت المتاجر القريبة وجامعة سيانس بو الرفيعة المستوى كاجراء احتياطي عندما اظهر المتظاهرون دلائل التشدد في مواقفهم.

واظهرت استطلاعات الرأي ان شعبية دو فيلبان تدهورت خلال اكبر اختبار يواجهه في فترة الشهور العشرة التي قضاها في منصبه.

وكتب على لافتة في باريس "شيراك..فليبان..ساركوزي حان وقت محاكمتكم." في اشارة الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس وزرائه ووزير داخليته نيكولا ساركوزي.

وقال بدرو اموران (17 عاما) وهو تلميذ بمدرسة ثانوية شارك في المظاهرة الرئيسية في باريس "نحن بالتأكيد ضده (القانون). انه سيمكن رؤساء العمل من طرد العاملين دون سبب."

وسار بضع مئات من التلاميذ بعضهم كتب على وجهه كلمة (مناهض) وبعدها الاحرف الاولى للقانون الذي يطلق عليه قانون (عقد العمل الاول) وهم يدقون الطبول ويرددون الهتافات.

ورفض الطلاب والزعماء النقابيون عرضا باجراء محادثات مع فيلبان الذي قام بتمرير القانون في البرلمان. ويقولون ان المعارضة ستتصاعد حتى يتراجع رئيس الوزراء.

قال فيلبان "انني مستعد للحوار في اطار القانون ولتحسين عقد العمل الاول". لكنه تعهد بان يظل متمسكا بقوة بالقانون. وقال في حديث مع مجلة باري ماتش "سوف اؤيده للنهاية لانني مؤمن بهذا الاجراء."

ومع عدم ظهور نهاية للازمة في فترة قريبة عرض وزراء اعادة النظر في القانون على مدى ستة اشهر في محاولة لنزع فتيل التوتر.

وقال وزير المالية ثيري بريتون في اذاعة ار ام سي "قد لا يكون هذا هو الحل الافضل وربما يمكننا تحسينه لكننا على الاقل نتحرك الى الامام."

وحذر ساركوزي الذي انتهج موقفا متشددا اثناء اعمال شغب في الضواحي والاحياء الفقيرة العام الماضي عندما التقى مع مسؤولي الشرطة وزعماء الطلبة في وقت سابق من الاسبوع من يسيطر مثيرو الشغب على المظاهرات.

ومعدل البطالة في فرنسا هو من اعلى المعدلات الاوروبية ووصل الى 9.6 في المئة وتتضاعف هذه النسبة بين الشبان الذين تقل اعمارهم عن الخامسة والعشرين. وبلغ المعدل 40 بالمئة في بعض الاحياء الفقيرة.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 19/اذار/2006 -17/صفر/1427