صحف تبحث عن المال والشهرة تتعرض لمتاعب بعد اعادة نشرها رسوما مهينة

أعادت صحيفة «الرسالة» الأسبوعية الجزائرية نشر الصور التي تناقلتها بعض الصحف الأوروبية والتي تظهر النبي محمد وكأنه «إرهابي».

وبررت الصحيفة إعادة نشر هذه الرسومات بما وصفتها على أنه دعوة إلى الجزائريين لفهم ما يحاك ضد المسلمين في الغرب، وعلى ضوء ما دعا إليه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أصدر نداء بممارسة كل وسائل الضغط السياسي والدبلوماسي على الحكومتين الدانماركية والنرويجية لكبح حملات الاساءة إلى مقدسات المسلمين وتقديم اعتذار يليق بمقام النبي محمد.

واعادت الصحيفة الجزائرية نشر رسمين فقط مما نشرته ''''جيلاندز ـ بوسطن الدانماركية'''' وتظهر ما تصوره على إنه النبي محمد وهو يحمل على رأسه قبعة على شكل قنبلة قربه تعليق استفزازي يقول «شاهدوا نبيكم» وعددكم أكثـر من مليار وسكوتكم سكوت الجبناء».

وذكرت تقارير إخبارية أن صحيفة «الاخبار» الحكومية المصرية أعادت في طبعتها الاولى من عددها الصادر يوم الخميس الماضي نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- التي نشرتها عدة صحف أوروبية مؤخرا وذلك قبل أن يتدخل المسؤولون عن الصحيفة ليأمروا بوقف الطبع وإعدام عشرات الالاف من النسخ التي كانت قد طبعت بالفعل.

وأوضحت صحيفة «المصري اليوم» اليومية المستقلة أن محمد بركات رئيس تحرير «الاخبار» أمر بإحالة المسؤولين عن قرار إعادة نشر الرسوم في الصفحة التاسعة من الطبعة الاولى لعدد الخميس الماضي من الجريدة إلى التحقيق.

وأشارت الصحيفة إلى أن بركات وجه انتقادات شديدة لقيادات التحرير بالجريدة والمسؤولين عن التحرير في ذلك اليوم إلا أنهم دافعوا عن أنفسهم بأنه أجاز بنفسه بروفات صفحات العدد التي عرضوها عليه قبل النشر مما ينفي مسئوليتهم عن أي مما نشر فيه.

وأضافت «المصري اليوم» أن مؤسسة «أخبار اليوم» تحفظت على النسخ التي طبعت من الجريدة في مطابع المؤسسة بمدينة السادس من أكتوبر والتي بلغ عددها 40 ألف نسخة قبل أن يتم إعدامها لكونها تتضمن تلك الرسوم التي بثتها إحدى وكالات الانباء نقلا عن صحيفة «فرانس سوار» الفرنسية.

هذا وقد مثل صحافيان اردنيان نشرا رسوما كاريكاتورية للنبي محمد امام محكمة الصلح في عمان الاحد اثر قرار المدعي العام في العاصمة توجيه تهمة "اهانة الشعور الديني" اليهما حسبما افاد مصدر قضائي.

وقال المصدر "تمت احالة رئيس تحرير اسبوعية شيحان سابقا والعضو السابق في مجلس الاعيان جهاد المومني ورئيس تحرير صحيفة المحور هاشم الخالدي الى محكمة الصلح المختصة اثر نشرهما صورا مسيئة للرسول".

وكان مدعي عام عمان صبر الرواشدة قرر السبت توقيف المومني والخالدي على ذمة التحقيق.

وقد رفع القاضي جلسة محاكمة الخالدي الى منتصف الشهر الجاري والمومني الى التاسع منه بعد ان مثلا امامه ونفيا التهمة الموجهة اليهما. وعقوبة هذه التهمة هي السجن لثلاثة اشهر واو دفع غرامة مالية.

وكانت "شيحان" اعادت الخميس الماضي نشر ثلاثة رسوم كاريكاتورية للنبي محمد بهدف "التنديد بها" ودعت في مقالها الافتتاحي المسلمين الى "التعقل".

اما "المحور" فقد اعادت نشر 12 رسما في اطار يبلغ طوله 11 سنتم بعرض 10 سنتم ضمن مقال يظهر اتساع حملة التنديد بالرسوم التي نشرتها صحيفة "يلاندس بوستن" الدنماركية في 30 ايلول/سبتمبر الماضي واعادت صحف اوروبية عدة نشرها في الايام الماضية.

