مآسي الاستغلال الجنسي تستفحل في هولندا والدول الاوربية

 

ناشدت الشرطة الهولندية المترددين من الزبائن على بيوت المتعة في البلاد الإبلاغ عن اي حالة اكراه او ضغط تتعرض لها النساء اللواتي يبعن اجسادهن.

وتعتبر هولندا من اكثر البلاد المتحررة جنسيا في العالم بسبب القوانين المتساهلة التي سنتها في هذا المجال، والتي نتج عنها وجود الآلاف من النساء اللواتي تمارسن عملهن كعاهرات لحسابهن الخاص.

إلا أن تقارير هولندية تفيد بأن تجارة الرقيق مستفحلة في البلاد اذ يتم كل عام الاتجار بما يقرب من 3500 امرأة ترغمن على المجيء الى هولندا للعمل كعاهرات في عدد من الملاهي او مع شركات غير شرعية لتأمين النساء للزبائن.

وجاء نداء الشرطة الهولندية ضمن حملة توعية واسعة عبر التلفزيون المحلي لمكافحة ممارسة البغاء بالاكراه.

وتسمح الدولة الهولندية منذ عام 2000 للعاهرات بممارسة عملهن وفق القوانين، ولكن كثيرا من النساء العاملات في مجال الجنس لا زلن يفعلن ذلك بطريقة غير شرعية وفي بعض الاحيان ضد ارادتهن، ولا يسمح لهن في الكثير من الحالات بالاتصال بمراكز الرعاية كالذي في لاهاي الذي يقدم الدعم المطلوب.

وتقول بيترا هاوينج من مركز الرعاية في لاهاي ان "هناك دائما بعض النساء اللواتي تخسرن عملهن في ملاهي العاهرات، فتجدن انفسهن في عرض الطريق، وبعد ذلك يصعب عليهن العودة الى الملاهي التي تدار طبقا للقوانين".

وتضيف بيترا ان نتيجة ذلك تكون حتما "بقاء هؤلاء النساء في الطريق والعمل بطريقة تعرضهن الى مخاطر عديدة وكبيرة". وتلقت الشرطة الهولندية العام الماضي اكثر من 600 إبلاغ عن نساء اجبرن على العمل كعاهرات، ومعظمهن من اوروبا الشرقية ومن آسيا.

وفي نطاق حملة التوعية، وضعت الشرطة الهولندية لوحات اعلانية كبيرة حول حي البغاء في امستردام ووضعت كذلك رقم هاتف خاص تحت تصرف كل من يريد الابلاغ عن تجاوزات. وتضمنت احدى اللوحات الاعلانية التابعة لحملة التوعية صورة احدى بنات الهوى وبالقرب منها رجل يصوب مسدسا الى رأسها.

على صعيد آخر، عبر رئيس بلدية امستردام عن قلقه لما يجري في حي البغاء في المدينة، الا ان دائرة السياحة تعتبر ان هذا الحي هو من اكثر الاماكن التي تستهوي السياح بالطريقة نفسها التي تشدهم المتاحف ومعارض الفنون ومقاهي تدخين حشيشة الكيف التي يسمح بها القانون في امستردام.

من ناحية أخرى رحب مدير مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في فيينا انطونيو كوستا اليوم بالحملة لتي تقودها هولندا حاليا للقضاء على ظاهرة الاستغلال الجنسي. واعرب كوستا في بيان له عن امله في ان تتمكن هذه الحملة من انقاذ المزيد من الضحايا و ان تحذو دول اخرى حذو هولندا في هذا المجال. يذكر ان هذه الحملة ضد الاستغلال الجنسي التي انطلقت في هولندا قبل مدة تقودها منظمة متخصصة في مكافحة هذا النوع من الجرائم بتمويل من وزارة العدل الهولندية. واوضح أن من بين الأساليب التي ستلجأ اليها المنظمة الهولندية التي تقود حملة مكافحة الاستغلال الجنسي توعية الناس الذين يمارسون البغاء والمواطنين المحليين وأصحاب المتاجر وكذلك سائقي سيارات أجرة تاكسي بالمخاطر الناجمة عن جريمة الاستغلال الجنسي. وقال المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ان ضحايا تجارة بالبشر يتعرضون لمعاملة قاسية جدا داعيا الى ضرورة مساندة هذه الحملة و تقديم المعلومات حول هذا النوع من الاستغلال الجنسي الى الدوائر الامنية على الدوام .

واعرب كوستا في ختام بيانه عن امله في ان تقوم الدول الاوروبية ببذل المزيد من الجهود الفعالة للقضاء على شرور و مآسي الاستغلال الجنسي.

شبكة النبأ المعلوماتية -اربعاء 25  /كانون الثاني/2006 - 24/ذي الحجة/1426