
الاوضاع التي يعيشها العراقيون الآن على المستويات كافة، وفي كل
المجالات،وخاصة المجال الأمني، تطرح العديد من الاسئلة في الشارع
العراقي..هل الاوضاع الآن افضل مما كانت عليه قبل اندلاع الحرب الاخيرة
على العراق في 19 آذار مارس 2003 ؟
وهل ما يعيشه العراقيون الآن هو انتكاسة أم فترة نقاهة من النظام
القمعي الذي كان جاثما على انفاسهم؟
وهل يشعر المواطن بالأمان الآن أكثر أم في زمن النظام البائد ؟
وأخيرا..هل تحسنت الأوضاع الإقتصادية والمعيشية في زمن الإحتلال ام
انها انهارت أكثر؟
كل هذه الاسئلة وضعتها وكالة أنباء (أصوات العراق) أمام مجموعة من
ابناء الشعب العراقي وكانت الإجابات التالية..
عن الوضع الأمني، قال النقيب خالد منفي حسون (36 سنة)..نعم هناك فرق
في جميع الجوانب.. فالوضع الأمني يختلف تماما في الوقت الحاضر عما كان
عليه قبل دخول القوات ألأمريكية..الوضع الأمني في السابق كان مستقرا
ولا يوجد من يتجرأ على الإخلال به.. أما الوضع ألان فمختلف تماما لانه
مترد في أغلب محافظات القطر الوسطى والشمالية ما عدا محافظات
كردستان..وهو آمن نسبيا في محافظات الفرات الأوسط والجنوب نتيجة "لدخول
قوات الإحتلال وغياب السلطة وزحف المد الإرهابي الذي أثر على الوضع
الخدمي بشكل عام كنتيجة لإنعدام الأمن.
ولكن الدكتور غانم كلاب حمد (33سنة) يرى ان هناك تحسنا ملحوظا في
مستوى دخل الفرد وإن كان متفاوتا نوعا ما.. واوضح أن رواتب أغلب
الموظفين تحسنت وتحسنت معها القوة الشرائية للفرد مما نتج عنه تحسن وضع
العائلة العراقية المعيشي،لكن هذا لا يعني ان جميع العوائل تحسن دخلها
الشهري، بل إن بعض العوائل قد لا تتمكن من شراء حتى قوتها اليومي
ومن جانبه، قال المواطن شاكر مزهر (52 عاما) "كنا نعاني قبل دخول
القوات المحتلة من اضطهاد وبطش الطاغية صدام وأزلامه.. ناهيك عن تباعد
الآمال في العهد الماضي في التحرر والإنعتاق.. وقد استبشرنا خيرا في
تحسن دخل الفرد العراقي وانتعاش حياته، الا ان الأوضاع بدأت تنحدر الى
الهاوية من تقتيل وتهجير طائفي وغياب الخدمات.
ولكنه إستدرك قائلا إن "الأمل لا يزال موجودا في الأفق اذا تشابكت
أيادي الكتل السياسية للنهوض الحقيقي بهذا الوطن الجريح والسير به الى
بر الأمان.
وقالت أم محمد (37 سنة) وهى ربة بيت إن الأوضاع بإختصار (مفرحة وغير
مفرحة ) فهي مفرحة عندما تخلصنا من نظام صدام وأصبح الناس يقولون رأيهم
في الحكومة بدون خوف وكذلك من ناحية الأمور المعاشية والتي أصبحت
متيسرة والحمد لله بفضل زيادة الرواتب للموظفين وأصبح بمقدور الشاب أن
يتزوج ويكون بيت وعائلة. أما هى غير مفرحة بسبب فقدان الأمن وإزدياد
التفجيرات وحصد أرواح آلاف الأبرياء بدون اي ذنب.
أما أم بان وهى مديرة مدرسة ابتدائية (41 سنة) فقالت "عند المقارنة
بين الوضع الحالي والسابق للموظف.. لم يطرأ تحسن بل نفس الحالة، أنا
كموظفة إزداد راتبي الشهري لكن رافقه تزايد كبير لأسعار السوق وغلاء
المواد ألأساسية والضرورية للحياة اليومية، كذلك التدهور الأمني
للبلاد، ورغم كل هذا فنحن متفائلون بمستقبل البلاد.
انفتاح ثقافي على حساب الوضع الأمني
وقالت الطالبة فاطمة جاسم (20 سنة) فقد قالت "بعد التخلص من نظام
القمع والكبت أصبح بمقدور طلاب العلم والمعرفة الحصول على أي معلومة
بكل سهولة عن طريق انتشار استخدام شبكة ألانترنيت وممارسة حرية الرأي
والأفكار وانتشار القنوات الفضائية التي تنقل الخبر في حين وقوعه
واستخدام أجهزة النقال والحواسيب المتطورة الأمر الذي سهل الأتصال بين
كافة أجزاء المعمورة، لكن بالمقابل هناك تدهور أمني مستمر.
ومابين هذا الرأي وذاك..يتطلع العراقيون الى غد جميل ومشرق ينقذ
بلادهم من وحش الارهاب وأنياب الحرب الاهلية ومخالب الفساد المستشري في
كل مفاصل المؤسسات الحكومية..غد جديد يحقق المصالحة مع الذات اولا ومع
الاخرين كشركاء ومواطنين صالحين في بلد واحد متنوع ومتعدد الاعراق
والمذاهب والاديان. |