واكد عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني ان نشر الرسوم "هو افساد في الارض لا يمكن قبوله او تبريره باي شكل كان" موضحا انه "لن يسمح لاي جهة ان تستغل حرية التعبير في الاردن للاساءة" للنبي او "لانبياء الله وللدين الاسلامي والديانات السماوية الاخرى او الرموز الدينية".

بدوره قدم رئيس تحرير صحيفة ماليزية استقالته بعدما أحرج رئيسه المسلم حينما أعاد نشر رسوم مُثيرة للجدل تُسيء للنبي محمد في محاولة لتوضيح ما ثار الجدل بشأنه في الرسوم التي نشرتها صحيفة دنمركية لأول مرة.

وقال بوليت حمزة المدير التنفيذي لمؤسسة ساراواك برس التي تملك صحيفة ساراواك تريبيون انها نشرت الرسوم في عدد يوم السبت في سياق محاولة لتوضيح القصة.

وقال بوليت وهو مسلم ان رئيس التحرير "استقال بمحض اختياره واعتذر عن الأشياء التي فعلها." واضاف مُتحدثا لرويترز ان رئيس التحرير وهو ليس مُسلما ربما أخذ الرسوم من الانترنت.

والاسلام هو الدين الرئيسي في ماليزيا.

وقالت صحيفة نيو ستريتس تايمز ان الحكومة الماليزية ستطالب الناشر بتفسير ما حدث على الرغم من ان ساراواك تريبيون نشر اعتذارا في الصفحة الاولى في عدد الاحد.

وقال بوليت انه لم يتلق شيئا من الحكومة.

وذكرت الصحف الماليزية ان نائب وزير الامن الداخلي نوح عمر استدعى مدير القسم الاخباري في الصحيفة. وندد رئيس الوزراء عبدالله احمد بدوي السبت بالرسوم معتبرا ان نشرها "عمل استفزاز متعمد" وينم عن "قلة احترام فاضحة للحساسية الاسلامية".

من جهتها دافعت صحيفة فلاديلفيا انكوايرار التي كانت واحدة من بين بضع صحف امريكية نشرت رسما كاريكاتيريا للنبي محمد من بين سلسلة الرسوم التي أثارت موجة من احتجاجات المسلمين عن قيامها بذلك يوم الاحد بقولها انها تؤدي عملها فقط.

وقالت اماندا بينيت رئيس تحرير الصحيفة "هذا نوع العمل الذي تقوم الصحف بادائه."

ونشرت الصحيفة يوم السبت أكثر تلك الرسوم اثارة للجدال والتي صورت النبي محمد مرتديا عمامة على شكل قنبلة ونشرتها على موقعها على الانترنت .

وأرفقت انكوايرار مع نشرها الرسم ملاحظة قالت في جزء منها ان "انكوايرار لا تقصد عدم احترام المعتقدات الدينية لأي من قرائها . ولكن عندما يصبح استخدام رسوم دينية يجدها كثيرون مُسيئة قصة إخبارية كبيرة نعتقد ان من المهم بالنسبة لقرائنا ان يستطيعوا الحكم على محتوى الرسوم بأنفسهم."

وشبهت الملاحظة هذه الرسوم بالنشر في وقت سابق لصورة لاندريس سيرانو في عام 1987 للسيد المسيح مصلوبا ويجري التبول عليه وهو عمل أثار غضب مسيحيين كثيرين .

وقالت بينيت في مقال على موقع الصحيفة على الانترنت ان الصحيفة نشرت الرسم الكاريكاتيري للنبي محمد للمساعدة في نقل المسألة للقاريء.

وأضافت "ننشر هذا من اجل اعطاء الناس تصورا لما يدور حوله الجدال وليس من أجل الاثارة وفعلنا ذلك مع سلسلة كاملة واسعة من الرسوم عبر تاريخنا."

وامتنعت معظم الصحف الامريكية ومن بينهما نيويورك تايمز وواشنطن بوست ويو اس ايه توداي عن نشر اي من هذه الرسوم حتى الان وقامت بدلا من ذلك بوصفها من خلال الكلام اثناء تغطيتها لرد فعل المسلمين الغاضب على هذه الرسوم.

ونقلت الصحيفة عن بينيت قولها"انت تنشرها لان هناك سببا إخباريا لنشرها.

"الجدال لم يتوقف على ما يبدو .وهي مازالت قصة اخبارية."

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء7   /شباط /2006 -8 /محرم الحرام/1427