معارك من أجل الانسنة في السياق الإسلامية |
الكتاب: معارك من أجل الانسنة في السياق الإسلامية المؤلف: محمد أركون ترجمة: هاشم صالح الناشر: دار الساقي – لندن وبيروت يفتتح المؤلف كتابه بشرح مصطلح الانسنة كتعريب للمصطلح الاوروبي (هيومانيزم) وهو يعني لديه الاجتهادات الفكرية لتعقل الوضع البشري وفتح آفاق جديدة امام الناس لانتاج التاريخ، مع الوعي بان التاريخ صراع مستمر بين قوى الشر والعنف وقوى السلم والخير والجمال والمعرفة المنقذة من (الضلال) (المترجم). وقد أنصرف المؤلف إلى هذا الموضوع منذ الستينات في اطروحته عن المناظرات الثقافية، التي عرفتها مجالس العلم في القرن الرابع الهجري، والتي ساهم فيها مسكويه وأبو حيان التوحيدي وأبو الفضل ابن العميد والصاحب بن عباد وغيرهم من الأدباء والفلاسفة. ويقول أنه ما يزال حريصاً على إحياء ثقافة المناظرات تلك والاعتناء بمجالس العلم والتواصل الفكري في المجتمعات المعاصرة. ويرى أن الزعماء المستولين على السلطة السياسية،أو العلماء المحتكرين للحل والعقد في الحياة الدينية، أو معظم المثقفين، الذين يخلطون بين النشاط الحركي الايديولوجي والإبداع الفكري والفني والأدبي، كل هؤلاء ومعهم جميع المواطنين المشاركين في تسيير المجتمعات لا ينتبهون إلى أن الدين الذي يهمل الاجتهاد الفكري المبدع والنقاد لجميع ما ينتجه العقل،يصبح لا محالة آلة خطرة يستغلها المتلاعبون بالنفوس والقامعون للحريات التي يتطلبها كل إنسان لكل يرتقي إلى درجة الانسنة ويشير الكاتب إلى ضمور الفكر الفلسفي العقلاني في الساحة الإسلامية في القرن الثالث عشر الميلادي بعد فترة ازدهار معرفي في القرنين التاسع والعاشر للميلاد. الكتاب ينطوي على ستة فصول، حمل الفصل الأول منها، العنوان العام للكتاب نفسه، وحمل الفصل الثاني عنواناً قريباً منه: عودة إلى قضية الانسنة في السياقات الإسلامية، أما الأربعة الأخرى فهي: نزعة الانسنة في القرن الرابع الهجري طبقاً لكتاب الهوامل والشوامل، وتصورات السعادة والتوقان إلى النجاة في الفكر الإسلامي، واللوغوس المركزي والحقيقة الدينية في الفكر الإسلامي من خلال كتاب الاعلام بمناقب الإسلام لأبي الحسن العامري، وأخيراً: من أجل تعليم الانثروبولوجيا الدينية. |