وسط دوامة عنف جديدة تجتاح العراق السنة مطالبون بالتبرؤ من الزرقاوي والتكفيريين

طالب السيد مقتدى الصدر العرب السنة الاثنين ب"التبرؤ من الزرقاويين والتكفيريين" وذلك غداة التفجيرات التي اودت بحياة 46 شخصا واصابة اكثر من مئتين اخرين بجروح في حي مدينة الصدر في بغداد. الا ان الصدر حمل "القوات المحتلة" الاميركية مسؤولية هذه الهجمات.

وقال الصدر في مؤتمر صحافي في منزله في الحنانة (وسط النجف) "ابرئ الشيعة والسنة من هذه الاعمال واطالب اخواني في هيئة علماء المسلمين وغيرهم من الاحزاب السنية ان تتبرأ من الزرقاويين والتكفيريين وغيرهم".

واضاف ان "هذا الامر ضروري وحتى الان لم نسمع مثل هكذا تبرئة منهم (..) لا بد من تحديد موقف من السنة من التكفيريين والزرقاويين. كنت احسن الظن بهيئة علماء المسلمين واي شخص لا يتبرأ من التكفيريين هو تكفيري".

واكد "يمكنني ولدي القدرة ان احارب النواصب (في اشارة الى المتطرفين السنة) وهناك غطاء شرعي من قبل المراجع واستطيع مواجهتهم عسكريا وعقائديا ولكني لا اريد ان انجر الى حرب اهلية وادعو للتهدئة وسابقى داعيا لها". وقدم الصدر تعازيه الى سكان مدينة الصدر.

وقال "تارة يعتدي عليهم صدام وتارة المحتل وتارة يعتدي عليهم النواصب عليهم لعنة الله. افرغت ذمتي امام الله ودعوت الى التهدئة وطرحت ميثاقا للشرف لم يعمل به للاسف حتى اني تلقيت كلاما مؤلما من جماعتي الشيعة بسبب الصلاة خلفهم الا ان ذلك لم يجدي نفعا".

لكنه اضاف "احمل مسؤولية هذا الحادث الاليم الى القوات المحتلة باعتبارها الامرة لهذا الفعل وان كان المباشر له هم النواصب لكن بغطاء جوي اميركي".

وذكر السيد مقتدى الصدر أنه لن يأمر جيش الصدر الذي يتزعمه بمهاجمة مقاتلين سنة من القاعدة بعد تفجيرات يوم الاحد في مدينة الصدر التي تمثل معقلا له.

وقال الصدر في مؤتمر صحفي بمدينة النجف "أستطيع أن أوجه جيش المهدي للقضاء على الارهابيين والتكفيريين. ولكن هذا قد يدفعنا الى حرب أهلية ونحن لا نريد ذلك."

وكان السفير الاميركي لدى العراق زلماي خليل زاد صرح الاحد "اريد ان اذكر مقتدى الصدر ان نظام صدام قتل والده وان الولايات المتحدة هي التي خلصت الشعب العراقي من نظام صدام" حسين.

واضاف انه "من دون جهود الولايات المتحدة لكان صدام يحكم الان وايضا اولاده واحفاده يحكمون العراق انه مدين لنا بالشكر لما قام به الشعب الاميركي واعتقد انه من دوننا كانت حياته بخطر. هذه هي الرسالة".

وأنهت هذه التفجيرات فترة هدوء كانت أعقبت هي نفسها موجة عنف بين السنة والشيعة إثر تفجير ضريح شيعي في سامراء يوم 22 فبراير شباط. وتذكر الرواية النهائية للشرطة ان ست سيارات انفجرت في تتابع سريع بالمنطقة. وقال مسؤولون ان عدد القتلى وصل الى 46.

وقال شاهد رفض ذكر اسمه كان موجودا في موقع الحادث "الناس تحولوا الى أشلاء." وفي وقت سابق يوم الاحد قتل عشرة اشخاص في سلسلة انفجارات لقذائف مورتر وقنابل وضعت على جوانب الطرق. وقال مراسل لرويترز انه رأى مشاهد فوضى بمستشفى في حي الصدر نقل اليها كثير من الضحايا. وكان بعض المصابين يرقدون على الارض فيما كان اخرون على المحفات. وانتحبت امرأة فيما كان رجل يلطم وجهه حزنا.

