في تحقيق خاص لشبكة النبأ.. بين الخوف والترقب والوقاية رعب انفلونزا الطيور في العراق

خاص بشبكة النبأ-كربلاء/ شكري الملك

د

·  95 بالمئة من الناس امتنعوا عن شراء الدجاج والبيض.

·  اسعار مغرية للحوم الدجاج والبيض في الأسواق كافة؟!!.

·  فقدان العديد من العوائل الكربلائية لمصدر رزقها الأساس.

·  على أصحاب الطيور الداجنة(الحمام) التخلي عن طيورهم للاحتفاظ بحياتهم.

قبل شهور عندما كنا نتابع تطورات مرض انفلونزا الطيور من على شاشات التلفاز وتتناقل اخبار الفضائيات عدد الاصابات بهذا المرض في هذه الدولة او تلك، كنا في ذلك الحين ننظر الى ما يحدث وكأننا نعيش في كوكب آخر بل ونستغرب حدوث هذا المرض الذي حير الاطباء وغيرهم وكنا لا نتوقع ان يحط رحاله بيننا ذات يوم. لكنه الآن حل علينا ضيفا غير مرغوب به بل ومخيف وقد تجاوزت أضراره حدود الخوف الى الاقتصاد حيث العزوف التام من قبل الناس عن تناول لحم الدجاج والطيور بشكل عام والبيض ايضا، الامر الذي أحدث كسادا في تجارة اللحوم (البيضاء) وخسارة كبيرة لمن يعمل في بيع لحوم الدجاج والطيور بشكل عام، هذا ما حدث في كربلاء مؤخرا وما لمسته شبكة النبأ بين الناس وفي الاسواق ما أثر على أمور حياتية عديدة من بينها على سبيل المثال صعود اسعار الاجبان بكافة انواعها والقيمر والالبان بأنواعها ايضا، ناهيك عن فقدان العديد من العوائل لمصدر رزقها الاساس القائم على بيع لحوم الدجاج والطيور والأجبان والالبان والقيمر وغير ذلك.

لقد اصبح مرض انفلونزا الطيور حقيقة تعيش بيننا ونتعامل معها شئنا ام ابينا، ولهذا كان لشبكة النبأ جولة ميدانية في الاسواق الكربلائية( سوق الدهان / سوق البصرة في حي الايمان/ سوق حي النصر) كما اننا التقينا احد الاطباء وتحدث لنا حول هذا الموضوع اضافة الى باعة وأناس آخرين من العامة لكي نقدم جانبا من المشهد الحياتي لأهالي كربلاء الذين بدأوا يتعاملون مع ضيفهم المخيف( انفلونزا الطيور) كحقيقة قائمة لا تقبل الاهمال او اللامبالاة لأن هذا المرض ببساطة حصد وما زال يحصد العديد من ارواح البشر في بقاع الارض المترامية الاطراف.

ومن المشاهد التي نذكرها اننا رأينا قفصا ممتلئا بالحمام الداجن وهو متروك على أحد أرصفة شوارع (حي الحسين) من دون ان يقترب منه أي شخص وكان على صاحب هذا القفص ان يتخلص من الحمام بطريقة أخرى أفضل من رميه على قارعة الطريق كي يضمن عدم وصول طيوره الى بيت او عائلة اخرى.

وأول من إلتقيناه هو المواطن (سيد حميد عليوي/ بائع دجاج في سوق الدهان) وسألناه عن إقبال الناس على شراء الدجاج فقال:

لقد تراجعت مبيعاتنا بشكل كبير ولم يعد الناس يقبلون على شراء الدجاج بسبب هذا المرض اللعين، واجزم لك بأن أكثر من 95 بالمئة من المشترين تخلوا تماما عن شراء لحوم الدجاج.

وعندما سألناه عن تأثير ذلك على مصدر رزقه اليومي قال مشيرا بيده الى باعة آخرين للدجاج: أنا وهؤلاء جميعا فقدنا أرزاق عوائلنا بسبب خوف الناس من هذا المرض الذي كنا ننظر اليه في التلفزيون ونقول انه لن يصل الينا ابدا. وهناك من عرض محله للبيع وآخرون يفكرون بذلك لكن ما هو العمل البديل، هذا مانفكر به الآن.

