أمريكا تريد التخلص من ادمانها على النفط بتخفيض وارداتها من الشرق الاوسط

دعا الرئيس الامريكي جورج بوش الى خفض واردات الولايات المتحدة النفطية من الشرق الاوسط بأكثر من 75 في المئة بحلول عام 2025 .

وفي خطابه السنوي عن حالة الاتحاد قال بوش انه يجب على الولايات المتحدة أن تقلل اعتمادها على النفط الاجنبي باستخدام التكنولوجيا لتطوير مصادر بديلة للطاقة مثل البنزين المخلوط بالايثانول وخلايا وقود الهيدروجين لتسيير مركبات غير ملوثة للبيئة.

وقال بوش "أمريكا مدمنة للنفط الذي غالبا ما يستورد من أجزاء غير مستقرة من العالم... بتطبيق ما لدى أمريكا من مواهب وتكنولوجيا فان هذا البلد يمكنه ان يحسن بشكل هائل بيئتنا وان يتجاوز اقتصادا معتمدا على المنتجات البترولية ويجعل اعتمادنا على نفط الشرق الاوسط شيئا من الماضي."

لكن توقعات ادارة معلومات الطاقة الامريكية تشير الى أن برميلا بين كل أربعة براميل من النفط تنتج في العالم في 2025 سيأتي من الشرق الاوسط وهو ما سيجعل من الصعب على الولايات المتحدة ان تتجنب الموردين هناك.

وقال بوش ايضا انه سيزيد الاموال المخصصة لابحاث الطاقة النظيفة بنسبة 22 في المئة في ميزانيته للسنة المالية 2007 التي سترسل الى الكونجرس الاسبوع القادم.

وجاءت تصريحات الرئيس الامريكي اشهارا لاستراتيجية الولايات المتحدة في العقدين المقبلين.

وذلك بالحد من وارداتها النفطية الشرق اوسطية لبلوغ مرحلة التوقف النهائي عن الاستيراد، واستفزت بعض المحللين الذين اكدوا ان امرا كهذا يعد خيالا علميا على غرار الافلام الامريكية، وان امريكا لا تعد سوقا مؤثرا لصادرات الدول الشرق اوسطية!

وانبرى المحللون للتأكيد على ان مهلة التوقف نهائيا عن الاستيراد من الشرق الاوسط وهو عام 2025 بعيد جدا، كما ان وسائل تطبيق الهدف الامريكي تفتقر الى الوضوح في ظل غياب مصادر الطاقة البديلة على الرغم من المحاولات المستمرة وبعيدا عن آراء المحللين تبدو الفرصة سانحة الآن لاعادة قراءة خطاب بوش بطريقة مغايرة.

من الناحية العلمية هناك بدائل عدة للطاقة، والولايات الامريكية تتمتع بالصدارة في هذا المنحنى، من اختبار الطاقات المستحدثة من الموارد الطبيعية وتطويعها لخدمة الانسان، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجدهم روادا في استحداث الطاقة الشمسية، الطاقة الكهربائية.. وتذليل مشاق التزود بالوقود للاقمار الصناعية عن طريق وضع الخلايا الشمسية لتلبية هذا الاحتياج وهذا يؤكد ان الولايات المتحدة لها باع طويل في هذا المضمار، في حين يصر المحللون العرب على ان امريكا لا تتوافر لديها بدائل للطاقة.

ويظهر ذلك واضحا في تصريحات البعض بأن امريكا ليست فرنسا لتعول على الطاقة النووية، علما بأن قرارا قديما اوقف امريكا من استخدام الطاقة النووية بعد كارثة بنسلفينيا، كفيل ـ لدى المحللين ـ بمنع امريكا من معاودة الابحاث في هذا النوع من الطاقة.

وقبل ان يصرح بوش بهذا البيان المتعلق بالاستناد على العلماء لسد حاجة البلد الاقتصادية لبدائل للنفط، نجد ان الامريكيين، قطعوا بالفعل اشواطا ليست بالقليلة في هذا المضمار.

والآن بعد هذا التقدم في الدراسات والبحوث اقدمت شركات جنرال موتورز الامريكية على ابتكار سيارة تعتمد على الكهرباء فقط، في حين انتجت سيارة يابانية مماثلة ولكن بطريقة »هايبرد« ثنائية الطاقة، والتجارب على قدم وساق في فرنسا لاطلاق اول طائرة مزودة بمحرك بطاقة نظيفة، وهذا يعني مقدمات تحقق الحلم الامريكي المعلن عنه آنفا.

 تزامنا مع رغبة الشعب الامريكي للحفاظ على مصادر البيئة واستخدام طاقات بديلة وانظف، فقد اصدرت ولاية كاليفورنيا قانونا بتحجيم امتلاك الشخص للسيارات وتقليص استخدام الوقود البترولي.

ونجح هذا القانون بنسبة عالية على مدى اقل من 4 سنوات بنسبة تفوق 20% من المعدل المطلوب.

هنا يتضح لنا ان دولة مثل امريكا تتطلع للبعيد علما قبل السياسة ـ وذلك بأن تتخلى تدريجيا عن النفط، علما بأن الخطاب بشر بمضاعفة الاجر مقابل هذه البحوث والاستكشافات، فلا نستغرب ان ضاعف الامريكي جهده في تحقيق افضل النتائج في مدة تسبق الوقت المفترض (2025).

ان 20 سنة لكفيلة بأن تظهر نتائج افضل مما جاء به بيان جورج بوش الابن..

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد  5  /شباط /2006 - 6/محرم الحرام/1427