واعلن مصدر في وزارة الداخلية سقوط 46 قتيلا و204 جرحى في انفجار ست سيارات مفخخة عصر الاحد في اسواق مدينة الصدر الشيعية شرق بغداد غالبيتها من حافلات الركاب الصغيرة الحجم. واضاف ان سيارتين انفجرتا في سوق الاولى تبعهما انفجار سيارة في سوق الكيارة واثنتان في سوق المريدي وسيارة في سوق الداخل". وكان اعلن في وقت سابق سقوط 36 قتيلا و175 جريحا في انفجار ثلاث سيارات مفخخة اثنتان في سوق الاولى وثالثة في سوق الكيارة في المدينة المكتظة بالاحياء الشعبية. وقالت المصادر ان القوى الامنية فككت سيارة مفخخة اخرى في سوق شعبية في المدينة ذاتها كما تم العثور على الغام وقذائف هاون في امكنة التفجير لكنها لم تنفجر. وقد الحقت الانفجارات اضرارا بالمباني المحيطة والسيارت.

وحاول السفير الامريكي لدى العراق زلماي خليل زاد التوسط في المحادثات بين الزعماء العراقيين الذين يكافحون من أجل كسر الجمود لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال خليل زاد وهو يشدد على أن التوصل لاتفاق بهذا الشأن بات وشيكا "هناك مزيد من المرونة من جانب جميع الاطراف". وتحت الحاح الصحفيين لمعرفة الوقت الذي قد تستغرقه المحادثات قال خليل زاد انها "ستستغرق بعض الوقت". وقال خليل زاد ان حادثا مشابها لتفجير مسجد سامراء في 22 فبراير شباط الذي فجر أعمال قتل طائفية راح ضحيتها المئات قد يشعل حربا أهلية وقد يفجر الشرق الاوسط بكامله. وألقى التفجير بالعراق في أتون أسوأ أزمة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس اذار 2003 للاطاحة بصدام حسين.

وحث الرئيس العراقي جلال الطالباني الاحزاب السياسية يوم الاثنين على الاسراع بتشكيل حكومة ائتلافية بعد تفجيرات سيارات ملغومة قال انها تهدف الى اثارة فتنة طائفية واشعال حرب أهلية.

ويرى كثيرون أن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الاكراد والشيعة والسنة يمثل أفضل فرصة لتحقيق الاستقرار في البلاد. ولكن بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات ما زال الزعماء السياسيون مختلفين ازاء الشخصية التي ستتولى رئاسة الوزراء.

ووقعت انفجارات في مدينة الصدر بشرق بغداد يوم الاحد أسفرت عن مقتل واصابة 250 وزادت من مخاوف من وقوع المزيد من أعمال العنف الطائفية. وقال الجيش الامريكي يوم الاثنين ان عدد القتلى ارتفع الى 52 قتيلا.

وقال الرئيس جلال الطالباني وهو كردي ان التفجيرات تهدف الى اذكاء نيران فتنة طائفية واشعال حرب أهلية.

واضاف في بيان "ان الواجب يقتضي من القوى السياسية أن تستحث الجهود لتشكيل الحكومة وتأسيس جبهة عريضة للقوى الوطنية لتحقيق الامن والاستقرار."

واكتشفت الشرطة جثث أربعة من الشيعة بها اثار تعذيب وطلقات نارية في مدينة الصدر والى جانب الجثث رسالة كتب عليها كلمة "خونة".

وكانت مدينة الصدر في الماضي بعيدة نسبيا عن هجمات السنة. ويعتقد البعض أن ذلك كان لان الصدر الذي قاد تمردين على القوات الامريكية عام 2004 كان يتمتع بالاحترام بين السنة بسبب عدائه للولايات المتحدة.

