المقاطعة الاقتصادية: شركات دنماركية تضطر لاستخدام أسماء بديلة

تدهورت صادرات منتجات الالبان والدواجن الدنمركية الى الشرق الاوسط مع مقاطعة ملايين المسلمين المنتجات القادمة من الدنمرك بسبب النزاع حول الرسوم الكاريكاتورية التي تسيء الى النبي محمد. وتوقفت جميع صادرات الدواجن الدنمركية الى الشرق الاوسط الاسبوع الماضي مع قيام الزبائن من اصحاب المتاجر بالغاء طلبيات شراء ورفعهم المنتجات الدنمركية من متاجرهم.

وقال يان بيدرسن مدير عام اتحاد مربي الدواجن الدنمركي يوم الجمعة "نخشى اننا قد نضطر الى اعادة كل الصادرات لان عددا كبيرا من الزبائن يعمدون الى إلغاء طلبيات الشراء. ليس لدينا أي فكرة متى سنتمكن من العودة الى السوق."

واضاف بيدرسن أن قيمة صادرات الدواجن الى الشرق الاوسط تبلغ 180 مليون كرونة دنمركية (28.87 مليون دولار) سنويا أو حوالي 12 في المئة من اجمالي الصادرات. ويعمد المزارعون الدنمركيون الى تغيير انتاجهم من الدجاج الكامل الذي يباع بشكل اساسي في الشرق الاوسط الى اجزاء الدجاج لبيعها في اسواق اخرى. وتأزمت العلاقات الدبلوماسية بين الدنمرك وعدد من الدول الاسلامية اواخر الشهر الماضي بعد ان نشرت صحيفة يلاندس بوستن في سبتمبر ايلول رسوما كاريكاتورية تسيء للنبي محمد. وأعادت صحف اوروبية اخرى نشر الرسوم مؤخرا. واستجاب المستهلكون في الدول الاسلامية في الشرق الاوسط وافريقيا واسيا للدعوات الى مقاطعة البضائع الدنمركية.

وتصدر الدنمرك الى الشرق الاوسط منتجات غذائية وزراعية في مقدمتها الجبن والزبد والدواجن تصل قيمتها الى حوالي 1.8 مليار كرونة دنمركية سنويا.

ويرى المراقبون ان اقتصاد الدنمارك يتمتع بدرجة كافية من المتانة لمقاومة قرار مقاطعة منتجاته في الدول العربية بسبب قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد لكن عددا من الشركات تحاول مع ذلك الالتفاف على هذا القرار. وفي اول تعليق له على هذه القضية في صحيفة "بيورسن" الاقتصادية اعتبر وزير المالية الدنماركي ثور بيدرسن ان هذه الازمة "لا تشكل تهديدا للاقتصاد الدنماركي في وضعه اليوم". لكنه اشار الى انه لا يعرف كيف ستتطور الامور. وقال "لا اعرف حتى متى ستدوم هذه الاضطرابات. ومع ذلك فاني مقتنع انه لن يكون لها تأثير على المدى الطويل" على الاقتصاد.

واوضح المعهد الوطني للاحصاء ان الصادرات الدنماركية الى الدول العربية الاسلامية متواضعة نسبيا وتقدر قيمتها بحوالى 14 مليار كورون دنماركي (1,9 مليار يورو). واضاف ان منتجات بقيمة ثمانية مليارات كورون من هذا المبلغ تصدر الى الشرق الاوسط ما يمثل بذلك ما مجموعه حوالى 3% من اجمالي صادرات الملكة الاسنكدينافية في 2004. الا ان هذه الارقام لا تتضمن المنتجات الدنماركية المحلية والخدمات مثل النقل البري والاتصالات ومكاتب الاستشارات في هذه الدول والتي قد تدر عائدات تقارب قيمتها ثمانية مليارات كورون في السنة.

ورأى رئيس قسم المحللين في "دانسكي بنك" اكبر مجموعة مصرفية في الدنمارك ستين بوسيان ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان "الاقتصاد الدنماركي يتمتع بدرجة كافية من المتانة لمقاومة مقاطعة شاملة من الدول الاسلامية مع خسارة عشرة الاف وظيفة في اسوأ الحالات".

واعتبر "جيسكي بنك" من جهته ان كلفة المقاطعة على مدى سنة تصل الى 7,5 مليارات كورون (مليار يورو) بينما قال بوسيان "لا اؤمن بهذا الاحتمال" معتبرا "ان عواقب الازمة ستكون سياسية وليس اقتصادية".

وفي اوج ازمة الرسوم الكاريكاتورية اعادت المجموعة المصرفية الاولى في الدنمارك "نورديا" النظر في نسبة نمو اجمالي الناتج الداخلي في البلاد في 2006 وقدرتها ب 3,2%. لكن بعض القطاعات معرضة اكثر من غيرها للمقاطعة وتحاول بعض الشركات الالتفاف عليها.

وصرحت ماريان كاستنسكيولد المستشارة في "دانسك انداستري" اتحاد الصناعات الدنماركية الجمعة للاذاعة الدنماركية ان العلامة التجارية "صنع في الدنمارك" التي كانت عنوان الجودة ازيلت وحل محلها الاسم الاصلي الاكثر تعميما "الاتحاد الاوروبي".

وقال اتحاد الصناعات الدنماركية ان شركات دنماركية عدة اضطرت الى المرور عن طريق فروعها في الخارج بهدف مواصلة بيع منتجاتها تحت اسم اخر غير الدنمارك بدون الكشف عن اسماء هذه الشركات. وبهذه الطريقة تحاول مجموعة "أرلا فودز" ثاني منتج اوروبي للحليب والمجموعة الدنماركية الاكثر تأثرا ولا شك بالمقاطعة بيع الزبدة التي تنتجها وتسوقها في علب من 25 كيلوغراما دون لصق اسمها عليها.

وقالت استريد غيد نيلسن المتحدثة باسم الشركة لوكالة فرانس برس ان مبيعات "ارلا فودز" من مشتقات الحليب تبلغ اكثر من ثلاثة مليارات كورون في السنة الى الشرق الاوسط. واضافت ان شركتها تخسر حاليا عشرة ملايين كورون يوميا "اي خسارة 140 مليون كورون منذ 28 كانون الثاني/يناير حتى اليوم".

كما جمدت صادرات الطيور الى الشرق الاوسط التي كانت تمثل حوالى 180 مليون كورون (24,16 مليون يورو) سنويا اي ما يعادل 12% من الصادرات الاجمالية الدنماركية لهذا القطاع. وطلبت جمعية اصحاب السفن الدنماركية من اعضائها انزال الاعلام الدنماركية عن سفنهم التي ترسو في شواطىء دول اسلامية.

ولمواجهة المقاطعة اطلقت حملات دعم تحت شعار "باي دانيش" على شبكة الانترنت وخصوصا المواقع الاميركية تدعو الى شراء العاب ليغ ومنتجات "ارلا فودز" وبيرة "كارسلبرغ".

واطلقت الصحيفة الالمانية "دي فيلت" ايضا موقعا لدعم المنتجات الدنماركية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 13   /شباط /2006 -14 /محرم الحرام/1427