الانترنيت.. أستاذ للمؤلفين المزيفين

كتب المحرر الثقافي:

تتيح شبكة المعلومات الدولية (الانترنيت) فرصاً بلا حدود لعدد ممّن يرتضون لأنفسهم أن يكونوا أدباء من الذين لا مؤهل أدبي لديهم حيث لا يكلفهم ذلك أكثر من القيام باستنساخ نصوص مدونة على صفحات الانترنيت ليجمعوها ثم يقدموها كـ(كتب) يضعون أسماءهم الدخيلة على أغلفتها بلا وجه حق.

والتعامل الأدبي مع عروض الانترنيت بحسب الطريقة الآنفة تقترن بغرائبية واضحة من حيث تقييمها لدى بعض دور النشر إن لم نقل معظمها إذ تتعامل مع هؤلاء الأدباء المزيفين على كونهم أدباء حقيقيين متجاهلين ومتجاوزين بذلك عقول القراء على اعتبارهم يعرفون القراءة فقط! وليس لهم مؤهلات تفوق ذلك! وهذا ما يعد تغاضيا عن نوع مستحدث من السرقات الأدبية مما يقتضي العمل من أجل التأسيس لهيئة رقابة دولية تكون لها فروع في كل بلد من أجل محاصرة هذه الظاهرة الأدبية الشنيعة بعد أن أصبح(البعض) يتجرأ على نقل النصوص من الانترنيت حتى من دون الإشارة لمواقعها مما يعتبر خروج على اللياقة والأمانة أيضاً.

فإذا كان الكتاب يسد فراغاً لفكرة تعتمل في نفس المؤلف ويرغب بنقلها إلى جمهور القراء ضمن مؤلف جديد فماذا يمنعه أن يكون أميناً على نقل ما له صلة بموضوع كتابه ولكن مع الإشارة لمصدرها على أن لا يتعدى(كم) المنقول الحدود المقبولة بحيث يصبح معظم متن الكتاب الجديد هو تكرار لكتب سابقة أو نصوص انترنيتية جاهزة.. فضلاً عن الاهتمام الزائد في التأليف من قبل أشخاص عديدين مستجدين في الساحة الثقافية العربية والإسلامية إلا أن ما يحز في نفس المتابع هو تجرؤ البعض على كسر طوق التقاليد الثقافية ومحاولة صعود هذا (البعض) على أكتاف الحقيقة المرة التي يحاول من خلالها أن يصبح أديباً ولكن أي أديب؟! أنه أديب يشار له بالبنان والسؤدد والعبقرية مع أن التمعن في وجوه العديد من هؤلاء (الأدباء الأدعياء) يشير إلى كونهم جهال ثقافة من الدرجة الأولى أي أغبياء ثقافة، ومن مصائب ظاهرة أدباء الانترنيت ومؤلفي الزيف العلني أن هناك من يتملقهم أو يأخذ بأيديهم ليجعلهم يتبوأون مراكز ثقافية حساسة كأن يكون الشخص الأديب المزيف رئيساً لوكالة أنباء أو رئيساً لجهاز إعلامي كبير أو رئيساً لهيئة ثقافية عليا أو رئيساً لتحرير صحيفة أو ربما (وزيراً للإعلام) أو (وزيراً للثقافة).

إن الكتب(المسروقة عن طريق الانترنيت) تتدفق على القراء ويحب ان تتضافر الجهود فيما بينهم وبين من يعنيهم موضوع الأصالة في التأليف، فلا بد من التفكير بصنع جسور تربط بين الطرفين من أجل تضييق ظاهرة(الأدب الأنترنيتي) إلى أضيق مساحة ممكنة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 17/كانون الثاني/2006 - 16/ذي الحجة/1426