وأصبح الصدر اكثر انتقادا للمقاتلين السنة في الاونة الاخيرة بما في ذلك ما أدلى به من تصريحات في مقابلة مطولة بثتها قناة تلفزيونية حكومية مدعومة من الولايات المتحدة يوم الجمعة.

وقالت الشرطة انه الى جانب القتلى أصيب 204 في تفجير ثلاث سيارات ملغومة على الاقل في سوقين بمدينة الصدر يوم الاحد. وقالت بعض مصادر الشرطة انه تم تفجير ست قنابل.

وأقام أفراد جيش المهدي نقاط تفتيش على الطرق المؤدية الى مدينة الصدر بشرق بغداد والتي يسكنها مليوني نسمة وفتشوا السيارات بحثا عن متفجرات أو أسلحة.

ووقعت انفجارات الاحد في الوقت الذي التقى فيه الزعماء السياسيون مرة أخرى بطلب من السفير الامريكي زالماي خليل زاد لبحث تشكيل حكومة وحدة وطنية ولكن دون نتيجة واضحة.

ويتزايد التقارب في الاراء بين السنة والاكراد والزعماء العلمانيين من الشيعة من حيث رفضهم جعل ابراهيم الجعفري الذي قاد الحكومة المؤقتة في العام الماضي مرشح الشيعة لنفس المنصب لفترة أربع سنوات.

وذكر ساسة انهم لا يعتقدون أن بامكانهم التوصل الى اتفاق بحلول يوم الخميس وهو الموعد المقرر لانعقاد البرلمان لاول مرة.

وقال ظافر العاني المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية وهي أكبر تجمع سياسي سني "نتمنى أن نتوصل الى اتفاق بحلول الخميس المقبل ولكني أعتقد أن ذلك سيكون صعبا جدا."

وقال عدنان الباجه جي وهو سياسي علماني سني من القائمة العراقية الوطنية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي "في نيتنا الاستمرار في الاجتماعات ليلا ونهارا."

ويأمل الرئيس الامريكي جورج بوش ان يؤدي تشكيل حكومة موسعة تضم الاغلبية الشيعية الى جانب السنة والاكراد الى تعزيز الاستقرار والسماح للولايات المتحدة بالبدء في اعادة 130 ألف جندي الى أرض الوطن.

وفي تحد لمطالب السنة والاكراد والقادة العلمانيين قال رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري انه لن يتخلى عن منصبه. ويقاوم الائتلاف الشيعي الموحد الحاكم في العراق الذي يمثل أكبر كتلة في البرلمان ضغوطا لاعادة النظر في دعم الجعفري لتولي المنصب لفترة ثانية. ولكن الشركاء المحتملين يضغطون على الائتلاف للتخلي عنه ثمنا للانضمام الى الائتلاف. ويقول منتقدون ان الجعفري وهو رئيس وزراء مؤقت تولى المنصب لمدة عام واحد فقط فشل في تحقيق الاستقرار أو الرخاء للعراق. وقال الجعفري للصحفيين بعد لقائه بالرئيس جلال الطالباني ان ترشيحه اقره الائتلاف بوصفه قضية داخلية وهو ما يتعين أن يحظى بالقبول والاحترام. والطالباني لم يخف رغبته في تخلي الجعفري عن منصبه. وقال الطالباني انه قرر تقديم موعد عقد الجلسة الاولى للبرلمان الجديد الى 16 مارس اذار بدلا من 19 مارس . وقال بيان من مكتب الطالباني ان "مجلس الرئاسة اتخذ هذا القرار بعد مشاورات مع جميع الاطراف المعنية بغية اعطاء الاجهزة الامنية الوقت الكافي لتوفير المستلزمات الضرورية استعدادا لاحياء مراسيم ذكرى اربعينية الامام الحسين ع."

