* يجب على كل شاب وشابة ان يتعاملوا معها من
اجل خدمة الانسان لا من اجل العبث بها..
* بعض الفتيات والفتيان الذين لا يملكون
الحرية الكاملة للخروج من البيت يستعملون الموبايل كوسيلة لاتصال مع
الاشخاص المقربين لهم عاطفيا..
* اذا تصرفنا معها بصورة همجية وغير حضارية
وبدون واعز خلقي وديني فانها ستكون مضادة اكثر من ان تكون نافعة...
لم يتمتع العراقيون بنعمة وسائل الاتصال الحديثة في ظل النظام
المخلوع بسبب منعه الشديد لتداولها إلاّ لأغراضه الأمنية في الأجهزة
التي
تعمل على حمايته من السقوط، وبعد زوال الدكتاتورية دخلت وسائل الاتصال
الحديثة الى العراق وتم استخدامها على نطاق واسع وتوافرت لكل من يرغب
الافادة منها ولم ينحصر استخدامها في فئة معينة حكومية كانت او أهلية،
ومن بين من استخدم هذه الوسائل الجديدة من شرائح الشعب العراقي شريحة
الشباب والمراهقون، فبات من غير المستغرَب ان ترى شابا يحمل (موبايل)
بمواصفات حديثة تقترب من مواصفات الكومبيوتر، كما ان جهاز الستلايت
انتشر بسرعة فائقة حتى اصبح من النادر ان ترى سطحا من سطوح البيوت يخلو
من (صحن) الستلايت في عموم محافظات العراق، وقد اجرينا لقاء مع عدد من
الشباب والطلاب والاساتذة حول تأثير دخول مثل هذه الاجهزة المذكورة
اعلاه الى حياتهم ودورها السلبي والايجابي.
وكانت وقفتنا الاولى مع الطالب حمزة محمد طالب في المرحلة الرابعة
معهد اعداد المعلمين من مواليد 1986 حيث قال:
يعد الستلايت والموبايل والانترنيت من وسائل الاتصال وتبادل
المعلومات الحديثة والاكثر تطورا في العالم والجيدة ايضا هذا اذا
استخدمت بالشكل الصحيح، فوسائل الاتصال هذه تختصر لك المسافات بين
البلدان وتحول اوراق المجلدات الفخمة الى مجموعة فولدرات يسهل عليك
تصفحها وبشكل عام فهي تحول العالم الى قرية صغيرة بين يديك.
اما سلبيات هذه الاجهزة الحديثة (الموبايل/ الانترنيت) فانها تعود
الى طبيعة الشخص المستخدم وتشوقه اليها، فعند دخول الستلايت الى العراق
بعد سقوط الصنم، كثير من الشباب اساء استخدامه ولكن بعد مدة ليس
بالطويلة اصبح الستلايت شيئا طبيعيا وكذلك الموبايل، فكثير من الشباب
مازالوا يستخدمونه استخداما اشبه بالسيء لان الموبايل مصنع من اجل خدمة
الناس وقضاء اعمالهم ويختصر الوقت ولكن شبابنا اليوم يستخدمونه في
مجالات بعيدة عن انجاز الاعمال المهمة اما بالنسبة الى الانترنيت فهو
موسوعة علمية بالنسبة لشباب العراقي يطلع على العالم من خلاله ويصبح
شيئا عاديا بالرغم من قصر الفترة الزمنية التي دخل اليها الانترنيت الى
العراق ولكن الاستخدام الجيد لبعض الشباب العراقي جعلهم يحترفون في
برامج الانترنيت واصبحوا من اشهر مصممي المواقع الاكترونية. اما
بالنسبة للستلايت فله فوائد كثيرة مثل معرفة اخبار العالم وكذلك التعرف
الى اخر الاكتشافات من خلال البرامج العلمية والفائدة الثقافية وغيرها
. وبالنسبة لجهاز الموبايل فهناك فوائدة كثيرة له اذ يقرب البعيد عنا
ويمكن الاتصال بأي شخص نريد ان نتكلم معه في امور مفيدة وليست امور
تافهة وغيرها من اتصالات لا تليق بالشباب.
وكانت لنا وقفة مع الطالب حيدر فاضل طالب في الخامس
الاعدادي من مواليد 1986 حيث قال:
ان لهذه الاجهزة فوائد وسلبيات ايضا فالموبايل والانترنيت
والستلايت كلها اجهزة حديثة دخلت قطرنا الحبيب لفائدة الانسان ولكن اذا
اساء استخدامها انقلبت ضده وضد مجتمعه بصورة عامة انا اجد جهاز
الموبايل له فوائد كثيرة اذا ما استغل استغلالا حسنا في السلوك والتصرف
والرقي الحضاري وكذلك بالنسبة لبقية الاجهزة مثل الانترنيت والستلايات
اذا ما تصرفنا معها بوعي ديني واخلاقي وثقافي فانها سوف تصب في خدمة
الانسان والمجتمع ككل. اما اذا تصرفنا معها بصورة همجية وغير حضارية
وبدون واعز خلقي وديني فانها ستكون مضادة اكثر من ان تكون نافعة.
