الجعفري مستعد لسحب ترشيحه ولكن...

قال رئيس الوزراء العراقي الشيعي ابراهيم الجعفري يوم الخميس انه مستعد لسحب ترشيحه لتولي المنصب لفترة ثانية ان طلب منه التنحي.

ويواجه الجعفري ضغوطا متزايدة من زعماء سنة وأكراد وعلمانيين للتنحي.

وقال في مؤتمر صحفي بعد انعقاد أول جلسة للبرلمان العراقي الجديد في بغداد "انا لا اتحرك باشارة من شخص وإنما باشارة من شعبي وإذا طلب مني شعبي التنحي فسأستجيب له".

وانتقد الجعفري لفشله في الحد من العنف لكنه يتعرض أيضا لضغوط متزايدة من جانب بعض شركائه في الائتلاف الشيعي الحاكم وهو أكبر تكتل في البرلمان والذي رشحه لرئاسة الحكومة خلال اقتراع داخلي أجراه الائتلاف الشهر الماضي بفارق صوت واحد. ويلقي البعض على الجعفري مسؤولية الفشل على الصعيدين الامني والاقتصادي على مدى العام المنصرم.

ولم يحدد الجعفري من يعني حين يقول "شعبي". وكان قد كرر في تصريحات علنية انه لا ينوي التنحي.

وتسبب هذا الجدل حول من يشغل منصب رئيس الوزراء في تأخير تشكيل حكومة وحدة وطنية ترى واشنطن انها السبيل لتفادي نشوب حرب أهلية مع تصاعد العنف الطائفي.

ومع حرص واشنطن على التوصل لاتفاق تأمل في أن يؤدي لارساء الاستقرار ويسمح لها بسحب جنودها وعددهم نحو 133 الفا يدفع السفير الامريكي زالماي خليل زاد قادة الاحزاب لاجراء محادثات مكثفة لتشكيل حكومة.

من جهته دعا الزعيم الشيعي العراقي عبد العزيز الحكيم يوم الاربعاء ايران القوة الاقليمية بالمنطقة لفتح حوار مع الولايات المتحدة بشأن العراق.

وابلغ رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق تجمعا لأنصاره في تصريحات نقلتها قناة تلفزيونية شيعية "نطالب القيادة الحكيمة للجمهورية الاسلامية الايرانية ان تفتح حوارا واضحا مع امريكا في العراق.. حوار لمصلحة الشعب العراقي."

وتعد تلميحات الحكيم هذه الاولى من نوعها في دعوته ايران وامريكا الى فتح حوار صريح بشأن العراق.

ولم يقدم الحكيم توضيحا. وكان يشير فيما يبدو الى الاتهامات الامريكية بأن شيعة ايرانيين يتدخلون في شؤون العراق وهي اتهامات نفتها الحكومة الايرانية.

ونفى السفير الامريكي في بغداد زلماي خليل زاد يوم الاحد أن يكون قد طلب مساعدة من ايران لتهدئة العنف في العراق وقال ان هناك بواعث قلق بشأن صلات مزعومة للجمهورية الاسلامية مع ميليشيات بالعراق.

وتأتي تصريحات الحكيم فيما تقود الولايات المتحدة جهودا دبلوماسية لعزل ايران بسبب طموحاتها النووية في حملة يقول محللون انها دفعت بواشنطن بعيدا عن حلفائها الشيعة بالعراق وقربتها أكثر لزعماء من العرب السنة الذين يشكلون عصب التمرد المسلح بالبلاد.

وقالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية ان صحفيين في طهران اطلعوا على خطاب من مسؤول رفيع بالمخابرات الايرانية منسوب للسفير الامريكي خليل زاد يدعو ايران لإرسال ممثلين لإجراء محادثات بالعراق.

وقالت الصحيفة ان الرسالة كتبت باللغة الفارسية التي يجيدها خليل زاد المولود في افغانستان. وابلغ خليل زاد شبكة تلفزيون (سي.ان.ان.) الامريكية انه لم تعقد اجتماعات بين مسؤولين ايرانيين وأمريكيين.

وكانت السفارة الامريكية قد نفت في وقت سابق أي وجود لهذه الرسالة.

ووجهت لإيران مرارا اتهامات بأنها تسمح بعبور اسلحة ومسلحين للحدود مع العراق الذي يشهد أعمال عنف طائفية تثير المخاوف من نشوب حرب أهلية.

ونفى مسؤول ايراني رفيع أن تكون طهران مهتمة بإجراء محادثات مع واشنطن قبل انسحاب القوات الامريكية من العراق.

وأقام الحكيم علاقات قوية مع ايران عندما كان معارضا لصدام حسين أثناء سنوات المنفى هناك.

ويشعر العرب السنة بالإستياء تجاه هذه العلاقات ويتهمون طهران برسم سياسات الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 17/اذار/2006 -16/صفر/1427