التعليم المنزلي ينمو سريعا في الولايات المتحدة

يتلقى تيدي واليزابيث دين درسا عن العالم الايطالي جاليليو فيتوجهان الى المطبخ حيث تبدأ والدتهما ليزا في عرض بعض الحقائق عن عصر النهضة.

ولم يدرس تيدي (8 اعوام) واليزابيث (11 عاما) في مدرسة على الاطلاق. ويتولى والداهما مهمة تعليمهما بشكل اساسي لينضما لواحد من اسرع قطاعات النظام التعليمي نموا في الولايات المتحدة وهي حركة التعليم المنزلي.

وعند دراسة العلوم ينضم ثلاثة اطفال اخرين يتلقون تعليمهم في المنزل الى تيدي واليزابيث. وقبل بداية الدرس يرتدي الخمسة ملابس تنتمي لعصر النهضة.

وتقول اليزابيث "من المؤكد اننا نستمتع أكثر من الاطفال الذين يذهبون الى المدرسة."

ولا توجد ارقام محددة لعدد الاطفال الذين يتلقون تعليمهم في المنازل. وفي مسح اجري في عام 2003 قدر المركز الوطني لاحصاءات التعليم العدد عند 1.1 مليون في ذلك العام. وتقول جمعية الدفاع القانوني عن التعليم المنزلي ان الرقم ارتفع الى مابين 1.7 و2.1 مليون.

وليس هنك خلاف بشأن النمو الهائل في الحركة اذا نمت بنسبة 29 بالمئة في الفترة من عام 1999 الى 2003 وفقا لمسح المركز الوطني أو ما بين 7 الى 15 بالمئة سنويا وفقا لارقام الجمعية.

وادى هذا النمو لظهور سوق حجمه حوالي 750 مليون دولار يمد الاباء بوسائل تعليمية وبرامج تدريس تناسب كل دين وفلسفة سياسية. ويشارك الاطفال الذين يدرسون في منازلهم بانتظام في مسابقات التهجي الوطنية مما ساهم في الدعاية للحركة.

ويستند اولياء الامور لعدة اسباب وراء اختيارهم التخلي عن التعليم الرسمي والتدريس لابنائهم في المنزل. وفي دراسة المركز الوطني لاحصاءات التعليم ابدت نسبة 31 بالمئة قلقها بشأن المخدرات والسلامة والضغوط السلبية التي يشكلها زملاؤهم في المدارس.

بينما ذكرت نسبة 30 بالمئة انها تريد منح الاطفال تعليما دينيا واخلاقيا بينما ابدت نسبة 16 بالمئة عدم رضاها عن المستويات الاكاديمية في المدارس المحلية.

وقالت ايزابيل ليمان مؤلفة "ثورة التعليم المنزلي" التي درست لابنيها في المنزل "لم اقتنع بفكرة التعليم الرسمي. انه مثل منطق المصانع.. مقاس واحد يناسب الجميع."

تابعت "تفقد المدارس التعليم كل متعه. لا يضعون في الاعتبار اهتمامات واحتياجات ونمو كل طفل على حدة. النظام باسره في غير صالح الطفل."

وتتباين كثيرا مواقف الولايات المختلفة من التعليم المنزلي. فبعض الولايات مثل نيويورك وبنسلفانيا تفرض على الاباء تقديم برنامجهم التدريسي اربع مرات كل عام وتجري اختبارات منتظمة للاطفال.

ويقول كيفين ولنر استاذ التعليم بجامعة كولورادو أن ولايات اخرى مثل تكساس لا تتدخل في الامر ومن ثم لا توجد بيانات موثقة تذكر عن احوالهم.

واضاف "هناك اعتقاد بان الاطفال الذين يدرسون في منازلهم غير منسجمين اجتماعيا او اطفال متوحدون وانهم اما اميون او عبقريون. وبعيدا عن الاقاويل فاننا بكل بساطة لا نملك بيانات لاطلاق مثل هذه الاحكام العامة."

وذكر "البعض يتلقى تعليما ممتازا واخرون يتلقون الحد الادنى من التعليم او تعليم ضعيف. ومن الواضح ان الوضع يتباين باختلاف مستوى اولياء الامور."

كما ان القول بان اغلبية الاطفال الذين يدرسون في منازلهم من المسيحيين الانجيليكيين عفا عليه الزمن اذا كان حقيقيا في اساسه.

واغلبية من تستقطبهم الحركة لا يزالون من البيض ومن الطبقة المتوسطة ولكنها تنتشر سريعا بين الاسر من ذوي اصول افريقية وامريكية لاتينية واصبحت اكثر تنوعا من الناحية السياسية الدينية.

ويتبع بعض الاباء فلسفة تقوم على تشجيع الاطفال على اختيار ما يناسبهم دون مناهج دراسية محددة.

وتقول لورا ديريك رئيسة منظمة التعليم المنزلي الوطنية انها اتبعت هذا الاسلوب مع ابنها (14 عاما) وابنتها (12 عاما).

وتضيف "تعلم ابني القراءة قبل ان يكمل عامه الثالث وادركت حينها اننا نحقق نتائج افضل من اي منهج مدرسي تم وضعه. يولد الاطفال ولديهم الرغبة في التعليم."

وكانت ليزا تمارس المحاماة قبل ان تصبح أما وتقول ان التدريس للاطفال في المنزل يشعرها برضا هائل ولكنه مرهق جدا وتقول "اليوم طويل مع الاطفال. اترقب عودة زوجي للمنزل."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين  6 /اذار/2006 -5 /صفر/1427