
انشأ مجلس الامن الدولي محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة
في ايار/مايو 1993 لملاحقة المتهمين بارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون
الدولي الانساني منذ العام 1991 في يوغوسلافيا السابقة.
وكان الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الذي توفي
السبت في السجن في لاهاي اشهر المتهمين لدى هذه المحكمة وقد وجهت التهم
اليه رسميا في نهاية ايار/مايو 1999 عندما كان لا يزال على رأس بلاده
بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وابادة لدوره في كوسوفو.
وبعد اعتقاله وسجنه في بلغراد احيل في 28 حزيران/يونيو 2001 الى
لاهاي وبدأت محاكمته في 12 شباط/فبراير 2002.
وكان ميلوشيفيتش اول رئيس سابق يمثل امام القضاء الدولي وقد اتهم
بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في كرواتيا وكوسوفو فضلا عن
ارتكاب جريمة ابادة في البوسنة.
ومحكمة الجزاء الدولية مخولة النظر في جرائم ابادة وجرائم بحق
الانسانية وفي انتهاك معاهدات جنيف ومخالفة قواعد او اعراف الحرب.
وهي تعمل وفق اجراءات وآليات اثبات وضعت قواعدها بنفسها وهي مستوحاة
بصورة اساسية من القانون الانكلو-ساكسوني.
ولا تقوم محكمة الجزاء الدولية بمحاكمات غيابية.
ووجهت المحكمة التهمة رسميا خلال عشر سنوات الى اكثر من 120 شخصا
بانتهاك القانون الانساني خلال الحروب التي رافقت تفكك يوغوسلافيا
السابقة وهي حروب كرواتيا (1991-1995) والبوسنة (1992-1995) وكوسوفو
(1998-1999) ومقدونيا (2001).
ومن اصل الاشخاص ال161 الذين وجهت اليهم محكمة الجزاء الدولية
التهمة رسميا منذ انشائها عام 1993 لا يزال ستة فارين وبينهم رادوفان
كارادجيتش وراتكو ملاديتش الزعيمان السابقان السياسي والعسكري لصرب
البوسنة.
وتملك المحكمة ايضا لائحة سرية بمتهمين ابقيت التهم الموجهة اليهم
طي الكتمان لتسهيل القبض عليهم.
واصدرت المحكمة للمرة الاولى في الثاني من اب/اغسطس 2001 ادانة
بتهمة ارتكاب جريمة ابادة بحق الجنرال راديسلاف كرستيتش من صرب البوسنة
لدوره في مجازر سريبرينيتسا.
وحكم في 27 شباط/فبراير 2003 على الرئيسة السابقة لصرب البوسنة
بليانا بلافسيتش بالسجن 11 عاما بتهمة ارتكاب جريمة ضد الانسانية خلال
نزاع البوسنة (1992-1995).
وبلافسيتش التي اعترفت بذنبها هي اعلى مسؤولة سياسية ادانتها محكمة
الجزاء حتى الان.
وتبلغ الموازنة السنوية لمحكمة الجزاء الدولية حوالى مئة مليون
دولار وهي توظف اكثر من 1200 شخص.
وانتخب القاضي الايطالي فاوستو بوكار في تشرين الثاني/نومبر 2005
رئيسا للمحكمة فيما تشغل السويسرية كارلا ديل بونتي منصب المدعية
العامة فيها.
وكان الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش يحاكم منذ شباط/فبراير
2002 امام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة بتهم ارتكاب جرائم
حرب وجرائم بحق الانسانية وعمليات ابادة لدوره في حروب كرواتيا
(1991-1995) والبوسنة (1992-1995) وكوسوفو (1998-1999).
في ما يلي ابرز التهم التي كانت موجهة اليه:
-- كوسوفو
كان سلوبودان ميلوشيفيتش متهما بالمشاركة في "عملية اجرامية مشتركة"
هدفها "طرد قسم كبير من السكان الالبان من كوسوفو الى خارج اراضي
الاقليم لابقائه تحت السيطرة الصربية".
وكان متهما بتحمل المسؤولية المباشرة عن "الترحيل القسري لحوالى 800
الف مدني الباني من كوسوفو" ووفاة 900 منهم على الاقل بينهم نساء
واطفال.
وقد ثبتت المحكمة بحقه اربع تهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية وتهمة
بارتكاب جريمة حرب بسبب "عمليات اضطهاد واعمال غير انسانية واغتيالات
وقتل وطرد" عدد من البان كوسوفو.
-- كرواتيا
كان ميلوشيفيتش متهما بالمشاركة بين آب/اغسطس 1991 وحزيران/يونيو
1992 في "مشروع اجرامي (...) يهدف الى اجبار غالبية السكان الكرواتيين
وبقية السكان غير الصرب على اخلاء حوالى ثلث اراضي الجمهورية الكرواتية
التي كان يفترض ان تضم الى دولة جديدة يهيمن عليها الصرب".
ووجهت اليه عشر تهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية و22 تهمة بارتكاب
جرائم حرب من بينها "طرد ما لا يقل عن 170 الف كرواتي او غير صربي"
و"قتل مئات المدنيين غير الصرب" و"اعتقال الالاف منهم في ظروف غير
انسانية".
-- البوسنة
كان ميلوشيفيتش متهما في اطار هذا النزاع الاكثر دموية بين الحروب
اليوغوسلافية بارتكاب عملية ابادة لاقدامه على تنفيذ "حملة للقضاء" على
مسلمي البوسنة.
وادت هذه الحملة الى مقتل تسعة آلاف شخص على الاقل حسب لائحة ملحقة
بمحضر الاتهام.
ومن الضحايا الذين ادرجوا على اللائحة قتلى مجازر سريبرينيتسا
ومعسكري الاعتقال في اومارسكا وكيراتيرم.
كما ذكرت الوثيقة طرد اكثر من 268 الف شخص من غير الصرب.
كذلك كان ميلوشيفيتش يواجه عشر تهم اخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية
و17 تهمة بارتكاب جرائم حرب. |