(وكالات) - قال مصدر مقرب من السلطات الدينية الشيعية يوم الاربعاء
ان تأثير الزعماء الدينين الشيعة في كبح جماعات الميليشيا يضعف بسرعة
وان كبار رجال الدين الشيعة يخشون أن تجر جماعات الميليشيا العراق الى
حرب أهلية.
وقال المصدر الكبير لرويترز مصدرا تحذيرا عاجلا من المرجعية الشيعية
"الناس تزداد ابتعادا عن الاستجابة للمرجعية كل يوم بسبب الطريقة التي
تؤثر بها أعمال القتل الطائفية على الرأي العام للشيعة."
واحترمت الميليشيات غالبا دعوات رجال الدين في النجف لضبط النفس على
مدى عامين من الهجمات التي يشنها مسلحون من السنة على الشيعة الذين
يشكلون الاغلبية في العراق لكن الشخصيات الكبيرة في الجماعات الشيعية
المسلحة تعرب عن غضب متزايد.
ورغم النداءات المتواصلة من اية الله العظمى على السيستاني لضبط
النفس في الشهر الماضي قتل مئات خلال أيام في هجمات ثأرية بعد تفجير
مزار شيعي في سامراء مما أثار مخاوف من أن غضب الشيعة قد يدفع العراق
الى حرب أهلية شاملة.
وقال المصدر المقرب من المؤسسة الدينية في النجف "المرجعية ما زالت
تدعو الى ضبط النفس لكن هناك خوفا وقلقا كبيرين لتراجع استجابة الناس
بسبب الضغوط المستمرة في كل يوم بسبب أعمال القتل والذبح."
وجاء تفجير سيارات ملغومة في مدينة الصدر في شرق بغداد معقل رجل
الدين الشيعي الشاب المتشدد وزعيم الميليشيا مقتدى الصدر يوم الاحد
الماضي بعد العثور على جثث عشرات القتلى الذين تعرضوا لتعذيب في
العاصمة والذين قالت الشرطة انهم ضحايا أعمال ثأرية طائفية على ما يبدو.
ورغم أن الصدر قال ان جيش المهدي لن يرد فان جثث رجال وصفوا بأنهم
خونة كانت معلقة على أعمدة التلغراف في معقل الصدر بعد التفجيرات.
وعلى مدى العام الماضي جرى توجيه اتهامات لميليشيات شيعية موالية
للحكومة بعضها يعمل بالتعاون مع قوات الامن بالضلوع في أعمال قتل.
لكن مصادر كبيرة في الميليشيات التي تشكل معظمها كمعارضة شيعية سرية
للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين تقول ان هذه الميليشيات تواجه ضغوطا
من مؤيديها لضرب معاقل المتمردين السنة.
وقال قائد كبير في ميليشيا شيعية "الناس تتصل بي وتتهمنا بالجبن."
واضاف "يقولون اننا لا نفعل أي شيء لحمايتهم وسيبدأون بالدفاع عن
أنفسهم... ولم يعد لدينا ما يكفي من كلمات التهدئة."
وبعد تدمير مسجد القبة الذهبية في سامراء أيد السيستاني الذي تقدم
به العمر ويعيش بعيدا عن الانظار بيانات تدعو الى ضبط النفس باذاعة
لقطات تلفزيونية له وهو يجتمع مع كبار رجال الدين الشيعة وهي أول مرة
يشاهد فيها منذ عامين.
لكن نظرائه من السنة سخروا من عدم قدرته على كبح المسلحين في الايام
التي أعقبت ذلك ويوافق محللون على أن تأثيره على بعض الجماعات الشيعية
يتراجع بسرعة فيما يبدو.
ونقل مصدر شيعي كبير عن قادة احدى جماعات الميليشيا الشيعية الكبيرة
قولهم لرجال الدين في النجف مؤخرا "نمتثل لأوامر الله وليس لأوامركم
لحماية الطائفة الشيعية."
وقالت مصادر في الميليشيا انه بعد الهجوم على مدينة الصدر يوم الاحد
فان بعض الجماعات تعد خططا لشن هجمات على مناطق سنية.
وقال المصدر المقرب من المرجعية الشيعية ان كبار رجال الدين الشيعة
يشعرون بقلق اكبر إزاء ان يعم الغضب الشيعة في بلد يوجد في كل بيت فيه
تقريبا بندقية الية أكثر من انزعاجهم من ميليشيات منظمة مثل جيش المهدي
وحركة بدر وجماعات منظمة أخرى موالية للحكومة ومسلحة.
وأضاف المصدر "المشكلة ليست في جيش المهدي والاخرين. انها تتجاوز
ذلك الان. هناك توتر كبير بين الجمهور الشيعي ونحن منزعجون لأن الوضع
قد يخرج عن السيطرة." وتابع قائلا "نخشى أننا سنصل الى هذه النقطة."
وقال هادي العامري زعيم منظمة بدر الموالية للمجلس الاعلى للثورة
الاسلامية في العراق الحزب القوي المؤيد لإيران لرويترز انه يرى مشكلة
اكبر في الشيعة العاديين الذين يشكلون جماعات مسلحة صغيرة.
