البدانة تجتاح الأوربيين واليابانيين  وأمريكا تحاول انتاج عقار مضاد لها

أصبح المزيد من اليابانيين يعانون من ارتفاع أوزانهم ويمارسون الرياضة بدرجات أقل مما يبعدهم أكثر عن المستويات التي تستهدفها الحكومة في دولة ذات وعي صحي عال بحلول عام 2010 .

وكشف تقرير لوزارة الصحة أن نحو 29 بالمئة من الرجال الذين تتراوح اعمارهم بين 20 و60 عاما يعانون من السمنة مقارنة مع 24 بالمئة عندما بدأت الوزارة حملة "الصحة في اليابان في القرن الحادي والعشرين" في عام 2000 . والهدف من هذه الحملة هو خفض هذه النسبة عن 15 بالمئة بحلول عام 2010.

وصرح مسؤول من الوزارة الصحة اليابانية يوم الجمعة بان الحكومة ستراجع الحملة في ابريل نيسان الا انها لا تعتزم تقليل المستويات المستهدفة ومنها نسبة من يكثرون من شرب الخمور ومن يعانون من توترات عصبية وكمية الخضر التي تستهلك يوميا. كما أظهر التقرير أيضا ان اليابانيين يمارسون الرياضة بدرجات اقل وان الرجال يسيرون في المتوسط 7575 خطوة يوميا مقارنة مع المستوى المستهدف وهو 9200 خطوة بينما تسير النساء 6821 خطوة بدلا من 8300 خطوة.

وقال مسؤول "نحن نعيش في بلد زاخر بالطعام. ليس هناك شيء قد ترغب في ان تأكله ولا تجده حتى ما لا ينتج في اليابان." وأضاف "لكن الناس يجب ان تتعلم ان تختار ما تأكل. ونحتاج كذلك الى موازنة ما نستهلكه بممارسة الرياضة." وتابع أن الانشغال الدائم واستخدام السيارات حد من ممارسة الرياضة. لكن كثرة العمل لم تمنع البعض من توفير الوقت اللازم لممارسة الرياضة. فالعديد من أماكن العمل في اليابان خاصة المصانع تعطي العاملين فسحة من الوقت لممارسة الرياضة على أنغام الموسيقى كل صباح ومساء غير أن عدد من يحرصون على ذلك تراجع في الاعوام القليلة الماضية.

على صعيد مشابه ذكر راديو كندا الدولي ان الدراسة التي اجرتها جامعة كوينز في اونتاريو حذرت من ان "الوضع يسير من سيئ الى أسوأ" فيما يخص البدانة ودعت الى ضرورة اتباع الحمية الغذائية والرياضة لتخفيف الوزن. وتقول منظمة الصحة العالمية ان هناك أكثر من مليار شخص في العالم يعانون زيادة في الوزن في حين ان هناك اكثر من 300 مليون شخص يصنفون على انهم يعانون السمنة مما يضعهم في موضع خطر الاصابة بامراض القلب والجلطة والسكر من النوع الثاني ومشاكل التنفس وبعض الاورام.

ولا تقتصر مشكلة السمنة على الدول الغنية فحسب اذ ان المشكلة بدأت تنتشر بسرعة في الدول النامية.

أما في هولندا فقد جأر الاطباء بالشكوى من ان اسرة المستشفيات وطاولات اجراء العمليات الجراحية قد تنثني تحت وطأة المرضى البدناء وقالوا ان بعض المرضى لا يمكن وضعهم على أجهزة للفحص الا بشق الانفس. والهولنديون من اطول شعوب العالم كما ان معدلات البدانة بينهم تتزايد.

وقال الجراح هيرمان مينكي في تصريحات لصحيفة الجيمين داجبلاد "اضطررت مؤخرا الى وضع اثنتين من طاولات العمليات جنبا الى جنب حتى اتمكن من اجراء جراحة لمريض ثقيل الوزن." وقالت الصحيفة ان طاولات العمليات الجديدة لها القدرة على حمل مريض حتى وزن 360 كيلوجراما لكن الطاولات القديمة تنثني تحت المريض اذا تجاوز وزنه 150 كيلو جراما.

وابدى مجموعة من الاطباء قلقهم للمرة الاولى من الامر على صفحات دورية ميديش كونتاكت الهولندية الطبية مشيرين الى ان العاملين في الرعاية الصحية يواجهون مشكلات خاصة في حمل وتحريك المرضى البدناء. وردت جمعية البدانة الهولندية على تلك الشكاوى بحث المستشفيات على الاستثمار في اقتناء اجهزة اكثر ملائمة بدلا من اثارة شعور بالذنب بلا مبر لدى البدناء.

 وفي هذا السياق أوصت لجنة استشارية امريكية بالسماح بتداول عقار من انتاج شركة جلاكسوسميثكلاين لانقاص الوزن بدون تذكرة طبية وقالت انه يبدو امنا وفعالا لمدة ستة اشهر من الاستخدام. وكانت اللجنة تدرس التقدم بتوصية لادارة الاغذية والعقاقير بشأن السماح بتداول نسخة ذات جرعة مخففة تصرف بدون تذكرة طبية من العقار الذي يسمى (زينيكال) ووافق اعضاء اللجنة الاستشارية لادارة الاغذية والعقاقير بالاجماع على ان النسخة المقترحة من العقار ساعدت مرضى على التخلص من الوزن بعد ستة اشهر من العلاج. ووافق 12 من اعضاء اللجنة بينما رفض ثلاثة اعتبار الدواء امنا بشكل عام على الرغم من ان بعض الاعضاء اعربوا عن مخاوف بشأن الاستخدام المتكرر والاستعمال على المدى البعيد.

وقال نيال بينوفتز عضو اللجنة وهو استاذ في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو "لا اعتقد انه أظهر أي فعالية على المدى البعيد." وسوف تدرس ادارة الاغذية والعقاقير التوصية قبل ان تصدر قرارها النهائي. واذا وافقت الادارة في النهاية على العقار فانه سوف يصبح اول عقار لانقاص الوزن توافق الولايات المتحدة على بيعه دون تذكرة طبية في وقت يعاني فيه ثلثا الامريكيين من زيادة الوزن او البدانة. وكانت شركة جلاكسو قد اشترت حقوق عقار (زينيكال) في الولايات المتحدة من شركة روش العام الماضي وتأمل في ان تبيع نسخة لا تحتاج تذكرة طبية تحت اسم (الي)Alli .

والنسخة المقترح بيعها تبلغ جرعتها 60 ميللجراما بينما الجرعة التي تتطلب تذكرة طبية قدرها 120 ميللجراما. ويعمل العقار عن طريق منع امتصاص الجسم لبعض الدهون. ويمكن ان يسبب العقار مشاكل في المعدة والامعاء مثل ظهور بقع وانبعاث غازات زائدة من الجسم ويتعرض نحو نصف المرضى لها. وقال مسؤولون في شركة جلاكسو ان العقار ينبغي استخدامه مع تغيير نمط الحياة مثل اتباع نظم غذائي قليل الدهون من اجل تعظيم الفائدة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنین 6  /شباط /2006 - 7/محرم الحرام/1427