بسبب الفكر الوهابي والتكفيري السعودية ستعاني من مشكلات طويلة الأمد

قال محللون ان السعودية نجحت حتى الآن في قمع تنظيم القاعدة لكن الفكر المتطرف والتوترات الاقليمية والحكم الأوتوقراطي قد يجعل العنف الاسلامي واقعا لأعوام قادمة.

وشن متشددون يعلنون ولاءهم لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن حملة في عام 2003 للإطاحة بالحكام الموالين للولايات المتحدة. لكن التمرد المحدود الذي شمل هجمات على مجمعات لسكن الأجانب ومؤسسات حكومية فقد قوة دفعه خلال العام الماضي.

وقال نواف عبيد المستشار الأمني السعودي "من الناحية الفعلية فان البنية الأساسية دمرت بدرجة كبيرة لكن المعركة الان تدور على الجبهة الفكرية. وهذه مازالت مشكلة كبيرة."

وقال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل هذا الشهر ان نحو 144 من الأجانب والسعوديين من بينهم أفراد من قوات الامن ونحو 120 متشددا قتلوا في 25 واقعة منذ عام 2003.

وأشادت واشنطن بالمملكة حليفتها الرئيسية وأكبر منتج للنفط في العالم لاتخاذها خطوات واسعة النطاق لتحسين العمليات الامنية في إطار جهود لمكافحة هجمات المتشددين.

وتقول السعودية انها عملت كذلك على الحد من التعبيرات الخطابية المتشددة في الكتب المدرسية وخطب المساجد.

ويقول المحللون انه على الرغم من أن المؤسسة الدينية القوية انضمت للحرب الدعائية التي تشنها الحكومة الا ان المذهب الوهابي الاصولي مازال قادرا على تغذية التشدد على مدى سنوات مقبلة.

وقال فارس بن حزام الباحث المستقل المختص بتنظيم القاعدة مشيرا الى مواقع وتعليقات على الانترنت "الحكومة تقول ان هذا الامر يحتاج لوقت لكني لم أر شيئا يتغير حتى الان. المشكلة ليست في داخل المدارس بل فيما هو خارجها."

وقال ان الوضع الاقليمي يمكن ان يغذي العنف كذلك.

فالقوات الامريكية لا تزال في العراق بعد ان قادت الغزو عام 2003 وواشنطن ينظر اليها على نطاق واسع في العالم العربي باعتبارها مساند لاسرائيل دون قيد أو شرط. ويتهم الاسلاميون وغيرهم من جماعات المعارضة في العالم العربي الحكومات بعدم القيام بما يكفي للتصدي للغرب. وقال ابن حزام مشيرا الى أن المتشددين الذين قتلوا في اشتباكات جاءوا من طبقات اجتماعية مختلفة "الوضع الدولي يعطي هؤلاء الناس (المتشددون) المبررات الكافية."

وحذر مسؤولون سعوديون من خطر السعوديين العائدين من العراق المجاور حيث انضم الكثيرون للمقاتلين السنة ضد القوات الامريكية والحكومة التي يهيمن عليها الشيعة والأكراد. وقال ابن حزام "أمريكا احتلت العراق لذلك من السهل اقناع الناس بالجهاد هناك." وقدر عدد السعوديين الذين قاتلوا في العراق بين عامي 2003 و2004 فقط بنحو 2500 مقاتل.

وينظر المذهب الوهابي للشيعة باعتبارهم روافض وكثيرا ما شكا الشيعة السعوديون من اضطهاد رسمي لهم.

وقالت مي اليماني من المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن ان بعض مناطق المملكة مازالت تعاني من توزيع غير عادل للثروة مما قد يثير استياء من الحكومة يصب في مصلحة القاعدة.

ويرأس الملك عبد الله الذي دخل العقد الثامن من العمر وتولى العرش العام الماضي دولة تبلغ نسبة من تقل اعمارهم عن 18 عاما 60 بالمئة من عدد سكانها. ويحث رجال الدين الموالون للعائلة الحاكمة الحكام على مقاومة الاصلاح السياسي الذي يدعو له الليبراليون.

وقالت اليماني "انها المشكلة طويلة الأمد التي يتعين عليهم حلها... الاصلاح الحقيقي والقضاء على التمييز والبطالة."

وتحكم أسرة آل سعود البلاد منذ تأسيسها في عام 1932 كملكية مطلقة حيث عوض نظام الرعاية الاجتماعية السخي الافتقار للمشاركة السياسية. كما انهم يستخدمون المذهب الوهابي المتشدد للحفاظ على تماسك البلاد.

وقالت اليماني ان ارتفاع أسعار النفط العالمية الذي يملا خزائن المملكة في الوقت الراهن سيشجع الحكومة على تأجيل الاصلاحات السياسية المؤلمة والاعتماد فقط على الاجراءات الامنية المشددة. وتابعت "أموال النفط جاءت لانقاذ الموقف. فقد رفعوا الأجور وشعر الكثيرون بالسعادة وانشغلوا بجمع المال. لكن هذا الحل يبقي على النظام الأبوي القديم."

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 31  /كانون الثاني/2006 - 1/محرم الحرام/1427