وأشار الى أن الناس في بعض القرى والبلدات بدأوا يشكلون لجانا شعبية
لحماية أنفسهم. وأنهم يدافعون عن أنفسهم ضد "ارهابيين".
وقال ان منظمة بدر مستعدة لان تساعد الحكومة اذا طلبت منها ذلك كما
أنها تطلب من الناس ان يعملوا على ضمان أمنهم بأنفسهم اذا عجزت الحكومة
عن ذلك.
وقال انه يتعين على السنة عامة أن يتحملوا مسؤولية جماعات المسلحين
التي تعمل وسطهم مشيرا الى أن زعماء السنة لا يبذلون جهدا كافيا.
وقال ان المسلحين يحتاجون لدعم محلي مشيرا الى أن اعداء الشيعة
يتحركون بحرية بين الناس وأن الحكومة لا تبذل ما يكفي لمنع الهجمات
التي يشنها المسلحون على الشيعة الذين يشكلون الاغلبية.
وأضاف أن الناس سيضطرون لحماية أنفسهم اذا لم يوفر أحد الحماية لهم.
من جهته طالب رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد
العزيز الحكيم السنة باتخاذ "موقف واضح حيال الارهاب" مشيرا الى ان من
يرفض ذلك سيعتبر "مع الارهابيين" وسيكون "موضع شك بوجود ارتباط بينه"
وبينهم.
وقال الحكيم مساء الاربعاء خلال حفل تأبين لضحايا تفجيرات مدينة
الصدر التي اوقعت 46 قتيلا واكثر من مئتي جريح الاحد الماضي "نطالب
بشكل جدي كل مكونات الشعب العراقي وخصوصا السنة من علماء واحزاب وهيئات
وعشائر بموقف واضح من الارهاب والارهابيين".
واضاف "لا يكفي ان يقال نحن لا نقبل الاعتداء على الابرياء. نريد ان
يقال +ندين العمليات الارهابية الاجرامية التي يقوم بها الصداميون
والتكفيريون+ وكل من لا يدين الارهاب سيكون موضع شك بوجود ارتباط بينه
وبين هذه الجهات بشكل او بآخر".
وتابع "من لا يدين نعتبره مع الارهابيين في موقفهم حتى وان كان لا
يدري كما نطلب من الشرفاء من اهل السنة ان يساهموا مساهمة واضحة من اجل
طرد الارهابيين من مناطقهم".
وكانت هيئة علماء المسلمين في العراق (سنة) عبرت الابعاء عن
استغرابها ممن يطالبونها ب"موقف واضح ممن يكفر المسلمين ويستبيح
دماءهم" منتقدة غياب اي موقف لهذه "الجهات من التكفيريين الجدد في
اجهزة الدولة او غيرها".
واكدت الهيئة "انها تعجب من بعض القوى السياسية والدينية مطالبتها
بموقف واضح (...) وقد اظهرت في بياناتها انها تكفر كل من يستحل دماء
المسلمين في حين لم يصدر عن هذه الجهات موقف واضح حيال التكفيريين
الجدد ممن يحاربون الله واحرقوا كتابه".
وقد طالب الزعيم الشيعي رجل الدين الشاب مقتدى الصدر العرب السنة
الاثنين الماضي ب"التبرؤ من الزرقاويين والتكفيريين (...) واطالب
اخواني في هيئة علماء المسلمين وغيرهم من الاحزاب السنية ان تتبرأ من
الزرقاويين والتكفيريين وغيرهم".
واكد الصدر "يمكنني ولدي القدرة ان احارب النواصب (في اشارة الى
المتطرفين السنة) وهناك غطاء شرعي من قبل المراجع واستطيع مواجهتهم
عسكريا وعقائديا ولكني لا اريد ان انجر الى حرب اهلية وادعو للتهدئة
وسابقى داعيا لها".
وحول تشكيل الحكومة قال الحكيم انه "لدى الائتلاف مجموعة ثوابت اعلن
عنها من اجل تشكيل حكومة مشاركة وطنية وهي الالتزام بالدستور والموقف
من الارهاب والبعثيين والمجموعات التكفيرية وتشكيل الاقاليم بالنسبه
للوسط والجنوب وبغداد".
واكد انه "بعد تشكيل الاقاليم سنضمن عدم ازالتنا وعدم حذفنا ولا
يجوز ان نتخلى عن هذا الموضوع الدستوري وهو الرد الحقيقي على
الارهابيين وبالتالي كل منطقة سوف تتم حمايتها من قبل ابنائها".
على صعيد اخر قال الحكيم "نطالب العالم العربي والاسلام بالوقوف الى
جانب الشعب العراقي وان يكون لهم موقف واضح من الارهاب ونطالب الدول
الشقيقة والاسلامية المجاورة بان يكون لها موقف اكثر جدية يمكن التعبير
عنه من خلال غلق الحدود".
وختم مؤكدا "انها (دول الجوار) تملك تشكيلات عسكرية قادرة على حماية
الحدود وعلى مستوى تبادل المعلومات المفروض ان تقف هذه الدول مع الشعب
العراقي". |