والتقينا ايضا الاستاذ الجامعي منتصر محمود العوادي حيث قال:
تعد الثقافة وعناصرها المرتبطة بها معيارا لمستوى تقدم اي شعب من
الشعوب ان لم تكن المعيار الاول في ذلك. اقول ان مجتمعنا العراقي يملك
من الثقافة الرصيد الاكبر . فهو صاحب اولى الحضارات الانسانية الممتدة
الى الاف السنين ممثلة بحضارة وادي الرافدين اقول هذا ونحن نعيش
افرازات العلم الحديث والتكلنوجيا المتطورة؟؟ مما يستدعي منا التعامل
معها على وفق الرصيد المعرفي والثقافي الذي تملكه وعمق هذا الرصيد
فالانترنيت والستلايت والهاتف النقال (الموبايل) لم تكن يوما مثار
مشكلة في نفسها وانما بطريقة التعامل معها ولان طريقة التعامل مع هذه
الافرازات الحضارية تختلف من بلد الى اخر لذلك تنشأ بين اونة واخرى
تساؤلات انسانية متضاربة عبر ما تنشره الصحف وبقية وسائل الاعلام
الاخرى شاكية حينا متندرة حينا اخر حول الالية التي يتم التعامل بها
ومن خلالها مع هذه هو ان الانسان مالك نفسه ويعرف ما يضره وما ينفعه .
وهذه الاجهزة بأعتقادي اخترعت لخدمة الانسان وفائدته وليست وسائل اللهو
والعبث او توجيهها بغير اتجاهها الصحيح لان في ذلك من الضرر ما يترتب
على الشخص المسىء نفسه اكثر من غيره: ولا يتعلق الامر بهذه الاجهزة
فحسب بل في معظم الاشياء الحياتية التي نتعامل معها يوميا فالقلم مثلا
يمكن ان استخدمه في طريق الخير من خلال كتابة الكلمات المفيدة الهادفة
او رسم الاشياء النافعة / ويمكنني ان استخدمه في غير اتجاهه كما فعل
ذلك الرسام في الصحفية الدانماركية حينما وجه قلمه في طريق الشر فجلب
المضرة على نفسه وعلى بلده اكثر مما جلبه على الاخرين . وهكذا فالمعيار
كما اسلفت في البداية لا يكمن في الاشياء بذاتها وانما في طريقة
تعاملنا معها وكل حسب وعيه وثقافته الي تؤهله لان يضع الاشياء في
موضعها الصحيح والمناسب لها.
وقد كانت لنا وقفة حول هذا الاستطلاع مع الاخ فاضل عبد الكريم موظف
في دائرة الكهرباء حيث قال ان هذه الوسائل الحديثة التي دخلت القطر
العراقي قد مهدت لكثير من الاشياء من هذه الاشياء هي سهولة التعامل مع
هذا التطور الذي تشهده الانسانية جمعاء ولكن اذا ما تصرف اي شخص منا
بسذاجة وعدم وعي ثقافي واخلاقي سوف تكون هذه الوسائل مضرة اكثر من ان
تكون نافعة، اذن انا ارى وحسب رأي انه يجب على كل شاب وشابة ان
يتعاملوا معها من اجل خدمة الانسان لا من اجل العبث بها وسوء التعامل
معها فالفائدة التي يحصلون عليها تنصب في خدمة اغراضهم الشخصية وفي
مختلف المجالات العلمية والادبية والاسلامية وغيرها.
وقد
التقينا مع الشاب محمد ياسر خريج كلية التربية في محافظة بابل قسم
التاريخ حيث وقال لنا حول هذا الموضوع:
ان لهذه الاجهزة فوائد كثيرة وهي شيء جدي وضروري لنا، بالنسبة
للموبايل ان الاستعمال غير الصحيح له هو ان بعض الفتيات والفتيان الذين
لا يملكون الحرية الكاملة للخروج من البيت يستعملون الموبايل كوسيلة
لاتصال مع الاشخاص المقربين لهم عاطفيا دون علم الاهل اما بالنسبة
الانترنيت هو وسيلة حضارية يقوم بتوعية وتنوير الكثير من الناس بدون
الحاجة الى كلفة مادية كشراء الكتب او التنقل من مكان الى اخر كل
المكتبات لكن لا تخلو هذه الوسيلة من مساوئ، فهناك من يقوم بتسخيرها
باتجاه المعاكس خصوصا الشباب المراهقين والذين لا يعوا اهمية هذه
الوسيلة الا لغرض اشباع رغباتهم . اما بالنسبة للستلايت فهو لا يختلف
كثيرا عن الانترنيت اذ كلاهما يتقاربان من حيث اسلوب الاستعمال وهناك
من يقوم باستخدام الستلايت لمتابعة احداث العالم وما يدور بصورة تقرب
له كل الامور والثقافات السائدة في المجتمع وايضا متابعة البرامج
الثقافية والترفيهية والعلمية التي من شأنها ان ترفع المستوى العلمي
للفرد الناضج . |