أما محطتنا الثانية فكانت مع البائع الثاني ( احمد صالح/ بائع دجاج فقط/ سوق حي النصر) فقال لنا عن سبب اصراره على ممارسة بيع الدجاج:

لا توجد لي مهنة اخرى أعيل بها عائلتي وانتم تعرفون حجم البطالة التي (يتنعم بها العراقيون والحمد لله).

وعن اقبال الناس على شراء الدجاج قال: منذ الصباح وحتى هذه اللحظة(عصرا) لم يأت إلي مشتري واحد ولم أبع دجاجة واحدة .

وعن الفرق بين دخله السابق من بيع الدجاج ودخله الحالي قال:

النسبة كبيرة جدا حيث دخلي الآن يكاد ان يقترب من (الصفر) في حين قبل ( انفلونزا الطيور) كنا نعيبش عائلة كاملة من ستة أنفار من عملي في بيع الدجاج.

وكانت لنا وقفة مع( العطار/ احمد ريسان الخفاجي/ سوق البصرة) وسألناه عن كمية بيض الدجاج التي يبيعها في الوقت الحالي فقال:

أقول لك ان الناس لم تبتعد عن شراء الدجاج فقط بل هم تخلوا عن شراء البيض ايضا، فأنا مثلا ومنذ صباح اليوم لم أبع طبقة واحدة بل بيضة واحدة، قبل ثلاثة أيام بعت بيضتين فقط ولعائلة يبدو انها فقيرة الحال. لقد أصبحت أسعار لحوم الدجاج متدنية جدا بل ومغرية لكنها في نفس الوقت( مميتة)!!.

وعندما سألناه عن الاضرار التي لحقت به قال: أنا حالي أفضل من جال بائعي الدجاج فقط ، فأنا أعوض خسارتي من خلال اقبال الناس على شراء الاجبان والالبان وما شابه ذلك.

وكانت محطتنا الاخيرة مع الدكتور( نعيم الجنابي/ مدير عيادة الاقصى الشعبية/ مسؤول الشعبة الانتقالية في دائرة صحة كربلاء) الذي طلبنا منه نصائح للمواطنين تتعلق بكيفية التعاطي مع هذا المرض الوافد حديثا الى العراق فقال:

(ان الطيور أحد الاسباب الرئيسة للمرض سواء الداجنة منها او المهاجرة، وانا اوجه الناس بالابتعاد عن الطيور الداجنة، فاذا اردت الاحتفاظ بحياتك عليك ان تتجنب ناقل هذا المرض وهو الحمام) وعن بيض الدجاج قال الدكتور الجنابي:

 ان البيض لا يشكل خطورة فقط البيضة المكسورة، علما ان الفايروس المسبب لمرض انفلونزا الطيور يموت بدرجة حرارة ( 70 مئوية) .

وعن طريقة استهلاك البيض وتهيئته للأكل قال الدكتور الجنابي:

 ( يفضل وضع البيض في انا مملوء بالماء والصابون وغسل البيض جيدا بعد ذلك نقوم بطهيه) وحول سؤالنا عن حدوث اصابة بهذا المرض في كربلاء أجاب الدكتور نعيم الجنابي:

( الحمد لله حتى اللحظة لا توجد أي حالة في حدود محافظتنا العزيزة كربلاء) واضاف( ان هذا المرض لا ينتقل من شخص لآخر، ويكفينا ما يحدث لنا من الارهاب والوضع الامني المتدهور، والله أرحم الراحمين).

هكذا كانت رحلتنا مع ضيف كربلاء الغير مرغوب به ( انفلونزا الطيور) ونؤكد للمواطنين الكرام جميعا أهمية التعامل مع هذا المرض بجدية وأخذ الامر على محمل الجد في الوقاية منه وتجنب الطيور في البيت او البستان او أي مكان آخر حتى يغادرنا هذا المرض الى كوكب آخر غير مأسوف عليه، متمنين من الباريء عز وجل ان يحفظ الانسانية جمعاء من كل مكروه.

شبكة النبأ المعلوماتية -السبت 18  /شباط /2006 -19 /محرم الحرام/1427