الهولوكوست ما زالت تتربع على قمة نقاشات الشرق والغرب

سرقت المحارق التي تعرض لها غجر ويهود على يد النازية في ألمانيا الأضواء من ندوة بالقاهرة كان مقررا أن تناقش حاضر ومستقبل الحوار بين الشرق والغرب لكنها تطرقت الى "شرعية اسرائيل".

ففي بداية الندوة التي أُقيمت بمعهد جوته قال الباحث ميشائيل لودرز المتخصص في الشرق الاوسط والعلوم الاسلامية ان أفراد معظم الاقليات المسلمة في أوروبا "يعيشون باحساس الاقلية ويعانون عقدة نقص ثقافية... لديهم احساس راسخ بأن الاسلام أفضل الأديان." وأضاف لودرز الذي كان مستشارا بوزارة الخارجية الالمانية أن الغرب حسم مسألة الفصل بين الدين والدولة منذ نحو مئتي عام لكن هذه المسألة لم تحسم فيما يخص المملكة العربية السعودية وايران مشيرا الى أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قال ان "الهولوكوست لا وجود له وكان يجب أن ينأى بنفسه عن هذا (الانكار)."

 وأشار الى أن صورة الاسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية سلبية تسيطر عليها الاحكام المسبقة والتعميمات فبعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة "قاموا بالبحث في القرآن ووقفوا أمام آيات الجهاد ونزعوها من سياقها وقالوا انها تحض على الكراهية."

وتقام الندوة التي كان الطرف الثاني فيها المفكر المصري عبد الوهاب المسيري بمناسبة اختيار ألمانيا أول ضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تنتهي دورته الثامنة والثلاثون الجمعة القادم.

وقال المسيري مؤلف موسوعة (اليهود واليهودية والصهيونية) ان اللجوء في الغرب الى القرآن لتفسير سلوك المسلمين فيه كثير من التبسيط وعدم الدراية مثلما يحدث لو تم تفسير سلوك العرب "بناء على ميثاق جامعة الدول العربية." وأضاف أن الغرب مهتم بالسلاح النووي الايراني في حين يتجاهل هذه القضية اذا تعلقت باسرائيل.

وقال "أنا مؤمن بأن ستة ملايين يهودي تم القضاء عليهم ولكن من حقي أن أسأل كيف حدث هذا لأعرف أن ذلك تم من خلال الأوبئة ومنع الإنجاب واتجاه البعض الى النصرانية. كان الفاتيكان يصدر شهادات تعميد لحمايتهم وبعضهم لم يفصح عن هويته اليهودية." وأضاف أن الهولوكوست أو المحارق النازية "جريمة بشعة ضد الانسانية من يهود وغجر وغيرهم ولكن المسألة في الغرب تحولت الى أيقونة لا يجوز الاقتراب منها أو دراستها مثلما تقوم الدنيا اذا تحدثنا عن عنصرية اسرائيل." وأوضح المسيري أن "اليهودي الذي كان يتقرر إرساله الى أفران الغاز كان يُسمى مُسلما. كان هذا موجودا في مدخل (كلمة) مُسلم في الموسوعة اليهودية ثم اختفى من أجل أيقنة الهولوكوست حسب الشروط الغربية."

وقال المسيري ان الابادة كانت تستهدف يهود شرق أوروبا وان الزعيم النازي أدولف هتلر" لم يكن متعصبا ولا مجنونا لكنه شخص مادي منهجي يبيد المعاقين. وكان يبيد الجنود الالمان الجرحى." وأضاف أنه لا يطالب بالقضاء على اسرائيل ولا القائها في البحر لكنه يبحث أسباب تحويلها الهولوكوست الى أيقونة تسمح لها "بعدم تنفيذ قرارات الامم المتحدة كما لا تسمح بعودة اللاجئين الفلسطينيين في حين يحق لاي يهودي العودة. ومن هذا المنظور(الغربي الاسرائيلي) تصبح المقاومة إرهابا. ولو نظرنا لاسرائيل كدولة استعمارية تصبح المقاومة حركة تحرير لا تختلف عن أي حركة تحرير أخرى."

وسألت رويترز الباحث الالماني لودرز بصفته العلمية عن تعريفه المنهجي لمصطلح (اسرائيل) وهل هي دولة دينية؟ واذا كانت كذلك فبماذا يفسر استمرار دعم الغرب العلماني الحداثي وما بعد الحداثي لها إضافة الى ابتزازها ألمانيا لعشرات السنين؟. واذا كانت دولة علمانية فلماذا لا تسمح بحق المواطنة الكاملة لكل من يقيم بها من يهود ومسيحيين ومسلمين ولا دينيين؟..

لكنه لم يجب عن السؤال قائلا انه "ليس سياسيا مسؤولا. أنا رجل متوازن وفي الشرق الاوسط رجال مشبعون بالأيديولوجيا. اسرائيل تطرح بوصفها السبب في كل المشكلات ولا تستطيع أن تحل هذه المشكلة في هذه الامسية. اسرائيل ليست الشرير في هذه المنطقة. المسؤولية الالمانية تجاه اسرائيل في هذا النزاع مسؤولية تاريخية."

وأضاف "لننتظر حتى ترينا (حركة المقاومة الاسلامية) حماس ما الذي تستطيع فعله." وحققت حماس فوزا على حركة فتح في الانتخابات التشريعية اذ حصلت على 76 مقعدا من أصل 132 مقعدا في حين حصلت فتح على 43 مقعدا فقط.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 30  /كانون الثاني/2006 - 29/ذي الحجة/1426