استطلاعات تبين ان انخفاض التأييد الامريكي لحرب العراق و72% من الجنود يريدون العودة وثلثهم الجنود يعاني من مشاكل نفسية

أظهرت استطلاعات جديدة للرأي يوم الثلاثاء ان التأييد الامريكي لأسلوب معالجة الرئيس جورج بوش للحرب في العراق تدهور إلى أدنى مستوى على الاطلاق وان الغالبية العظمى من القوات التي تقاتل هناك تريد الانسحاب خلال العام القادم.

ورسمت أحدث استطلاعات رأي صورة قاتمة للرئيس الامريكي وهو ينتقد بقسوة تصاعد اعمال العنف الطائفي التي دفعت العراق الى شفا حرب أهلية وقلصت امال الولايات المتحدة في الاستقرار الذي تحتاجه لتمهيد الطريق لانسحاب امريكي.

وقال بوش بينما قتل أكثر من 50 شخصا في انفجارات قنابل في بغداد يوم الثلاثاء ان "الاختيار هو أما الفوضى أو الوحدة."

والتشاؤم المتزايد بشأن العراق بالاضافة الى تأييد بوش رغم اعتراضات الحزبين على السماح لشركة عربية مملوكة للدولة بادارة ست موانيء امريكية كان من العوامل الرئيسية فيما يبدو التي هبطت بمستوى التأييد الذي يحظى به الرئيس الامريكي الى 34 في المئة في استطلاع لشبكة سي. بي. اس. نيوز وهو ادنى مستوى تأييد سجلته الشبكة.

وكشف نفس الاستطلاع الذي أظهر تدني شعبية بوش ان تقبل الراي العام لاسلوب معالجته للوضع في العراق والذي كان من جوانب قوته هبط إلى 30 في المئة من 37 في المئة في يناير كانون الثاني.

وأظهر الاستطلاع أن 62 في المئة من الامريكيين يعتقدون أن الجهود الامريكية لجلب النظام الى العراق تسير على نحو سيء بارتفاع عن 54 في المئة في يناير كانون الثاني مقارنة مع 36 في المئة قالوا إن الامور تسير على نحو جيد بانخفاض من 45 في المئة.

وفيما يتعلق باثارة تساؤلات بشأن تعهد بوش ابقاء القوات في العراق طالما دعت الحاجة الى ذلك أظهر استطلاع لو موين كوليدج- زوغبي ان 72 في المئة من القوات الامريكية التي تخدم هناك تعتقد انه يتعين على الولايات المتحدة الخروج خلال العام القادم.

وقال واحد بين كل أربعة ان القوات يجب أن تنسحب على الفور.

وكانت السياسة التي غالبا ما تستخدمها ادارة بوش في مواجهة منتقدي الوجود العسكري الامريكي في العراق هي اتهامهم بأنهم غير منصفين للقوات التي تريد البقاء الى ان يتم انجاز المهمة.

لكن المعارضة بين الامريكيين لحرب العراق نمت مع تصاعد الخسائر الامريكية واستمرار الاضطرابات رغم البرنامج المكلف لتدريب جنود الشرطة والجيش العراقيين لتولي الامن. وقتل 2295 جنديا امريكيا في العراق منذ بداية الحرب في مارس اذار عام 2003 .

وقبل السفر في رحلة إلى الهند وباكستان تجنب بوش الرد على سؤال صحفي بشأن ما اذا كانت احدث اعمال عنف عراقية في اعقاب تفجير مزار شيعي رئيسي ستؤثر على احتمالات بدء سحب القوات الامريكية. ويوجد 136 ألف جندي أمريكي في العراق.

واظهر استطلاع آخر للرأي اجراه معهد "زغبي انترناشونال" ونشر الثلاثاء ان حوالى ثلاثة ارباع الجنود الاميركيين (72%) يريدون انسحاب الولايات المتحدة من العراق قبل نهاية العام 2006.

وجاء في هذا الاستطلاع الذي اعده معهد زغبي والمركز من اجل السلام والدرسات الدولية في "موين كولدج" ان 29% من اصل هؤلاء يريدون انسحاب القوات الاميركية "فورا" و22% خلال الستة اشهر المقبلة و21% بين ستة اشهر وسنة.

في المقابل اعتبر 23% جنديا من الذين سئلوا رأيهم انه على الولايات المتحدة ان تبقى "طالما تطلب الامر ذلك" في العراق.

واشار الاستطلاع الى ان 58% من العسكريين الاميركيين في العراق قالوا ان لديهم فكرة واضحة عن مهمة الولايات المتحدة في هذا البلد مقابل 42% تلتبس عليهم الفكرة او لا يعرفون شيئا.

وقال حوالى 85% منهم ان المهمة الاميركية هي بنوع خاص "من اجل الانتقام لدور صدام (حسين) في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر" و77% اعتبروا ان الامر يتعلق ايضا "بحث صدام بشكل من الاشكال على وقف حمايته للقاعدة في العراق".

وقال حوالى 24% منهم انهم يعتقدون ان الرغبة في اقامة ديموقراطية تكون مثالا في العالم العربي هي احد الاسباب الرئيسية للحرب.

واجري الاستطلاع الذي شمل 944 جنديا في عدة اماكن في العراق من 18 كانون الثاني/يناير الى 14 شباط/فبراير مع هامش خطأ بمعدل 3,3%.

من جهة اخرى اشارت دراسة نشرت الثلاثاء في الولايات المتحدة الى ان حوالى ثلث الجنود الاميركيين العائدين من العراق يحتاجون الى استشارة من ادارة خدمات الصحية النفسية و19,1% منهم يعانون من اضطرابات نفسية.

وقالت الدراسة التي نشرت في مجلة "جرنال اوف ذي اميركان ميديكال اسوسيشن" الاربعاء ان هذه النسبة تبلغ 11,3% بين الجنود العائدين من افغانستان و8,5% من الجنود العائدين من مناطق اخرى.

وتناولت الدراسة 303905 جنود بينهم 222620 عادوا من العراق و16318 من افغانستان و64967 من مناطق اخرى مثل كوسوفو او البوسنة بعد عام من عودتهم.

وبعيد اندلاع الحرب في العراق في 2003 فرضت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) على العسكريين العائدين من مناطق حرب الرد على اسئلة في استمارة لتقييم وضعهم النفسي والنظر في امكانية تقديم مساعدة طبية لهم لتخفيف اي مشاكل نفسية قد يعانون منها على الامد الطويل.

وقال الطبيب تشارلز هوغ من معهد والتر ريد للابحاث التابع لسلاح البر في سيلفر سبريغ في ولاية ميريلاند (شرق) ان الصدمات الناجمة عن الحروب كانت في النزاعات السابقة تدرس بعد مرور سنوات.

واوضح هذا الطبيب الذي قاد التحقيق "نعالج المسألة بطريقة مختلفة في هذه الحرب" معبرا عن امله في ان تكون "نسبة المصابين بصدمات نفسية ناجمة عن المعارك اقل من تلك التي سجلت في الحروب السابقة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس  2  /اذار/2006 -1 /صفر/1427