اين ذهبت الـ 7ر17 مليار دولار التي انفقتها امريكا لاعمار العراق؟

تثار الكثير من التساؤلات حول عمق الفساد الاداري والسياسي والمالي المستشري داخل العراق خصوصا مع صدور المعلومات عن مستوى الانفاق المحلي والدولي على مشاريع اعمار العراق. لكن واقع العراق اليوم يشير الى حصول عملية نهب منظمة كبيرة يشترك فيها الكثيرون من الداخل والخارج حيث تزداد المشاكل الداخلية وتدمير البنى التحتية وعدم حصول أي تغيير في مجال اعادة الاعمار بل رجوع الى الخلف.

فقد اعلن مدير مكتب ادارة اعادة اعمار العراق (ارمو) ومدير الادارة الاستراتيجية والشؤون الاقتصادية في السفارة الامريكية دانيال سبكهارد ان عملية اعادة اعمار العراق مرتبطة بالوضع الانتقالي الذي يشهده هذا البلد.

وقال سبكهارد في مؤتمر صحفي تناول موضوع اعادة الاعمار ان الولايات المتحدة وشركائها في التحالف يدعمون العراق في هذه الفترة الانتقالية لبناء المؤسسات الديمقراطية وتعزيز احترام القانون وتنمية الاقتصاد وتوفير الخدمات اللازمة للشعب العراقي.

واكد ان عملية اعادة الاعمار مستمرة معربا عن اعتقاده بان يكون للدول المانحة الاخرى دور كبير في دعم اعادة اعمار العراق موضحا بان صندوق النقد الدولي وافق على اعطاء قرض بقيمة 680 مليون دولار للعراق لتنفيذ اصلاحات اقتصادية.

واشار سبكهارد الى ان البنك الدولي وافق مؤخرا على اول قرض له للعراق منذ اكثر من 30 سنة مضيفا انه يجب الاعتراف بوجود تحديات كبيرة لا تزال امام الجميع وهناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لضمان تحقيق النمو الاقتصادي والازدهار.

واوضح ان الولايات المتحدة انفقت حتى الان 7ر17 مليار دولار من اصل 21 مليار دولار خصصها الكونغرس الامريكي للعراق مشيرا الى ان هذه الاموال استخدمت في تدريب وحدات الشرطة والامن العراقي والمساعدة في دعم المؤسسات الحكومية وتدريب المدرسين واعادة فتح المدارس وتقوية الجهاز القضائي واعادة تأهيل البنى التحتية والصناعة النفطية.

واضاف سبكهارد ان المشاريع على مستوى المحافظات كانت ماضية بالنمو والتطور في شهر ديسمبر الماضي حيث يوجد 53 مشروع لانشاء الطرق والجسور وتامين الماء والكهرباء في ثمان محافظات يتم انجازها بتكلفة تزيد عن 39 مليون دولار.

واشار الى التيار الكهربائي مؤمن لحوالي 30 الف مواطن عراقي في منطقة اربيل كما تم اعادة تاهيل وتوسيع شبكة مياه في محافظة واسط لتوفير المياه لحوالي 16 الف مواطن.

كما اشار الى انه "تم اكمال محطة ضخ المياه في الجزء الغربي في الموصل لتضمن بذلك وضول الماء الى 20 الف مواطن".

واكد مدير مكتب ادارة اعادة اعمار العراق انه في مجال الكهرباء فقد تمت اضافة 190 ميغاواط الى الطاقة الكهربائية وان الخدمة الكهربائية الان موزعة بصورة افضل مما كانت عليه قبل الحرب مشيرا الى ان طلب العراقيين ازداد على الكهرباء من خلال شراءهم الاجهزة الكهربائية.

بدورها قالت صحيفة نيويورك تايمز ان الجهود الامريكية لاعادة اعمار العراق بتكلفة 25 مليار دولار أعاقها منذ البداية نقص عدد الموظفين المطلوبين والافتقار للخبرة الفنية والخلافات الداخلية البيروقراطية واحاطة المشروعات بالسرية وارتفاع النفقات الامنية.

وقالت الصحيفة يوم الاثنين في موقعها على الانترنت مستندة الى أول رواية رسمية لبرنامج اعادة الاعمار وضعها مكتب المفتش العام لشؤون العراق ان نقص اعداد الموظفين ومعارك العقود بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع (البنتاجون) تسببت في تأخر العمل لشهور متصلة.

وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي ينشر يوم الثلاثاء ان الوثيقة مؤرخة في ديسمبر كانون الاول عام 2005 . وتبدأ الوثيقة بتخطيط سري سابق على الحرب لاعادة اعمار العراق وتتناول كل مراحل البرنامج تقريبا حتى عام 2005 .

ويأتي التقرير وسط قلق متزايد بين الامريكيين بشأن سياسة الرئيس جورج بوش في العراق حيث جرى انفاق مليارات الدولارات على جهود اعادة الاعمار التي يقول منتقدون انها لم تسفر سوى عن نتائج متواضعة نسبيا.

وقالت الصحيفة ان الوثيقة أعربت ايضا عن القلق بشأن صياغة عقود لحساب كيان يحمل "وضعا سياسيا مبهما" هو سلطة التحالف المؤقتة في العراق.

وقال ستيف ايليس وهو نائب رئيس جماعة مدافعة عن حقوق الضرائب في واشنطن للصحيفة "يبدو الامر تقريبا مثل نظام لتقسيم غنائم الحرب بين عدة وكالات."

واضاف ايلس الذي قرأ نسخة من الوثيقة "أسفرت عملية منح العقود عن نشوء عدة اقطاعيات."

وذكرت الصحيفة أنها حصلت على نسخة من التقرير من شخص ضمن منتدى مغلق ناقشت فيه نحو 20 خبيرا من خارج مكتب المحقق العام لشؤون العراق التقرير.

وامتنع جيم ميتشل المتحدث باسم المكتب عن التعليق على التقرير مكتفيا بالقول للصحيفة انه تقرير أولي الى حد كبير "وقد يتغير بشكل كبير قبل نشره بصورته النهائية."

شبكة النبأ المعلوماتية -اربعاء 25  /كانون الثاني/2006 - 24/ذي الحجة/1426