سبب ايقاف الفيحاء تهديد ارهابي!

رياض الحسيني

 لا يخفى على الجميع خبر ايقاف تجديد فترة البث للفضائية العراقية "الفيحاء" التي تبث من دبي. وبنظرة المحايد يمكن الوقوف على اسباب هذا الرفض من قبل دولة الامارات العربية المتحدة فيما يخص فضائية الفيحاء تحديدا دون غيرها من الفضائيات سواء العربية او العراقية. وبنظرة المحايد ايضا يمكننا ان نميّز قناة الفيحاء عن غيرها من القنوات وبذات النظرة والتقييم يمكن للمحايد ان يستشرف مسيرة الفيحاء ليس من باب التقرب والزلفى بل انتصارا للحق من جهة ولحرية الاعلام والكلمة الحرة من باب اخر. فالمعروف عن دولة الامارات انها قد فتحت الابواب امام الجميع سواء الاستثمارات العربية او الاجنبية للدخول الى دبي فضلا عن فتح ابواب حرية الرأي والكلمة وتلاقح الافكار انطلاقا من دبي وذلك تحت شعار "العالم قرية صغيرة"!

ربما لم يعد خافيا حجم الوشاية الذي نال فضائية الفيحاء امام السلطات الاماراتية "المتنفّذة" منها تحديدا من قبل جماعات "ملثّمة"! لكن يمكن ان تكون التفاصيل ليست بتلك الدرجة فالخبر الذي اسرّه لي بعض المطّلعين على خفايا هذه الحالة الغير سوية في التعامل من قبل السلطات الاماراتية اتجاه قناة الفيحاء تحديدا يستحق التوقف عنده والوقوف على صحته من عدمه! يقول هذا المصدر "ان جهازا امنيا محددا في الامارات قد ضغط باتجاه استحصال مثل هذا القرار وذلك على خلفية تهديد سرّي قد وصل لتلك الجهة من قبل جهة عراقية محددة اذا ما تم التجديد لقناة الفيحاء مضيفا ان قرار عدم التجديد ليس جديدا بل كان متداولا ولكن على نطاق اضيق مما هو عليه الان"!

مايجعل هذا الخبر اقرب الى التصديق هو لاننا امام حالة غير متزنة وغير متوازنة من قبل السلطات الاماراتية ليس اتجاه فضائية الفيحاء فحسب بل اتجاه العراق الجديد بشكل اوسع وذلك لما تمثله هذه الحالة من قمع لحرية الشعب العراقي ولرأيه والذي تجسّد فضائية الفيحاء جزء كبير منه ان لم يكن جلّه، هذا من جهة. من جهة اخرى ان المعروف عن قناة الفيحاء انها لم ولن تسئ الى دولة الامارات اضافة الى انتهاج الفيحاء لسياسة عدم التدخل في شؤون الدولة التي تنطلق منها فضلا عن الدول المحيطة بها، فكيف يكون بثها من على اراضيها غير مرغوب فيه الى هذه الدرجة من دون ايضاح الاسباب التي يجب ان تكون محور الرفض، وهو حق ليس للفيحاء فحسب بل لكل المؤيدين والمشاهدين لتلك القناة فضلا عن كادرها وطاقم ادارتها؟!

وما يجعل هذا الطرح موافقا لطبيعة الحدث هو الخلفية التي انطلقت منها "قناة ابو ظبي" من قبل في امتناعها عن المضي قدما في بث مسلسل "الطريق الى كابل" قبل عامين وذلك على خلفية "تهديد ارهابي" للقناة ان هي استمرت بالبث. هذا الحدث ارسل رسالة واضحة ان دولة الامارات من النوع الذي ينزل عند الرغبات الارهابية وذلك حفاظا على امنها واستقرارها وهو ما جعل هؤلاء يستغلون هذا الضعف في اللجوء الى تهديد دولة الامارات مجددا لتنفيذ مخططهم في منع قناة الفيحاء من البث، وقد نجحوا!

كل ذلك وان لم يصح فهو ليس مستغربا ولكن المستغرب وغير المنصف هو غياب الحكومة العراقية عن ساحة الحدث ولو بتعليق على الموضوع وكأن هذه القناة ليست عراقية ولا تبث الى الداخل العراقي ولم تقف مع الشعب العراقي ولا مع الحكومة فتعاملت حكومتنا الموقرة مع الحدث بسلبية وتجاهل بدى متعمّدا وان لم يكن كذلك! فمن حقنا على الحكومة ان تحفظ حقوقنا ليس في الداخل العراقي فحسب بل وحتى خارج الوطن! واذا ما سلّمنا جدلا باساءة فضائية الفيحاء للدولة التي تنطلق منها فعلى اقلها يكون من واجب الحكومة العراقية الاتصال بالجهات المعنية في الامارات للوقوف عند السبب الرئيس وايضا ليس لحساب الفيحاء بل لما تمثله تلك القناة من نبض في الشارع العراقي الذي يعاني من القتل اليومي على الايادي الارهابية الخبيثة.

على هذه الاسس يتوجب على كل المثقفين العراقيين واصحاب الاقلام النظيفة والجريئة ان يشحذوا اقلامهم ويشمّروا عن سواعدهم لكشف اي مخطط من هذا النوع والوقوف صفا واحدا لنصرة خيار الشعب العراقي وقضيته العادلة في فضح الارهاب وملاحقة الارهابيين اينما حلّوا وكيفما تشكّلوا وبأي لباس تخفّوا محذّرين في الوقت نفسه ان السكوت عن نصرة الفيحاء سيقود الى انتكاسة اكبر فالارهابيون والبعثيون لم ولن يميّزوا بين الفيحاء وغيرها طالما ان الجميع في سفينة العراق الجديد الذي لايروق لهؤلاء استقراره.

*كاتب صحفي وناشط سياسي عراقي مستقل

www.riyad.bravehost.com

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 12   /شباط /2006 -13 /محرم الحرام/1427