تزايد عدد الأمريكيين ممن لديهم صورة سلبية عن الاسلام والمسلمين

أظهر استطلاع جديد للرأي أن حوالي نصف الأمريكيين لديهم صورة سلبية عن الدين الاسلامي فيما يعتقد غالبية الأمريكيين أن المسلمين ميالون للعنف.

وكشف الاستطلاع الذي اجرته صحيفة (واشنطن بوست) بالتعاون مع محطة (إيه.بي.سي) الاخبارية وضم عينة عشوائية بلغت ألف أمريكي أن 46 بالمئة ممن استطلعت أراؤهم يحملون رؤية سلبية عن الاسلام مما يشير الى تزايد التحيز ضد المسلمين في الولايات المتحدة.

وتتجاوز تلك النسبة نظيرتها المسجلة في استطلاعات الرأي التى أجريت في أعقاب هجمات الـ11 من سبتمبر حينما تعرض العرب والمسلمون في الولايات المتحدة لاعتداءات ومضايقات.

وذكر الاستطلاع أن عدد الأمريكيين الذين يعتقدون أن الاسلام "يساعد على التحريض على العنف ضد غير المسلمين" قد ارتفع الى أكثر من الضعف مقارنة بعددهم في أعقاب الهجمات اذ بلغت نسبة هؤلاء في هذا الاستطلاع 33 بالمئة مقابل 14 بالمئة فقط منذ اربعة أعوام.

وعزا خبراء هنا هذه النتائج الى بعض الأحداث الدولية مثل رد فعل المسلمين على الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية المسيئة للرسول الكريم (ص) والحرب في العراق.

وفي تعليقها على نتائج الاستفتاء قالت المتحدثة باسم مجلس العلاقات الاسلامية الأمريكية (كير) رابية أحمد ان المجلس "ليس مندهشا من نتائج الاستطلاع".

وأضافت أن "ثمة العديد من المخاوف التي تكونت لدينا على مدار السنوات القليلة الماضية حول زيادة العداء للإسلام في الولايات المتحدة" وهو ما بات يصطلح عليه ب"اسلاموفوبيا".

واوضحت أن الصورة السلبية التى تصور بها أجهزة الاعلام الأمريكية المسلمين والمحاولات التي تجري حاليا داخل مجلسي الكونغرس لمنع شركة عربية من ادارة موانيء أمريكية أدت هي الأخرى الى هذا التحيز وانتشار الصورة السلبية المأخوذة عن الاسلام لدى الأمريكيين.

واضافت رابية أحمد أن "قضية الموانيء والجدل المحيط بالرسوم الكاريكاتورية الدانماركية كشفت عن عمق عدم الفهم بين العالم الإسلامى والغرب".

وتابعت بالقول "اننا نعلم أن الطريقة التي يصور بها المسلمون في وسائل الاعلام عادة ما تكون سلبية فوسائل الاعلام لا تعرض مظاهر الحياة اليومية العادية للمسلمين الذين يساهمون بشكل ايجابي فى مجتمعاتهم".

وذكرت نتائج الاستطلاع أيضا أن واحدا من كل ثلاثة أمريكيين قد سمع تعليقات متحيزة ضد المسلمين منذ وقت قريب بينما قال 43 بالمئة ممن استطلعت أراؤهم أنهم سمعوا تعليقات سلبية عن العرب.

كما أظهر الاستطلاع أن واحدا من كل أربعة أمريكيين متحيز ضد المسلمين وأن نفس النسبة لديها تحيز شخصي ضد العرب.

وعلى الرغم من نتائج الاستطلاع فقد رأت رابية أحمد أن تلك النتائج "لم تصبها بالاحباط لأنها تحفز على المزيد من العمل للنفاذ الى الشعب الأمريكي".

وقالت ان مجلس العلاقات الاسلامية الأمريكية قام خلال العام الماضى بارسال مايزيد على 20 ألف نسخة من القرأن الكريم الى منظمات وأشخاص طلبوا هذه النسخ كما يتلقى المجلس حاليا طلبات لارسال كتب أو أفلام وثائقية عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأكدت ان "التجربة أظهرت أنه عندما يتفاعل المسلمون مع أصحاب المعتقدات الأخرى على مستوى شخصي فان ذلك يساعد في تغيير المفاهيم الخاطئة عندهم".

كما كشف الاستطلاع ذاته أن الأمريكيين أصحاب الرؤى السلبية ضد الإسلام والمسلمين يميلون في العادة إلى أن يكونوا من كبار السن ومن غير المتعلمين ومن المحافظين سياسيا، وهي نتائج تتشابه إلى حد كبير مع خلاصة استطلاع أجراه مجلس كير في عام 2004.

كما أوضح استطلاع كير أن 6% فقط من الشعب الأمريكي لديهم انطباعات إيجابية تلقائية عن الإسلام في الوقت الذي لا تتعدى فيه نسبة الأمريكيين الذين يشعرون بأنهم "يعرفون الإسلام جيدا" نسبة 2% من الشعب ا[لأمريكي، كما ذكر 60% من الأمريكيين المشاركين في الاستطلاع أنهم "لا يعرفون الكثير عن الإسلام" أو أنهم "لا يعرفون شيئا عن الإسلام"، وتعليقا على هذه النتائج ذكر مسئولون بكير أنها "توضح أن التوعية هي مفتاح تحسين الرؤى العامة للإسلام بأمريكا".

كما ذكر غالبية من المشاركين في الاستطلاع أنهم راغبون في تغيير رؤاهم تجاه الإسلام والمسلمين إذا شعروا بأربعة عوامل رئيسية أولها أن المسلمين يدينون الإرهاب بقوة، وثانيها أن المسلمين معنيون بقضايا المواطن الأمريكي العادي، وثالثها أن المسلمين يعملون على تحسين وضع المرأة داخل مجتمعاتهم، ورابعها أن المسلمين يعملون على تحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي.

وكانت صحيفة واشنطن بوست ووكالة ABC الإخبارية قد أصدرتا – في التاسع من مارس الحالي - استطلاعا مشتركا وجد أن واحد من كل أربعة أمريكيين "يقر بامتلاك رؤى متحيزة ضد المسلمين"، كما توصل الاستطلاع نفسه إلى أن 46% من الأمريكيين لديهم رؤى سلبية ضد الإسلام، مما يعادل زيارة قدرها 7% مقارنة بموقف الأمريكيين من الإسلام والمسلمين في الشهور التالية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.

وتعليقا على الاستطلاعين السابقين ذكر بارفيز أحمد رئيس مجلس إدارة كير أن "نتائج هذه الاستطلاعات توضح الحاجة الهائلة للتوعية العامة بخصوص موقف الإسلام والمسلمين تجاه عدد من القضايا"، وأضاف أحمد قائلا "في الوقت الذي تمتلك فيه أقليه كبيرة من الأمريكيين رؤى معادية للإسلام نجد أن الغالبية لديها معرفة ضئيلة بالإسلام وأنها تميل إلى بناء رؤاها على أحداث دولية لا تعكس الواقع الحياتي اليومي الذي يعيشه 1.3 بليون مسلم حول العالم".

كما أشار أحمد إلى أن الاستطلاعين السابقين يوضحان المسئولية الكبيرة الواقعة على عاتق المسلمين للقيام بدور أكبر لتوعية الأمريكيين بما يقومون به لمخاطبة مخاوفهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 12/اذار/2006 -11/صفر/1427