النسور اعتادت في الماضي السحيق افتراس الانسان

 

الاجابة على سؤال علمي مفاده "من فعل ذلك؟" كشف عن حقيقة مخيفة وهي اننا كنا طعاما للطيور.

فقد اعلن علماء يوم الخميس ان لديهم دليلا قاطعا على ان "طفل التاونج" - وهو جمجمة للانسان القرد تعود لمليوني عام واشتهرت كواحدة من أكثر اكتشافات الارتقاء البشري اثارة - قتله وأكله أحد النسور.

وقال الدكتور لي برجر وهو عالم في علم الانسان البدائي في جامعة ويتووترسراند في جوهانسبرج "اعتادت الطيور ان تأكلنا وهي بقيامها بذلك شكلت سلوكنا."

وأبلغ رويترز "الجوارح هي واحدة من الاشياء القليلة التي لدى بعض الثدييات الحديثة التي تنتمي لرتبة الرئيسيات نداءات خاصة بها او انذار بالخطر تجاهها."

وقال انه على الارجح اختطف أحد النسور الطفل واخذه الى عشه حيث انتزع عينيه من اجل الغداء. وسقطت جمجمة الطفل في النهاية من العش حتى لا يتم العثور عليها الا بعد ذلك بنحو مليوني عام.

واضاف "وجودنا على قائمة طعام النسور يفسر ايضا اشكالا اخرى من الارتقاء البشري من السير منتصبي القامة وهو ما يمكن ان يمثل هدفا اصغر لمهاجم من الجو الى ميلنا للعيش في جماعات."

وقال برجر "هذه الطيور كانت تتعقب اضعف افراد الجماعة." وهو سيناريو ربما ادى الى اجراءات حماية جماعية.

ووقع حادث الافتراس البشع للطفل منذ مليوني عام بيد أن الجاني وهو نسر أفريقي متوج يعرف ايضا بانه الصقر-النسر المتوج ما زال يحلق في الاجواء وما زالت النسور الضخمة تفترس الرئيسيات الصغيرة في افريقيا.

واحدث طفل التاونج الذي اكتشف في جنوب افريقيا عام 1924 صدمة في الاوساط العلمية حيث ألمح ريموند دارت عام 1925 الى انه شَكلٌ أرقي من الرئيسيات لقبه بأوسترالوبيثيكوس افريكانوس او "الانسان القرد بجنوب افريقيا."

وقليلون في الوسط العلمي كانوا مستعدين انذاك لقبول ما اصبح منذ ذلك الحين معرفة تقليدية وهو ان البشرية نشأت وتطورت في افريقيا.

وكان يعتقد لعقود ان طفل التاونج الشهير قتله نمر او نوع منقرض من القطط كبيرة الحجم ذات الانياب الطويلة.

ولكن منذ عشر سنوات ألمح برجر وزميل له الى ان الطفل الذي كان في الثالثة او الرابعة من عمره حين توفي قتله طائر كبير من الجوارح.

وظل هذا تكهنا حتى قدم باحثون في جامعة اوهايو الحكومية دراسة حول بقايا الرئيسيات من ضحايا النسر المتوج الافريقي والتي طلب من برجر مراجعتها.

ووجد العلماء اشكالا رئيسية عديدة لتضرر عظام تُميز ضحايا الجوارح عن ضحايا القطط الكبيرة.

وقال برجر "هذه المفاتيح الحاسمة كانت علامات ثقوب في قاعدة تجويف العين في الرئيسيات حدثت حين اقتلعت النسور العيون من القردة الميتة بمخالبها ومناقيرها. كانت علامة لم يلحظها الاخرون من قبل تلك التي تربط بين النسور بشكل حاسم وبين القتل."

وبعدها اعاد برجر فحص جمجمة طفل التاونج والتي قد تكون اكثر حفرية شبيهة بالانسان تم فحصها في العالم.

وقال برجر "كدت ان اسقط حين نظرت في (تجويف) عيني الجمجمة حيث رأيت العلامات ... كانت نماذج مثالية للضرر الذي تحدثه النسور. الاف العلماء وانا من بينهم غفلوا عن هذا الضرر الحاسم."

وقال "انه فقط يظهر انه ليس بوسعك التوقف عن النظر. فقط لان شيئا ما تمت دراسته لسنوات لا يعني انه ليس بوسعه ان يخبرنا بامور جديدة."

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 13/كانون الثاني/2006 - 12/ذي الحجة/1426