الضوابط الإعلامية في عصر العلم والتكنولوجيا

اعداد: المحرر الثقافي

(الإنسان ابن بيئته) هذه المقولة أُطلقت منذ عقود طويلة لكن البلاغة في معناها بقيت حية ومبرهن عليها فعلياً وفي عصر ثورة المعلوماتية الآن، وربما أمكن وصف الإنسان المعاصر بـ(ابن الإعلام) نتيجة لتلقيه الاعلام من كل مكان وتأثره بالنشاطات الإعلامية التي لا آخر لها.

فالمرء يتلقى المعلومات المختصرة أو التفصيلية كل يوم بواسطة بث الأقمار الصناعية المختلفة في حين ان التطورات التقنية تتوالى ويتابعها حتى بعض الناس العاديين الذين غدوا يعرفون مميزات أكثر الأجهزة الإعلامية تداولاً فيتجهون لاقتناء الجديد منها إذا كانت ذات كفاءات عالية لم تتوفر في الأجهزة المستعملة من الموديلات الأقدم.

ولذلك فإن ما لا يستطيع أحد تجاهله هو أن اقتناء كل جهاز إعلامي جديد من الموديلات الحديثة له تأثيرات اجتماعية واسعة ربما ستؤدي بخصوصية الإنسان العربي إلى نقطة الانصهار مع المجتمعات الأخرى ولو كان ذلك يتم عن التأثر عن بعد أي بصورة إلكترونية وليست مجسدة واقعيا ولعل حالة التجانس الأخلاقي عند العرب رغم المحن المحيطة بهم مازالت تجعلهم (على مستوى المجتمعات) يفتشون عن منقذ لشبابهم من تأثيرات شاشة التلفاز الرهيبة التي تجلب الويلات الاجتماعية عليهم وعلى عوائلهم ثم معارفهم وأصدقائهم وبالتالي عمّم التلفاز بعد أن أصبح هم الشباب الأول الذي يقضون معه ساعات طوال من يومهم وأخطر ما في ذلك التأثيرات الموجهة للشباب وفي مقدمتهم المراهقين والمراهقات.

لقد دخل الإعلام إلى كل بيت حتى غدا الكمبيوتر والانترنيت والتلفاز العادي من مقومات العائلة الناجحة إن لم يقال العائلة السعيدة وعلى العائلة العصرية أن توفر لأولادها كل ما من شأنه يجعلهم سائرين في ركب الحضارة المتقدمة ومن اولويات ذلك توفير استخدامهم لشاشة التلفاز الانترنيتية – الكمبيويترية التلفزيونية معاً.

ولعل قضاء أوقات طويلة أمام شاشة التلفاز قد يكون فيه استثمار سلبي يستغله الأولاد أو غيرهم لأمور قد تنسحب على واقع حال أخلاقياتهم اللاحقة ولذا فإن العمل على وضع ضوابط إعلامية تأخذ حفظ الجانب الأخلاقي الفردي والجماعي سيعني الكثير الكثير للعوائل الطموحة.

ولكن تشكيل هيئة دولية تشرف عليها هيئة الأمم المتحدة وتكون مهمتها وضع الضوابط للحياة الإعلامية بكل نشاطاتها ابتداءً من مصداقية انتقال المعلومات ومروراً بصنع البرامج ذات الفوائد الروحية التي تبني النفوس بلبنات الأخلاق العالية لها التأثير الأكبر في ضبط المجتمعات عالمياً.

إن البشرية اليوم تواجه تحديات حتى من قبل جهات دولية تدعي هي الأخرى أنها تواجه تحديات مماثلة. وإن الإعلام ثروة روحية ثقافية لا ينبغي استثمارها استثماراً لأهداف غير ايجابي ة لبناء وتقويم النفس البشرية.                                                                     

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 1  /شباط /2006 - 2/محرم الحرام/1427