ويوم السبت عقد زعماء السنة والشيعة أول محادثات رئيسية لهم بشأن الائتلاف منذ تفجير سامراء. ودفعت أعمال القتل الانتقامية الاحزاب السنية الى مقاطعة المفاوضات. وفي كلمته الاذاعية الاسبوعية حذر بوش الذي يواجه انخفاضا حادا في شعبيته قبل انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس في نوفمبر تشرين الاول الامريكيين من مزيد من أيام القتال والتضحيات قبل ان تعود قواتهم الى أرض الوطن. وقال بوش انه يأمل في ان تسيطر القوات العراقية على اراض أكثر من القوات الامريكية بحلول نهاية العام. وأضاف "أمن بلادنا مرتبط مباشرة بحرية الشعب العراقي." ومضى يقول "ويقتضي ذلك مزيدا من الايام الصعبة من القتال والتضحية غير انني واثق من ان استراتيجيتنا ستحقق في النهاية النصر." وقتل أكثر من 2300 جندي أمريكي في العراق منذ الغزو في 20 مارس اذار 2003.

وقد شهد العراق يوما داميا سقط خلاله اكثر من 60 قتيلا وحوالى 240 جريحا فضلا عن العثور على اكثر من عشر جثث وذلك بالتزامن مع استئناف محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين واعوانه وبدء محادثات حول تشكيل الحكومة المقبلة وسط ازمة سياسية. وفي بغداد اعلن مصدر امني ان "عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور دورية اميركية غرب العاصمة ما ادى الى مقتل ستة مدنيين وجرح 13 اخرين". واوضح ان "الانفجار وقع قرب مسجد ابن تيمية (ام الطبول سابقا)". واضاف المصدر من جهة اخرى ان "ثلاثة اشخاص قتلوا في حي البياع جنوب بغداد صباح اليوم بعد ان اطلق مسلحون مجهولون النار عليهم" مؤكدا ان "مدنيين قتلا واصيب ستة اخرون بجروح اثر سقوط قذيفة هاون في منطقة العلاوي وسط بغداد". وفي منطقة الدورة جنوب بغداد جرح اثنان من عناصر الشرطة في انفجار عبوة ناسفة عند مرور دوريتهم. الى ذلك عثرت الشرطة مساء السبت على جثتي ضابطين في جهاز المخابرات الجديد قتلا بالرصاص داخل سيارتهما في حي الجامعة غرب بغداد كما عثر على جثث ثمانية اشخاص مجهولي الهوية مقيدي الايدي ومعصوبي الاعين في منطقة الرستمية جنوب-شرق بغداد. كما عثرت كذلك على جثة عراقي في منطقة الاعظمية يعمل مترجما في وزراة الدفاع. وفي بعقوبة (60 كم شمال-شرق) قال مصدر في الشرطة ان "ضابطا في الشرطة العراقية قتل واصيب اربعة من عناصر الشرطة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية كما اصيب مدنيان بجروح. كما قتل شخص اخر في منطقة المقدادية (45 كلم شمال شرق بعقوبة) عندما اطلق مجهولون النار عليه في مقهى وسط المدينة. واصيب النقيب جبار عبود من قيادة الشرطة وسائقه بجروح مختلفة عندما اطلق مسلحون مجهولون النار عليهما في المرادية. وفي المحمودية (30 كم جنوب) اطلق مسلحون النار على الرائد في الشرطة صباح محمد الجنابي فاردوه قتيلا بينما كان يهم بمغادرة منزله متوجها الى مقر عمله في الاسكندرية (60 كم جنوب) حيث يتولى مسؤولية بطاقات السكن في الشرطة هناك وفقا لمتحدث اعلامي في شرطة بابل. واصيب خمسة من عناصر الجيش في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية في حي المستنصرية وسط بغداد كما اصيب مدنيان بجروح اثر سقوط قذيفة هاون في حي جميلة. وفي منطقة الضلوعية (75 كلم شمال) "قتل شخصان بينهما ضابط شرطة باطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين". وقتل "ثلاثة من رعاة الماشية العراقيين" في انفجار لغم ارضي في منطقة مندلي (120 كلم شرق بعقوبة) وقالت الشرطة ان اللغم من "مخلفات الحرب العراقية الايرانية (1980-1988)".

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 14/اذار/2006 -13/صفر/1427