صحيفة فرنسية تنشر الرسوم المهينة وتزيد من حالة الاستفزاز والصدام.. القصة بدأت بكتاب

نشرت صحيفة "فرانس سوار" الباريسية في عددها الاربعاء مجمل الصور الكاريكاتورية التي نشرت في 30 ايلول/سبتمبر في صحيفة دنماركية واثارت استياء كبيرا في العالم الاسلامي الذي اعتبر انها مسيئة للنبي محمد.

واوضحت الصحيفة الفرنسية انها اختارت نشر هذه الرسوم التي تثير جدلا متصاعدا منذ ظهورها في الدنمارك "ليس لهدف الاستفزاز المجاني بل لانها تشكل موضوع جدل على نطاق عالمي واسع محوره التوازن والحدود المتبادلة في مجال الديموقراطية واحترام المعتقدات الدينية وحرية التعبير".

وقالت الصحيفة ان "هذه الرسوم ال12 قد تبدو بدون قيمة ولا تنم عن ذوق رفيع ومهينة ووقحة" لكن نشرها الذي "كان يهدف بالتحديد الى اختبار حدود حرية التعبير في الدنمارك اثار موجة من الاستياء والغضب في العالم الاسلامي".

واوضحت الصحيفة في افتتاحيتها انه "لا يوجد في الرسوم موضوع الاتهام اي نية عنصرية او رغبة في تحقير اي مجموعة. بعضها طريف وبعضها ليس كذلك وهذا كل ما في الامر. ولهذا السبب اخترنا نشرها".

ودانت "فرانس سوار" في الوقت نفسه عدم التسامح من قبل "الاخوان المسلمين وسوريا والجهاد الاسلامي ووزراء داخلية الدول العربية و(منظمة) المؤتمر الاسلامي" الذين يدعون "مواطني المجتمعات الديموقراطية والعلمانية الى ادانة 12 رسما كاريكاتوريا اعتبرت مهينة للاسلام".

واضافت "لن نعتذر ابدا لاننا احرار في التحدث والتفكير والاعتقاد (...) وبما ان هؤلاء الذين يقدمون انفسهم على انهم اساتذة في الايمان ويجعلون القضية مسألة مبدأ علينا ان نكون حازمين".

واكدت "يحق لنا رسم صور كاريكاتورية لمحمد ويسوع المسيح وبوذا ويهودا وكل اشكال الالوهية. هذا يسمى حرية تعبير في بلد علماني".

وقالت صحيفة فرانس سوار الفرنسية انها نشرت الرسوم باسم حرية التعبير ولمحاربة التعصب الديني قائلة ان بلدا علمانيا مثل فرنسا لا يمكن أن تحكمه تعاليم أي دين.

ولم يرد على الفور رد فعل من زعماء المسلمين في فرنسا التي تضم أكبر جالية اسلامية في أوروبا.

وأضافت "ولكن بما أنه لا يمكن أن تفرض أي عقيدة دينية رأيها على مجتمع ديمقراطي وعلماني فان فرانس سوار تنشر هذه الرسوم المدانة."

واحتج الاف الفلسطينيين على الدنمرك هذا الاسبوع لسماحها بنشر هذه الرسوم الساخرة وطالبها وزراء عرب بمعاقبة الصحيفة التي كانت أول من نشرها.

وقدمت الصحيفة اعتذارا عن أي ضرر ربما تكون قد سببته ولكن الحكومة تقول انه لا يمكنها أن تصدر توجيهات للاعلام الحر. وخصصت فرانس سوار التي تعاني من مشاكل مالية وتبحث عن مشتر صفحتين بالداخل للرسوم الدنمركية ودافع سيرج فوبير رئيس تحرير الصحيفة عن قرار نشر الرسوم.

هذا وتعود قضية الرسوم الكاريكاتورية المثيرة للجدل للنبي محمد التي نشرتها الصحيفة الدنماركية "يلاندس بوستن" الى صيف 2005 عندما فشل مؤلف كتاب عن النبي في العثور على رسام واحد يقبل بتقديم رسومات لكتابه.

وقال كاري بلويتغن الذي صدر كتابه "القرآن وحياة النبي محمد" في 24 كانون الثاني/يناير بعشرة رسومات بدون توقيع ولم تثر اي استياء لوكالة فرانس برس ان "كل الرسامين الذين اتصلت بهم رفضوا خوفا من اعمال انتقامية".

واضاف ان "الكتاب بحد ذاته يستند الى مصادر اسلامية فقط. هو ليس كتابا نقديا ورسومه ليست فكاهية ولم تسبب احتجاجات او تهديدات ضدي او ضد دار النشر (هوست اند سون)". وتابع بلويتغن ان مقتل المخرج السينمائي الهولندي تيو فان غوخ الذي قدم فيلما قصيرا عن القرآن والمرأة بيد اسلامي متطرف اثر الى حد كبير على الكتاب والرسامين الذي "لا يريد بعضهم المساس اطلاقا باي شىء يمت للاسلام بصلة".

وفي مواجهة هذه الرقابة الذاتية للكتاب والرسامين في الدنمارك ايضا قررت "يلاندس بوستن" اكبر صحيفة دنماركية مواجهة هذا التحدي في صيف 2005 واختبار حرية التعبير التي تشكل احد العناصر الاساسية للديموقراطية الدنماركية.

وهذه الحرية تسمح ايضا لاذاعة لنازيين جدد اسمها "رادي اواسن" وهي الوحيدة في اوروبا بالبث من الدنمارك منذ 1996 . وطلبت "يلاندس بوستن" من اربعين رساما كاركاتوريا وضع صور للنبي محمد قبل منهم 12 رساما فقط نشرت رسومهم موقعة في 30 ايلول/سبتمبر في الصحيفة تحت عنوان "الوجوه ال12 لمحمد".

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 2  /شباط /2006 - 3/محرم الحرام/1427