يوم في حياة بلير يهدف الى تحسين شعبيته المنخفضة

بات بامكان الناخبين البريطانيين اذا رغبوا في ذلك ان يروا رئيس الوزراء وهو يزاول نشاطاته مباشرة على الانترنت عبر فيلم صغير يعرض على الموقع الالكتروني لداونينغ ستريت الالكتروني ويكشف الحياة القاسية لرئيس الحكومة.

ويظهر توني بلير في هذا الفيلم الذي يستغرق ثلاثين دقيقة باللباس الرسمي الى جانب الرئيس الاميركي جورج بوش وبقميص في مكتبه او باللباس الرياضي وهو يلعب كرة القدم مع تلاميذ.

والهدف المعلن لهذا الشريط بعنوان "يوم في حياة توني بلير" الذي يعرض على موقع رئاسة الوزراء الالكتروني هو توضيح عمل رئيس الوزراء البريطاني للجمهور.

اما التعليقات الواردة في الفيلم فوضعها بلير شخصيا وهي كثيرة.

وقد تراجعت شعبية رئيس الوزراء العمالي بشكل كبير كما اظهرت استطلاعات الرأي والصحف منذ بداية ولايته الثالثة في ايار/مايو 2005.

ففي نهاية 11 كانون الاول/ديسمبر اكد استطلاعان للرأي تقدم حزب المحافظين للمرة الاولى منذ 13 عاما على حزب العمال. واشارا الى ان حزب المحافظين يتمتع بتأييد 37% من البريطانيين مقابل 36% للعمال.

وقبل اسبوع كشف استطلاع للرأي ان نسبة البريطانيين الذين لا يؤيدون بلير ارتفعت الى 55% .

وجاء هذا الاستطلاع بعد دراسة اكدت ان غالبية من الناخبين البريطانيين تبلغ 64% يعتقدون ان حكومة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بدأت تتهاوى.

وتعرض بلير قبل أسابيع لاول هزيمة له في مجلس العموم منذ انتخابه حين رفض المجلس الموافقة على قانون مكافحة الارهاب الذي اقترحته حكومته كما مني بانتكاسة باستقاله احد الوزراء المقربين منه.

وانخفض التاييد للحكومة منذ انتخابها لاول مرة في عام 1997 بنسبة ثلاثين بالمئة فيما قال 72 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع ان سمعة حزب العمال تسجل تدهورا.

ويقوم بلير في مكتبه وهو يرتدي قميصا وربطة عنق حمراء بتوجيه انتقادات الى الاتحاد الاوروبي مشيرا الى ان ساعات العمل طويلة في 10 داونينغ ستريت وانها "على الارجح غير قانونية بموجب بعض القوانين" التي تحدد ساعات العمل اسبوعيا.

ويريد بلير (52 عاما) الذي يواجه منافسة شديدة من ديفيد كاميرون (39 عاما) الزعيم الجديد لحزب المحافظين البريطاني المعارض الرئيسي ان يلمع صورته خصوصا في صفوف الشباب بشتى الوسائل.

وخلال دقائق معدودة يفترض ان تكشف يوما عاديا في حياته يلتقي بلير الرئيس الاميركي والرئيسين الفرنسي جاك شيراك والروسي فلاديمير بوتين او المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

ويقوم بلير باستقبال شخصيات في مقر رئاسة الوزراء ويجيب على اسئلة النواب في مجلس العموم ثم على اسئلة الصحافيين في اطار مؤتمره الصحافي الشهري كما يراس اجتماع مجموعة الثماني.

ويقوم بكل هذه النشاطات والابتسامة على وجهه.

وخلال الفيلم يظهر بلير في اجتماع مع الحكومة المصغرة وهي اجتماعات غالبا ما تجري في جلسات مغلقة وتبث للمرة الاولى علنا.

ويؤكد بلير بتواضع انه غير معصوم عن الخطأ وان عمل رئيس الوزراء يتم بالخبرة قائلا "انها تحديات وضغوط مستمرة من نوع آخر". وقال انه احيانا لم يكن ملما ببعض الملفات.

ويتابع "احيانا علينا الاعتراف على مضض باننا اخطأنا". ويؤكد "عندما ننجز اعمالا ونحقق نتائج نفكر ان هذا حصل نتيجة الجهد الذي قدمته او القرارات التي اتخذت وهذا ما يجعلنا نفتخر بانجازاتنا".

ويوضح بلير ان رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت "تاتشر قالت له ذات يوم ان اهم شيء في تولي منصب رئاسة الوزراء هو الحصول على فرصة فريدة لمعرفة ما يجري بالتفصيل داخل الحكومة".

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء10/كانون الثاني/2006 - 9/ذي الحجة/1426